محكمة الاستئناف العليا السودانية تؤيد الأحكام ضد البشير

أدين بالاتجار بالعملات الأجنبية و{الثراء الحرام والمشبوه}

الرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال محاكمته في ديسمبر الماضي (رويترز)
الرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال محاكمته في ديسمبر الماضي (رويترز)
TT

محكمة الاستئناف العليا السودانية تؤيد الأحكام ضد البشير

الرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال محاكمته في ديسمبر الماضي (رويترز)
الرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال محاكمته في ديسمبر الماضي (رويترز)

أيدت محكمة الاستئناف السودانية الأحكام الصادرة ضد الرئيس المعزول عمر البشير من محكمة الموضوع، والتي قضت بإيداعه الحبس لمدة عامين في مؤسسة إصلاحية لتجاوزه السن القانونية للسجن، ومصادرة الأموال المضبوطة في مقر إقامته بقصر الضيافة داخل القيادة العامة للجيش.
وأصدر القاضي الصادق عبد الرحمن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حكماً بإيداع البشير الحبس لعامين في مؤسسة إصلاح اجتماعي، ومصادرة الأموال التي عثر عليها بحوزته، تحت تهم التعامل بالنقد الأجنبي بطريقة غير قانونية، والثراء الحرام والمشبوه، على خلفية ضبط مبالغ من النقد الأجنبي داخل مسكنة الرئاسي.
ويحاكم القانون السوداني المدان بتهم مثيلة لتهم البشير بالسجن عشر سنوات، لكن الحكم جاء مخففاً لعامين يقضيهما في مؤسسة إصلاح اجتماعي، لأنه تجاوز سن السبعين، والقانون لا يقضي بسجن من تجاوزها، ولعدم توفر مؤسسة إصلاحية، أبقي عليه في السجن المركزي «كوبر».
واستأنفت هيئة الدفاع عن البشير الحكم لدى المحكمة الدستورية العليا، دافعة بعدم اختصاص المحكمة بمحاسبة رئيس الجمهورية، وعدم ثبوت تعامل البشير بالنقد الأجنبي بالاشتراك مع متهم هارب هو قريبه «طارق سر الختم».
وبدأ نظر الدعوى الجنائية ضد البشير بعد سقوط حكمه بثورة شعبية في أبريل (نيسان) 2019. والتحفظ عليه بمقره، وبعد العثور على مبلغ (6.997.500) يورو، ومبلغ (351.770) دولار أميركي، و5 ملايين جنيه سوداني داخل مسكنه الرئاسي.
واستمعت المحكمة للدعوى وقضية الاتهام، ثم استجوبت المتهم، واستمعت لقضية الدفاع، ثم أصدرت حكمها المخفف بالحبس عامين في مؤسسة إصلاحية، استناداً إلى القانون الذي يمنع الحكم بالسجن عشرة سنوات لمن تجاوز عمره 70 عاماً.
وجاء في حيثيات محكمة الاستئناف العليا وتتكون من ثلاثة قضاة استئناف، إنها اتفقت مع محكمة الموضوع في مصادرة المبالغ التي تم ضبطها بالعملة الوطنية والأجنبية لصالح حكومة السودان، وقالت إن الحكم بالثراء الحرام والمشبوه استند على اعترافات المدان الصريح بحيازته المبلغ موضوع الدعوى.
ونص حكم محكمة الاستئناف النهائي على: «إعمالاً لنص المادة 185 (أ) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991. وبعد المداولة تأييد الحكم جميعاً، وشطب الاستئناف»، وبناء على ذلك أيدت أحكام محكمة الموضوع جميعها، وشطب الاستئناف، وإخطار المستأنف بالحكم.
وفي 11 أبريل (نيسان) 2019. تم التحفظ على الرئيس المعزول عمر البشير في منزله الرئاسي، بعد عزله من الحكم بثورة شعبية، أطاحت حكومته، ثم نقل في وقت لاحق للسجن المركزي بـ«كوبر» حيث يقضي محكوميته هناك، وينتظر أحكاماً أخرى تصل عقوبتها للإعدام.
وعقب التحفظ عليه عثر على المبالغ المالية المذكورة بالعملات الأجنبية والوطنية داخل مسكنه الرئاسي، وقام الرجل بتبرير وجودها بأنها متبقي هدية مقدارها 25 مليون دولار تلقاها من دولة شقيقة، وزعم أنها أهديت له لتغطية صرف لا يمكن تنفيذه عبر وزارة المالية.
وباستجوابه في المحكمة، اعترف البشير بالتصرف بالمبلغ، وإهداء مبالغ أخرى بالعملات الأجنبية منه لجهات ومؤسسات من بينها مؤسسة «طيبة» الإعلامية المملوكة لرجل الدين المتطرف عبد الحي يوسف وجهات أخرى، إضافة لتحويله لمبالغ منها للجنيه السوداني خارج النظام المصرفي، بالتعاون مع قريبه المتهم الهارب في نفس البلاغ «طارق سر الختم» مدير مطاحن سين للغلال.
ومنذ صدور الحكم يقبع البشير في السجن المركزي بكوبر، ورفاقه من قادة ورموز نظامه المعزول، وينتظرون محاكمات أخرى عديدة، يجري التحقيق بشأنها وعلى رأسها محاكمة مدبري انقلاب الإنقاذ 30 يونيو (حزيران) 1989. فيما يجري التداول على تسلميه للمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرتي قبض بحقه وأربعة من أعوانه: «عبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون، وعلي كشيب»، على تهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، فضلاً عن جرائم تطهير عرقي وجرائم إبادة جماعية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.