رسالة من سكان ووهان للعالم: هذه أخطاؤنا فتعلموا منهاhttps://aawsat.com/home/article/2222931/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A4%D9%86%D8%A7-%D9%81%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7-%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7
رسالة من سكان ووهان للعالم: هذه أخطاؤنا فتعلموا منها
شخص يرتدى قناع وجه أثناء انتظاره في مطار ووهان تيانخه الدولي بعد رفع الإغلاق عن المدينة (إ.ب.أ)
بكين:«الشرق الأوسط»
TT
بكين:«الشرق الأوسط»
TT
رسالة من سكان ووهان للعالم: هذه أخطاؤنا فتعلموا منها
شخص يرتدى قناع وجه أثناء انتظاره في مطار ووهان تيانخه الدولي بعد رفع الإغلاق عن المدينة (إ.ب.أ)
في مؤشر إلى بدء عودة الحياة إلى طبيعتها، رفعت الصين صباح اليوم (الأربعاء) الإغلاق عن مدينة ووهان، البؤرة التي انطلق منها فيروس كورونا المستجد الذي خلف أكثر من 75 ألف وفاة في العالم.
ومع خروجهم من إغلاقهم الطويل، الذي استمر 11 أسبوعاً، شارك سكان ووهان الدروس التي تعلموها من تفشي الفيروس، وحثوا سكان العالم على التعلم من الأخطاء التي ارتكبوها خلال تلك الفترة، وذلك في تقرير نقلته شبكة «بي بي سي» البريطانية.
وقالت فتاة صغيرة من سكان المدينة لـ«بي بي سي»: «أتمنى أن يتعلم العالم من ووهان، ولا يرتكبوا الأخطاء نفسها التي ارتكبناها، حتى لا يضطروا في النهاية إلى تقديم التضحيات التي قدمناها. لا تنتظروا حتى يتفشى الوباء على نطاق واسع حتى تلزموا منازلكم. كلما بقيتم في منازلكم من البداية كانت محاربة المرض أفضل».
وأكدت فتاة أخرى على ضرورة البقاء في المنزل، قائلة: «كل شخص يبقى في منزله يساهم في محاربة هذا الوباء. العزل المنزلي ليس الهدف منه سلب حريتك، بل هو أسلوب علمي للقضاء على أي مرض معدٍ».
ومن جهتهما، قال زوجان صينيان: «الأشهر الماضية كانت من أهم فترات حياتنا، ذكرياتنا عن هذه الفترة مرعبة. والآن يعيش الكثير من السكان في مختلف أنحاء العالم التجربة نفسها التي عشناها في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط). ولذلك فنحن نتفهم تماما ما يشعرون به».
وأضاف الزوجان: «لقد ارتكبنا بعض الأخطاء خلال هذه الفترة العصيبة، ونود أن نخبر الجميع بها حتى يتعلموا منها. الخطأ الأول هو عدم التحدث إلى عائلاتنا بشكل مستمر، الأمر الذي كان يصيبهم بالرعب الشديد خاصة لأننا نعيش بعيداً عنهم وكانوا يريدون أن يطمئنوا علينا باستمرار». وتابعا: «الخطأ الثاني هو بقاؤنا صامتين بعد بعض الخلافات التي كانت تقع بيننا. من النادر جدا أن يقضي زوجان 24 ساعة يوميا مع بعضهما البعض لبضعة أشهر. ستصبح عيوبهما شديدة الوضوح في هذه الفترة. فنصيحة منا لجميع الأزواج: لا تظلا صامتين بعد أي خلاف، لأن ذلك سيزيد من مشاكلكما معاً».
بالإضافة إلى ذلك، قال الزوجان إن هناك خطأ آخر قاما به أثناء قيامهما بالعمل من المنزل وهو عدم الفصل بين العمل والحياة الشخصية. وأوضحا قائلين: «هذا الأمر كاد يدفعنا إلى الجنون».
من ناحيتها، قالت إحدى السيدات: «ووهان أغلقت لفترة طويلة جدا. في البداية كنت لا أبالي، وكنت أرى أن الإغلاق ليس ضرورياً، ولكن بعد ذلك، شعرت بخوف كبير ولم أستطع النوم ليلاً». وتابعت: «كان هناك نقص في الإمدادات الطبية، وكان الأطباء والممرضات يتوسلون عبر الإنترنت للحصول على هذه الإمدادات. هذا بالإضافة لشكاوى المرضى من عدم وجود عدد كافٍ من الأسرة بالمستشفيات ما يجعلهم غير قادرين على الحصول على علاج من المرض». وأضافت: «بالتدريج وصلت الإمدادات، وجاءت الفرق الطبية من جميع أنحاء البلاد، وتراجعت أعداد الإصابات الجديدة بشكل كبير».
ونصحت السيدة الجميع بضرورة عدم الاستهانة بالمرض وعدم الفزع الشديد منه كذلك. وتابعت: «ذلك الفزع الذي كان يجعلني لا أنام ليلاً وأصابني بالاكتئاب الشديد، حتى أصبحت غير قادرة على التكيف مع الوضع لوقت طويل. لذلك نصيحتي للجميع هي ألا يفزعوا، فطالما كانوا ملتزمين بالإجراءات الوقائية اللازمة، لا داعي للقلق».
ويبلغ عدد سكان ووهان 11 مليون شخص، وبلغ عدد وفيات فيروس كورونا في المدينة 2571 شخصاً أي نحو 80 في المائة من إجمالي الوفيات في الصين حسب الأرقام الرسمية.
«جدة للكتاب»... مزيج غني بالمعرفة والإبداع بأحدث الإصدارات الأدبية
إقبال كبير من الزوار على معرض جدة للكتاب الذي يشهد العديد من الفعاليات المصاحبة (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
بين أروقته مزيجٌ من العلوم المعرفية تحاكي بأسلوب أدبي مراحل متنوعة في مختلف جوانب الحياة، إضافة إلى ما هو مخصص ليروي شغف الأطفال في حب المعرفة والتعلم، ليعايش الزائر لـ«معرض جدة للكتاب 2024» مزيجاً غنياً من المعرفة والإبداع يستكشف فيه أحدث الإصدارات الأدبية، ويشهد خلاله العديد من الندوات وورش العمل والجلسات الحوارية التي تغطي مختلف المجالات الفكرية والثقافية.
«جدة تقرأ» لم يكن شعاراً، بل واقع يستشعره الزائر منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيه قدمه المعرض، ليشهد الحدث الثقافي المميز على مدار اليوم، والذي يبرز أهمية الكتاب، ويرسخ مكانة جدة بوصفها ملتقى عالميّاً لعشاق الأدب والفكر، من ناشرين ومؤلفين إلى قراء ومثقفين، في احتفالية أدبية تعكس تطلعات السعودية الثقافية.
وتحت قبة المعرض الذي تنظمه «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية توجد عشرات الآلاف من عناوين الكتب موزعة على 450 جناحاً في المعرض الذي يشارك به أكثر من 1000 دار نشر سعودية وعربية ودولية من 22 دولة.
رؤية ثقافية مستقبلية
المعرض لا تقتصر أهميته على كونه منصةً للكتاب، بل يُمثِّل رؤية طموحة نحو المستقبل، إذ تركز النسخة الثالثة على استثمار التقنية في النشر الرقمي، وتشجيع الابتكار في صناعة الكتاب، مع اهتمام خاص بالإصدارات الإلكترونية ومنصات القراءة التفاعلية، في انسجام مع «رؤية المملكة 2030» التي تسعى لتعزيز التحول الرقمي في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاع الثقافي.
وهذا العام يحتفل المعرض ببرنامج ثقافي مكتمل الأركان يحتوي على أكثر من 100 فعالية متنوعة يقدمها 170 مختصاً من أبرز الأدباء والمفكرين، تشمل ندوات، وجلسات حوارية، وأمسيات شعرية، وورش عمل تغطي مختلف المجالات الفكرية والثقافية.
ركن «المؤلف السعودي»
يدعم ركن «المؤلف السعودي» في المعرض الأعمال الوطنية، ويتبنى مؤلفات المواهب الشبابية في فن الكتابة، ويجعلها متاحةً للعامة في الحدث الثقافي الكبير، إذ يضم المعرض أكثر من 100 كتاب لمجموعة من المؤلفين السعوديين.
وتستهدف المبادرة الكتاب الذين لم يتعاقدوا مع دور نشر، بحيث تُعرَض مؤلفاتهم وتُسوَّق محلياً بمعارض الكتاب المختلفة، مع تحصيل قيمتها النقدية لهم دون أي مقابل مالي، وإيداع مستحقاتهم بعد البيع في حساباتهم الشخصية.
دعم المؤلفين لتجاوز التحديات
وأبرزت ندوة «الأجناس الأدبية غير الشائعة: دعم وتمكين» الدور المحوري الذي تلعبه «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في دعم الكُتّاب وتذليل الصعوبات التي تواجههم ضمن برنامج موسّع استمر لـ6 أشهر، تضمَّن دورات تدريبية مكثفة للكُتّاب، ساعدتهم في تحويل أفكارهم الأولية إلى أعمال مكتملة العناصر.
كما أتاحت لهم فهماً عميقاً للأجناس الأدبية غير الشائعة، بهدف توسيع نطاقها وتطوير محتوى يلبي اهتمامات القراء، بينما لا تقتصر المبادرة على تقديم الدعم الفني والتقني للكتاب فقط، بل مساعدتهم في إيجاد منصة للتعبير عن إبداعاتهم، ما يعزز التنوع الثقافي ويسهم في تطوير المشهد الأدبي في المملكة، إضافة إلى ذلك حظي الكُتّاب في معرض جدة للكتاب بفرصة استثنائية لمشاركة تجاربهم المباشرة، مما أتاح لهم الوصول إلى جمهور واسع والتعريف برسائلهم الأدبية المتنوعة.
واتفق عبد العزيز بن حميد والدكتورة لينة الشعلان ومشعان المشعان خلال مشاركتهم على أن دعم «الهيئة» فتح أمامهم آفاقاً جديدة، ومكنهم من تقديم أعمال مميزة.
وأوضح بن حميد أن دعم «الهيئة» كان له دور كبير في تمكينه من تقديم عمل مميز في أدب الغموض والجريمة، وقال: «أدب الجريمة والجذب يكمن في تسلسل الأحداث المشوقة، وقد مكَّنتني الهيئة من التعمق في التفاصيل الدقيقة لإخراج محتوى جذاب يستقطب القارئ».
أما الدكتورة لينة الشعلان، فقد تحدثت عن تجربتها مع الدعم الذي تلقَّته من «الهيئة»، وقالت إنه فتح لها آفاقاً جديدة، رغم اختلاف تخصصها.
بدوره، قال الكاتب المشعان إن البرنامج ساعده على توسيع مداركه والخروج من إطار الوصف التقليدي إلى طرح مبتكر يمزج بين الجماليات الفنية والأبعاد الجديدة، وأضاف: «هذه الدورات مكّنتنا من تقديم أعمال متكاملة تلبي رغبات القراء الباحثين عن المعرفة».
اهتمام خاص بالأطفال
وخصَّص المعرض للأطفال منطقةً تفاعليةً تقدم 40 فعالية متنوعة، تجمع بين الكتابة والتأليف والمسرح وصناعة الرسوم المتحركة، مما يفتح آفاق الإبداع أمام النشء. كما يسلط الضوء على المؤلف السعودي من خلال ركن مميز يعرض أحدث إصداراته. ولتعزيز الإقبال على القراءة، جُهِّزت منطقة خاصة بالكتب المخفضة، إلى جانب مساحات مفتوحة للقراءة.
«المانجا» ما بين الكلمة والصورة
وسلطت ندوة بعنوان «المانجا ما بين الكلمة والصورة»، المقامة ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض، الضوء على عالم القصص المصورة، وعلى الإمكانات الكبيرة لـ«المانجا»، باعتبارها أداة ثقافية وإبداعية تعكس رؤية مستقبلية طموحة لتعزيز الهوية العربية وتصديرها للعالم، فيما استعرضت الندوة أبرز تقنياتها ومستقبلها.
وأوضحت نوف الحسين في الندوة أهمية «المانجا» وسيلةً مبتكرةً وجذابةً لإثراء المحتوى العربي، مشيرةً إلى دورها في تصدير الثقافة العربية إلى العالم، وأضافت: «نستطيع من خلال (المانجا) تقديم محتوى بصري يخدم الأطفال والشباب، خصوصاً في الفئة العمرية من 9 إلى 15 سنة، شريطة أن تتناول قضاياهم بشكل يناسب قيمنا وأخلاقنا عند الترجمة أو التعديل».
شفرات الأفلام
وفي إطار البرنامج الثقافي المميز المصاحب لفعاليات المعرض، قدَّمت حنين مكي، الأستاذة بقسم الاتصال بكلية الإعلام والاتصال، ورشة فريدة تحت عنوان «تفكيك شفرة الأفلام». استهدفت فيها تحويل تجربة مشاهدة الأفلام إلى رحلة تحليلية مثرية، بحيث يتمكن المشاهد العادي من الغوص في أعماق السرديات السينمائية وفهم أبعادها الخفية.
ولخصت حنين رؤيتها بأن «كل فيلم هو قصة، وكل قصة لها سرديتها، وكل سردية لها نموذج مقابل القصة»، مركزةً على التفاصيل الدقيقة التي تميِّز الأفلام الناجحة، وموضحةً أهمية التصوير في نقل الإيحاءات عبر زوايا الكاميرا المختلفة، كما تطرقت كذلك إلى الألوان ودلالاتها في التأثير على الحالة النفسية للمشاهد، فضلاً عن دور الصوت في تعزيز تجربة المشاهدة.
التقنية في السينما
عبد الله المحيسن أول مخرج سينمائي سعودي، استعرض رحلته الرائدة في عالم السينما خلال ندوة «الريادة التقنية في السينما: الأنميشن الأول»، التي أُقيمت ضمن فعاليات المعرض، وتناولت تطور «الأنميشن» في السعودية، والتحديات التقنية والفنية التي واجهها، ورؤيته لمستقبل هذه الصناعة على المستويين المحلي والعالمي.
تجدر الإشارة إلى أن معرض «جدة للكتاب 2024» يفتح أبوابه للزوار يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى منتصف الليل، عدا يوم الجمعة من الساعة 2 ظهراً ويستمر حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ويقدم برنامجاً ثقافيّاً حافلاً يشمل ندوات، وأمسيات شعرية، وورش عمل تستقطب نخبة من المفكرين والمبدعين من داخل السعودية وخارجها.