سلطات شرق ليبيا تفحص ملفات مئات السجناء لإطلاق سراحهم

سلطات شرق ليبيا تفحص ملفات مئات السجناء لإطلاق سراحهم
TT

سلطات شرق ليبيا تفحص ملفات مئات السجناء لإطلاق سراحهم

سلطات شرق ليبيا تفحص ملفات مئات السجناء لإطلاق سراحهم

في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومتان المتنازعان على السلطة في شرق وغرب ليبيا، للتصدي لفيروس كورونا المستجد، من بينها الإفراج عن السجناء والمعتقلين، تسابق السلطات القضائية والأمنية في شرق البلاد الزمن لفحص ملفات مئات من الموقوفين لديها لإطلاق سراحهم خلال أيام.
وتحدث الناطق الرسمي باسم جهاز الشرطة القضائية بوزارة العدل بالحكومة الموازية بشرق ليبيا، الملازم أول الصديق الزاوي، عن استعداد وزارته للإفراج عن مئات من المحكومين، خلال الفترة المقبلة، في إطار تفعيل قانون العفو العام، ووفقاً لقرارات المجلس الأعلى للقضاء، وأوضح أنهم (الموقوفين) «ممن أمضوا نصف مدة العقوبة لمن لا تتعدى أحكام السجن الصادرة بحقهم خمس سنوات، شريطة ألا يشكل الإفراج عن أي من هؤلاء خطراً على المجتمع». وأضاف الزاوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «وزارة العدل أعدت كشوفاً بأسماء من تنطبق عليهم تلك الشروط، وتم إرسالها للمجلس الأعلى للقضاء»، متابعاً: «نتوقع أن الرد من قبل المجلس خلال أيام قليلة، وعلى أثر ذلك سنقوم كجهة تنفيذية تشرف على السجون الخاصة بالجرائم الجنائية بالإفراج عن عدد من السجناء (غير هين)». وأشار المسؤول الأمني إلى أن وزارة العدل أطلقت، الأسبوع الماضي، ما يقرب من 160 من نزلاء السجون ممن كانوا موقوفين على ذمة التحقيقات القضائية من أصحاب القضايا البسيطة.
كان المجلس الأعلى للقضاء دعا رؤساء محاكم الاستئناف ورئيس إدارة التفتيش والقائم بأعمال النائب العام، إلى «أهمية النظر الفوري والسريع لملفات القضايا الجنائية التي بها موقوفون، والإفراج عن كل من لا يشكل الإفراج عنه خطراً، ويستثنى من ذلك الموقوفون على ذمة القضايا الخطيرة كالقتل، والإرهاب، وجلب المخدرات، على أن يكون قرار الإفراج ملحقاً بشرط تنفيذ الكشف الطبي على الموقوف قبل تنفيذ قرار الإفراج عنه».
ورد الزاوي عن عمليات الإفراج عن السجناء التي تطلقها حكومة «الوفاق»، المعترف بها أممياً، في غرب ليبيا، وقال: «نحن وزارة في دولة منظمة تحترم القانون والمؤسسات القضائية وأحكامهما، ولا يمكن بأي حال مقارنتها بحكومة تصدر قرارات غير قانونية وغير مسؤولة».
وأطلقت «الوفاق» قرابة 500 سجين ضمن خطتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا، لكن الزاوي رأى أن «معظم من أفرج عنهم بطرابلس هم أصحاب العقوبات والجرائم الكبيرة، وبالتالي شكل قرار الإفراج عنهم حالة من الإرباك بالعاصمة، وذهب إلى أن «مسؤولي (الوفاق) اهتموا فقط بإمكانية استغلال وتجنيد هؤلاء المفرج عنهم من السجناء في الحرب ضد الجيش الوطني».
وجدد المسؤول الأمني تأكيده بشأن خلو السجون التابعة لوزارته من أي إصابات بالفيروس.
من جانبه، تحدث الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا الدكتور عبد المنعم الحر، عن تقدير أصدرته منظمته «للتدابير التي اتخذتها الحكومة الليبية بشرق البلاد للتصدي لمنع تفشي وباء (كورونا) المستجد». وقال الحر لـ«الشرق الأوسط»، «إذا ما قارنا بين جهود الحكومة الليبية بالشرق برئاسة عبد الله الثني، وجهود حكومة (الوفاق)، من حيث تكاتف الجهود والتصدي لمنع انتشار(كورونا)، ستأتي النتيجة لصالح حكومة الثني».
وفيما يتعلق بأوضاع السجون تحديداً، قال الحر، «السجون الواقعة تحت مظلة الجهاز القضائي والشرطة القضائية الرسمية، سواء بالشرق أو الغرب الليبي، تخضع لعملية رقابية مشددة، ويسمح للمنظمات الحقوقية بزيارتها بشرط التنسيق المسبق».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.