البنك الدولي يحدّد 3 أهداف لدعم منطقة الشرق الأوسط في مواجهة «كورونا»

نائب رئيسه الإقليمي لـ«الشرق الأوسط»: لا وجود لنا في سوريا... وندعم ملايين اللاجئين في دول الجوار

فريد بلحاج  نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رويترز)
فريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رويترز)
TT

البنك الدولي يحدّد 3 أهداف لدعم منطقة الشرق الأوسط في مواجهة «كورونا»

فريد بلحاج  نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رويترز)
فريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رويترز)

أعلن البنك الدولي، أمس، عن حزمة مساعدات لعدد من الدول من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لمساعدتها في تلبية احتياجات الصحة العامة الملحّة في ظل تفشِّي فيروس كورونا (كوفيد - 19). وتشمل المرحلة الأولى من المساعدات كلاً من اليمن وجيبوتي والضفة الغربية وقطاع غزة ومصر ولبنان والمغرب.
وتأتي هذه المساعدات ضمن حزمة تمويل سريع بقيمة 14 مليار دولار لتقوية تدابير التصدي لتفشي فيروس «كورونا» في البلدان النامية ولاختصار الوقت اللازم للتعافي. وتشتمل الاستجابة الفورية على تقديم التمويل والمشورة بشأن السياسات والمساعدة الفنية لمساعدة البلدان على مواجهة الآثار الصحية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة.
بهذا الصدد، أوضح فريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن البنك الدولي يعمل مع دول المنطقة لتحقيق 3 أهداف رئيسية، تشمل في البعدين القصير والمتوسط إنقاذ الأرواح وإبطاء انتشار الوباء، ثم تسريع التعافي الاقتصادي على المدى البعيد. وقال: «نحن نعمل على مدار الساعة بشكل وثيق مع الحكومات في أنحاء المنطقة لتقديم الدعم الفوري والسريع. وسيستمر هذا الجهد طوال هذه الأزمة وبعدها، ليتواكب مع سعينا لإنقاذ الأرواح، وإبطاء انتشار الجائحة، وتسريع وتيرة التعافي في أنحاء المنطقة».
وتطرق بلحاج في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى مختلف جوانب الدعم التي ستوفّرها هذه المساعدات، وسبب استثناء بعض دول من المنطقة منها. وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تضمنون أن المساعدات التي سيقدمها البنك الدولي للدول التي تعاني من صراعات (كاليمن)، ستُوظّف بالفعل في جهود مكافحة فيروس كورونا؟
- البنك الدولي يدعم اليمن منذ أكثر من أربعة عقود وما زلنا ملتزمين بدعم اليمن حتى في خضم الصراع. حالياً لدينا 6 مشاريع نشطة ممولة من المؤسسة الدولية للتنمية تتجاوز 1.7 مليار دولار ونقوم بتنفيذها من خلال شراكاتنا الطويلة الأمد مع المؤسسات اليمنية المحلية، لتقديم الخدمات الأساسية لملايين اليمنيين. كما قمنا أيضاً بتطوير شراكات قوية مع منظمات الأمم المتحدة، للاستفادة من وجودها على الأرض داخل الأراضي اليمنية لإدارة مشاريعنا الجارية هناك من ضمنها الدعم الجديد لمكافحة فيروس كورونا.
هدفنا هو مساعدة اليمنيين في الحفاظ على رأس مالهم البشري ومؤسساتهم الرئيسية حتى يكونوا مستعدين لإعادة البناء بمجرد استعادة السلام.

* لاحظنا أن ليبيا وسوريا، حيث تعاني البنية الصحية التحتية من عدة تحديات، ليستا على قائمة المساعدات. ما السبب؟
- فيما يتعلق بسوريا، البنك الدولي غير موجود على الأرض هناك وليس لدينا برامج هناك، لكن ما نقوم به يركز على مساعدة ملايين السوريين اللاجئين في دول الجوار مثل الأردن ولبنان ومساعدة المجتمعات المضيفة لهم.
في ليبيا، مشاركة البنك الدولي محدودة في الوقت الراهن ويعمل فريق البنك الدولي مع الحكومة المعترف بها دولياً في إطار برنامج الخدمات الاستشارية. حالياً، نعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة الليبية والمركز الوطني لمكافحة الأمراض والوقاية منها لتحديد كيف يمكن للبنك أن يساعد في تقديم المساعدة الفنية في المجالات المتعلقة بالاستجابة للطوارئ الخاصة بالحد من انتشار فيروس كورونا. وسنعمل مع جميع شركاء التنمية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، لضمان تكامل الجهود.

* يتيح البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية للتنمية بصفة أولية 6 مليارات دولار لأغراض الاستجابة الصحية، ماذا تشمل هذه الأغراض (شراء أجهزة تنفس صناعي، بناء مستشفيات متحركة، رفع قدرة الفحص...)؟
- المساعدات الطارئة التي نقدمها تهدف إلى تقوية استجابة البلدان النامية للتصدي لتفشِي الفيروس وتشتمل الاستجابة الفورية على التمويل لشراء المعدات الطبية اللازمة مثل أجهزة التنفس الصناعي ومعدات الوقاية الشخصية، وتعيين وتدريب العاملين في المجال الطبي، وأجهزة الفحص والاختبار، والعزل وإدارة الحالات لمن يصابون بعدوى فيروس كورونا. بالإضافة إلى إسداء المشورة بشأن السياسات، والمساعدة الفنية لإعانة البلدان على تلبية الاحتياجات الصحية الملحة بسبب الوباء وتفشِي المرض.

* كيف ستدعم هذه المساعدة المالية القطاع الخاص، وكيف يحدّد البنك الشركات الخاصة التي هي بحاجة إلى دعم؟
- من ضمن الـ14 مليار التي أعلننا عنها، سيكون هناك 8 مليارات مخصصة للقطاع الخاص عن طريق المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، وذلك لمساندة شركات القطاع الخاص وموظفيها الذين تضرروا من جراء انكماش النشاط الاقتصادي الذي أحدثه انتشار الفيروس في العالم.
وسيخصص هذا الدعم للمؤسسات المالية المتعاملة مع المؤسسة الدولية للتنمية لتمكينها من الاستمرار في تقديم التمويل التجاري، ومساندة رأس المال العامل والتمويل متوسط الأجل للشركات الخاصة التي تعاني من اختلالات في سلاسل التوريد. وستساعد أيضاً القطاعات التي تأثَرت تأثُراً مباشراً بالوباء، مثل السياحة والصناعات التحويلية على الاستمرار في دفع فواتيرها. وستعود حزمة التمويل بالنفع أيضاً على القطاعات التي تشارك في التصدي للوباء، ومنها الرعاية الصحية والصناعات ذات الصلة التي تواجه زيادة الطلب على الخدمات والتجهيزات الطبية والأدوية.

* تأثير وباء كورونا الاقتصادي سيكون طويل الأمد، فما خطط البنك لدعم اقتصادات هذه الدول بعد انتهاء تفشي الفيروس؟
- طبعاً من الصعب التكهن بما سيكون عليه الحال بعد انتهاء هذه الأزمة غير المسبوقة في تاريخنا. حالياً، نعمل على دراسة الآثار الاقتصادية الناجمة عن أزمة فيروس كورونا وسنقوم بنشرها من خلال تقرير الآفاق الاقتصادية للمنطقة الأسبوع المقبل، والذي سيتضمن توصيات حول سبل التعافي من الأزمة، لكن الآن الهدف الرئيسي هو تسخير الاهتمام والدعم للحد من انتشار الفيروس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.