وليد توفيق: تمرينات الصوت ضرورة لا يجب تركها وإلا خسرناه

وصف وباء «كورونا» بأنه توقف للزمن لم يخطر على بال أحد

ينوي الفنان وليد توفيق التجول في لبنان من شماله إلى جنوبه عند انتهاء كارثة «كورونا»
ينوي الفنان وليد توفيق التجول في لبنان من شماله إلى جنوبه عند انتهاء كارثة «كورونا»
TT

وليد توفيق: تمرينات الصوت ضرورة لا يجب تركها وإلا خسرناه

ينوي الفنان وليد توفيق التجول في لبنان من شماله إلى جنوبه عند انتهاء كارثة «كورونا»
ينوي الفنان وليد توفيق التجول في لبنان من شماله إلى جنوبه عند انتهاء كارثة «كورونا»

قال الفنان وليد توفيق إن ما يجري حاليا على كافة الكرة الأرضية هو وقفة زمن لم تخطر على بال أحد. ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتوقع حصول زلزال أو إعصار، ولكن لم يخطر على بالي أن يتوقف الزمن مرة واحدة في العالم كلّه بسبب وباء اسمه كورونا». وعما إذا هو يقارنها بالحروب يرد: «أبدا لأن الحرب يعرف المحارب فيها عدوّه ولكن مع وباء «كورونا» نحارب عدوا غير منظور، حتى أننا لا نملك سلاحا لنقضي عليه». ويرى وليد توفيق أن ما نشهده اليوم هو ليس من صناعة الإنسان بل قضاء وقدر، سيما وأننا بالمبدأ مسيّرون ولسنا مخيرين. «هو من دون شك وباء هزّ الضمائر والشعوب والعلم والجسم الطبي العالمي. ولكن ما يمكنني تأكيده هو أن ما بعد «كورونا» لن يكون شبيها بما قبله. فالإنسان شاء أو أبى سيحدث تغييرات على نفسه وعلى أسلوب حياته معا».
في زمن الـ«كورونا» يمضي وليد توفيق يومه في البيت فيرتشف فنجان قهوته ويقوم بجولة على بريده الإلكتروني في الوقت نفسه. بعدها يتحول إلى ممارسة رياضة المشي في محيط منزله. «وعندما أعود إلى المنزل أقوم بتمارين صوت وعزف على العود لأختم نهاري بجلسة طويلة على الشاشة الصغيرة. فأتابع نشرات الأخبار وكذلك أخبار الوباء خصوصا أن زوجتي جورجينا رزق تهتم بها أيضا إلى أبعد حدود».
ولماذا تثابر على تمرينات الصوت رغم خبرتك الطويلة والغنية بالغناء؟ يوضح: «التمارين التي نجريها للصوت تتعلق بعضلاته مباشرة ويجب دائما العمل على تقويتها كما أي عضل آخر في جسمنا. وإذا ما تهاونا بذلك يمكن أن نخسر صوتنا وقوته. فهذه التمارين بمثابة استمرارية لطبقات عالية فيه قد تصبح ضعيفة في حال أهملناها. كبار الفنانين وعمالقته لم يتوقفوا يوما عن تمارينهم الصوتية. وكما كنت أقصد أستاذة الفوكاليز مدام رطل في القاهرة بهذا الهدف كانت وردة الجزائرية ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وغيرهم من أشهر الفنانين الذكور يقومون بذلك. ولقد اكتسبت هذه العادة الحميدة من صديقي الراحل بليغ حمدي، إذ كان دائما ينصحني بالقيام بها.
هناك اليوم بعض الفنانين وللأسف لا يعيرون الأمر أي أهمية، وهذا خطأ فادح إذ هم يقصرون من عمر أصواتهم بطريقة غير مباشرة. فجيل الزمن الجميل برمته لم يتوقف يوما عن التدريبات هذه، وكان يخبرنا بذلك».
ويشير وليد توفيق أن صوت الفنان يبقى محافظا على رونقه حتى مع تقدمه بالعمر. «الصوت لا يشيخ ولكنه يتغير بشكل بسيط مثل أي خلايا أخرى في جسم الإنسان. فأم كلثوم ووديع الصافي وغيرهما استمرا بالغناء لأعمار متقدمة لامسا فيها الثمانينات وبقيا محتفظين بقوة النفس التي تسمح للفنان عامة بالغناء لمدة طويلة».
وهل يفكّر اليوم وليد توفيق بتنفيذ أعمال موسيقية جديدة من تلحين وغناء؟ يقول في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الأمر بعيد عني تماما في هذه الأيام، فأفكاري وقلقي يصبان في مكان آخر يشغل العالم أجمع. فكأنّ رأسي توقّف عن الفرز فجأة، فهذه الفترة بحاجة إلى الدعاء والصلاة ومساعدة الغير وكل ما تبقى يمكن تأجيله حتى إشعار آخر».
وماذا بعد انتهاء هذه المرحلة هل لديك تمنيات ستحققها؟ «أهم وأول شيء سأقوم به هو عناق أولادي وتقبيلهم بعد أن صرنا في زمن «كورونا» محرومين من التعبير عن شعورنا وعواطفنا. وسأزور كل من اشتقت إليه وساورني الحنين له، لأعوض عن كل ما فاتني في فترة الحجر المنزلي. فلقد كنا نعيش في ظل نعم كثيرة أغدقها علينا ربّ العالمين ولم نكن نقدر أهميتها لانجرافنا بأمور الحياة وضغوطاتها على جميع الأصعدة».
عندما بدأ انتشار وباء «كورونا» كان وليد توفيق في أفريقيا ولكنه أصرّ على العودة إلى لبنان لأنه توقّع الأسوأ. «لا أعلم لماذا توقعت الأسوأ منذ اللحظة الأولى من إعلان خبر وباء «كورونا» في الصين. وكان لدي إحساس دفين بضرورة عودتي إلى بيتي وأهلي وهكذا حصل».
وهل أقمت مع نفسك وقفة حياة راجعت فيها حساباتك؟ يرد صاحب لقب «النجم العربي»: «أنا من نوع الأشخاص الذين يراجعون حساباتهم باستمرار فلا تمر ليلة علي من دون أن أسترجع كل ما علي وما عندي. وهذا الأمر أمارسه في مهنتي وأنتقد نفسي بقسوة مرات وأحاول عدم الوقوع في مطبات وأخطاء سبق ووقعت بها. وفي هذه القعدة الطويلة في البيت صرت أمارس هذه المراجعات بشكل أكبر. فكلما تقدمنا بالسن، تعلمنا دروسا جديدة. ومهما مرّ على الإنسان من تجارب يبقى بحاجة إلى المعرفة أكثر فأكثر. ففي الماضي مثلا كنت أسافر بدافع العمل وأحياء الحفلات ولا أجد متسعا من الوقت للقيام بأي نشاط آخر. وبعدها أدركت أني لا أغتنم الفرص المناسبة وصرت استمتع بكل بلد أزوره وأخصص أوقاتا لزيارة أماكن عديدة فيه. حساباتي المادية هي الوحيدة التي لا أحب مراجعتها ولا الدخول في تفاصيلها. فالدنيا صغيرة والعمر يمر بسرعة وملازمتي البيت اليوم في ظل «كورونا» لم تبدل الكثير من عاداتي إلا تلك التي كانت ترتكز على خروجي منه بداعي العمل. وكل ما أفكر به اليوم يدور حول المصير المجهول الذي ينتظرنا، سيما وأن وجع الكرة الأرضية برمتها اليوم هو واحد والجميع يعاني منه».
يعترف وليد توفيق أنه عندما تابع أخبار الوباء في إيطاليا بكى سيما وأنه لم يوفر شابا ولا مسنا ولم يفرق بين صبية ومسن. «لقد كان مشهد ضحايا الـ«كورونا» في الصين وإسبانيا وغيرها محزنا جدا، فلم أستطع كبح مشاعري ودموعي تجاهها خاصة تلك المتعلقة بإيطاليا. فتأسفت كثيرا لما وصلت إليه البشرية فاهتزت الكرة الأرضية وكأن ربّ العالمين أرادنا أن نخافه فنتنبّه لأخطائنا ونصححها. فما نعيشه اليوم خضّة هزّتنا بقوة كي نستيقظ من غيبوبة لم نصغ فيها إلا إلى ضجيجها».
يشغل وليد توفيق نفسه بمتابعة أفلام ومسلسلات أجنبية، فهو قلما يتابع أعمال دراما عربية. «صرت أصب اهتمامي بشكل أكبر على الأفلام التاريخية والوثائقية لأنها تزودنا بثقافة عالية. فأنا لم تسنح لي الفرصة للذهاب إلى المدرسة لوقت طويل، واليوم أحاول قدر الإمكان الاستفادة من الوقت لأكتسب معرفة أكبر».
ويختم وليد توفيق أنه بعيد انتهاء فترة الشلل التي أصابت حياتنا أجمعين «سأقوم بسياحة داخلية أجول في مناطق لبنان من شماله إلى جنوبه. وأتنشق رائحة طبيعته وترابه وسمائه، فهناك شوق كبير عندي للتجوال فيه والتعرف إليه من جديد».


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

يوري مرقدي: أراهن على الكلمات الجريئة

يُحضر يوري مرقدي لأغانٍ تدور موضوعاتها في فلك ما نعيش فيه حالياً (حسابه على {إنستغرام})
يُحضر يوري مرقدي لأغانٍ تدور موضوعاتها في فلك ما نعيش فيه حالياً (حسابه على {إنستغرام})
TT

يوري مرقدي: أراهن على الكلمات الجريئة

يُحضر يوري مرقدي لأغانٍ تدور موضوعاتها في فلك ما نعيش فيه حالياً (حسابه على {إنستغرام})
يُحضر يوري مرقدي لأغانٍ تدور موضوعاتها في فلك ما نعيش فيه حالياً (حسابه على {إنستغرام})

يواصل الفنان اللبناني يوري مرقدي، طرح أغنيات مجموعته الغنائية الجديدة، التي يتعاون فيها مع شركة «نجوم ريكوردز»، والتي كانت بدايتها إطلاق أغنية «شوجر دادي» منذ أسابيع عدة.

وردَّ يوري في حواره مع «الشرق الأوسط» على الانتقادات التي وُجِّهت له، بسبب أغنيته الجديدة، لا سيما بعد عدوله عن قرار اعتزال الغناء، مع إمكانية عودته مرة أخرى لعالم التمثيل.

ويؤكد مرقدي أنه توقَّع الهجوم على أغنيته الجديدة «شوجر دادي» التي أطلقها بعد فترة طويلة من الغياب، قائلاً: «منذ اللحظة الأولى لتسجيلي الأغنية، كنت أعلم جيداً أنها لن تمر مرور الكرام، وأرى أن الأغنيات التي تمر من دون أن تحدث ضجة، هي أغنيات لن يتذكرها التاريخ، وهذا لا يعني أنني أسعى وراء التريند».

ويشدِّد الفنان اللبناني على أن هدفه من الغناء «مناقشة مشكلة أو موضوع ما في مجتمعنا، وهو ما هدفت إليه في أغنية (شوجر دادي)»، لافتاً إلى أن الفكرة وُلدت لديه حينما رأى «فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً تبحث عن (شوجر دادي) من أجل تحقيق أحلامها، بينما كان يجب أن تبحث عن الرجل الذي يمنحها الحب والوفاء والإخلاص».

يتمنى يوري مرقدي العودة من جديد للدراما والسينما المصرية (حسابه على {إنستغرام})

رفض مرقدي اعتبار كلمة «دونكي» أي «حمار باللغة الإنجليزية» إهانة بعد أن ذكرها في كلمات الأغنية: «لا أرى أن استخدام كلمة (دونكي) أو حمار، إهانة في الأغنية، نحن دوماً ما نقول في أثناء العمل، (أنا أعمل مثل الحمار) للتأكيد على فرط العمل. وكلمة الحمار ليست غريبة، بل نستخدمها يومياً في مصطلحاتنا، ونحن في لبنان نستخدمها دائماً».

وأشار صاحب أغنية «شوجر دادي» إلى أنه لا يهتم بأي انتقادات سلبية ليس لها معنى: «أغنياتي دائماً مختلفة، منذ أن قدمت أغنية (عربي أنا)، أحب الجرأة في الكلمات، ومناقشة الموضوعات الجديدة، ولا أخاف إلا من ربي، لذلك أتقبل النقد لو كان إيجابياً فقط».

أهوى الفن ولم أتعامل معه من منظور مادي إطلاقاً

يوري مرقدي

وأوضح الفنان اللبناني أن أغنية «شوجر دادي» هي باكورة مجموعة غنائية جديدة ستُطرح بطريقة السينغل: «انتهى زمن الألبومات، وأصبحنا في زمن السينغل، والفنان الجيد هو مَن يكون قادراً على السيطرة على أدوات الانتشار، وليس العكس، لذلك عليَّ أن أسيطر على وسيلة السينغل، لذلك أحضِّر حالياً لـ25 أغنية جديدة من كلماتي وألحاني، سيتم إطلاقها مع شركة (نجوم ريكوردز)، على فترات زمنية متقاربة، فأنا مشتاق لجمهوري كثيراً، وأبرز ما يميز تلك الأغنيات أنها لن تكون حباً وشاعرية، بل ستدور في فلك ما نعيش فيه حالياً».

مشتاق لجمهوري كثيراً... وابتعدت فترة لإعادة تشكيل حياتي الفنية

يوري مرقدي

وعن استخدامه الدائم للكلمات الإنجليزية في أغنياته العربية، قال: «هذا ما يُسمى (العربيز)، أي مع مفهوم العولمة الجديد أصبحت اللغات الأجنبية تُعرَّب في لغتنا العربية، ونستخدمها على نحو عادي في حياتنا مثل أوكيه، وبرافو، وميرسي، وأنا أغنياتي مستمَدة من الواقع، فلا بدَّ من استخدام تلك المصطلحات المعتادة».

وذكر مرقدي أن الفن والغناء بالنسبة له مثل الأكسجين: «حينما قررت اعتزال الفن كان الاعتزال يقتصر على إصدار الأغنيات وإحياء الحفلات، لكن موهبتي في كل من التأليف والتلحين لم تتوقف، لأنني كنت غير قادر على اعتزالهما.

عليَّ أن أسيطر على «وسيلة السينغل»... وأحضِّر حالياً لـ25 أغنية جديدة

يوري مرقدي

الفن هواية بالنسبة لي، ولم أتعامل معه من منظور مادي إطلاقاً، أنا لدي أعمال أخرى قد تجلب لي المال، لذلك ابتعدت فترة قمت فيها بإعادة تشكيل حياتي الفنية».

وذكر أنه أعاد حساباته خلال توقف الحياة خلال جائحة «كورونا»: «بدأت في تلك الفترة في رسم خطة جديدة لحياتي الغنائية، والحمد لله الخطة التي وضعتها لنفسي جيدة الآن».

يتمنى يوري مرقدي العودة من جديد للدراما المصرية: «الدراما والسينما المصريتان كان لهما خير كبير عليَّ حينما قدمت فيلم (الحياة منتهى اللذة) منذ نحو 20 عاماً، وأنا جاهز للسينما من جديد، ولكن حينما يُعرَض عليَّ عملٌ جيدٌ ومناسبٌ. تجربي السينمائية الأولى كانت رائعة، فيجب ألا أهز صورتي بعمل ضعيف».