رسائل قاآني لحلفائه في بغداد تصطدم بالصف الثاني

الزرفي يمارس مهام رئيس الحكومة رغم الاعتراضات

قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني
قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني
TT
20

رسائل قاآني لحلفائه في بغداد تصطدم بالصف الثاني

قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني
قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني

رغم «اللقاءات المكوكية» التي عقدها قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني مع زعامات الكتل الشيعية في العراق على مدى اليومين الماضيين، فإن محاولاته لتوحيد الفصائل الحليفة لطهران تصطدم بـ«نزعة استقلالية متزايدة» لدى قيادات الصف الثاني في هذه القوى.
ودعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، وزعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، إلى «إنهاء الأزمة السياسية الحالية». ودعا الحكيم في بيان بعد استقباله الحلبوسي، أمس، الكتل السياسية إلى إنهاء الأزمة السياسية؛ «آخذين بعين الاعتبار الواقع الصحي والاقتصادي للبلاد»، مشدداً على «أهمية تمثيل الحكومة للجميع من دون إقصاء أو إبعاد لأي طرف». وأكد ضرورة «أن يأخذ مجلس النواب دوره في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي ينتظرها العراق بسبب انخفاض أسعار النفط».
ورغم انقسام القوى الشيعية الرئيسية إزاء تكليفه، فإن رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي بات يتصرف كما لو كان رئيس وزراء كامل الصلاحيات عبر اللقاءات التي يجريها يومياً مع كبار المسؤولين، وآخرهم وزير الدفاع نجاح الشمري، أمس. كما قال دبلوماسي إيراني في تصريحات، أمس، إن الزرفي «تواصل بشكل غير مباشر مع قاآني»، رافضاً الكشف عن شكل «التواصل» لـ«أسباب أمنية». ولم ينفِ رئيس الوزراء المكلف أو يؤكد هذا التواصل الذي قيل إنه جاء «بطلب منه».
وكان الزرفي بدأ تكليفه الدستوري لتشكيل الحكومة بإجراء مجموعة لقاءات مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وسفراء الاتحاد الأوروبي لدى العراق، فضلاً عن لقاءات منفردة مع سفراء مصر والأردن والكويت. وأبلغ الجميع أولويات حكومته الخارجية في حال نالت ثقة البرلمان. وبعد إكماله تلك اللقاءات، بدأ الزرفي جولة لقاءات رسمية مع المسؤولين العراقيين من وزراء ومسؤولين خدميين، بينما يواصل لقاءات غير معلنة مع القيادات السياسية المؤيدة له والمناوئة له بشكل مباشر أو عن طريق مبعوثين.
وعما إذا كان قاآني الذي خلف قاسم سليماني في تولي الملف العراقي، قد حقق اختراقاً في الصف الشيعي لجهة تشكيل الحكومة المقبلة، يقول رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري لـ«الشرق الأوسط» إن «قاآني حقق بالفعل اختراقاً كبيراً في البيت الشيعي، لكن على مستوى الزعامات فقط، فالانقسام الحاد بين زعامات هذا البيت انسحب إلى المكونات النيابية على مستوى السلطة التشريعية».
وأوضح أن «الاختراق الآن فيما يبدو هو أن وجود قاآني في بغداد ولقاءه القيادات المؤثرة في المشهد السياسي أو القرار الشيعي، يمثل بما لا يقبل الشك تلك الرسالة الإيرانية بأن العراق ما زال يمثل أولوية بالنسبة لطهران، وأن الأخيرة لا تزال تراهن على وحدة القرار السياسي الشيعي»، لافتاً إلى أنه «كانت هناك محاولات من قبل سليماني لإعادة ترميم البيت السياسي الشيعي متمثلة في الوثيقة التي تم التوقيع عليها في منزل عمار الحكيم، لكنها سرعان ما انهارت نتيجة ضغوط المظاهرات».
وأشار الشمري إلى أن «قاآني حاول أن يجمع صفوف القيادات الشيعية، لكن المشهد لم يعد كذلك إلى حد كبير، فالخط الثاني أو حتى الثالث من القوى السياسية الشيعية، لا سيما في البرلمان، لا يمكن الآن ضبطه باتجاه البوصلة الإيرانية، خصوصاً أن هناك نزعة استقلالية لدى مثل هذه القيادات الجديدة التي لا تريد البقاء ضمن الوصاية الإيرانية، فإيران باتت تواجه تحديات كبيرة داخل العراق»، أهمها الإحساس المتزايد بضرورة الابتعاد عن الهيمنة والإملاءات الإيرانية، وبالتالي؛ فإن قاآني لم ينجح على هذا الصعيد».
وأكد أن «إيران عبر قاآني تسعى الآن إلى إعادة الهيمنة الإيرانية على قرار تشكيل الحكومات العراقية، وهو جزء من مساحة الصراع بين إيران من جهة؛ والولايات المتحدة من جهة أخرى، فـ(الحرس الثوري) يرى أن الولايات المتحدة هي الآن اللاعب الأكبر في تشكيل الحكومة المقبلة، وبالتالي يريد كسب المزيد من النقاط لصالحه، لكن من الصعوبة بمكان تصور نجاح أكيد لمثل هذه المحاولات، خصوصاً في ظل التحديات الأخرى التي تواجه العراق وهذه القيادات بوصفها هي التي تصدت للقرار السياسي؛ من وباء (كورونا) والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمكن أن تؤدي إلى انفجار مجتمعي».



وزير الدفاع اليوناني يُشدد على دعم بلاده للبنان وجيشه بشكل خاص

خلال اللقاء بين وزير الدفاع اللبناني ونظيره اليوناني في اليرزة لبنان 8 أبريل 2025 (الوكالة الوطنية للإعلام)
خلال اللقاء بين وزير الدفاع اللبناني ونظيره اليوناني في اليرزة لبنان 8 أبريل 2025 (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT
20

وزير الدفاع اليوناني يُشدد على دعم بلاده للبنان وجيشه بشكل خاص

خلال اللقاء بين وزير الدفاع اللبناني ونظيره اليوناني في اليرزة لبنان 8 أبريل 2025 (الوكالة الوطنية للإعلام)
خلال اللقاء بين وزير الدفاع اللبناني ونظيره اليوناني في اليرزة لبنان 8 أبريل 2025 (الوكالة الوطنية للإعلام)

أعلن وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس ديندياس، خلال لقائه نظيره اللبناني اللواء ميشال منسى، الثلاثاء، دعم بلاده للبنان ومؤسساته، وأعرب عن استعداد اليونان للمساعدة في تأمين احتياجات الجيش اللبناني.

واستقبل منسى في مكتبه في اليرزة، شمال شرقي بيروت، قبل ظهر اليوم وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس ديندياس والوفد المرافق، في حضور سفيرة اليونان لدى لبنان دسبينا كوكولوبولو، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني اللبناني.

وأكد الوزير ديندياس «دعم اليونان الصادق للبنان ومؤسساته، لافتاً إلى الروابط التاريخية التي تجمع البلدين»، مشدداً «على الدور المهم للجيش اللبناني في هذه المرحلة»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

من جهته، شكر منسى اليونان على إسهاماتها الحيوية في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» وعلى دعمها المستمر للبنان.

وأبدى منسى «ثقته بمساعدة اليونان للبنان في إيصال صوته، من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي عن عامي 2025 و 2026، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار (1701) بكل مندرجاته الذي يلتزم به لبنان، فيما يتمادى الاحتلال الإسرائيلي في خرقه يومياً».

وعقد اجتماع بين الوزيرين «تم خلاله البحث في مجمل الأوضاع في المنطقة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكان هناك عرض للتعاون المشترك بين البلدين، والدور الحيوي الذي تلعبه الوحدة اليونانية العاملة في إطار القوة البحرية التابعة للـ(يونيفيل)».

وجرى التطرق خلال اللقاء إلى «أهمية التنسيق بين البلدين لمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط».

وقال الوزير منسى في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليوناني: «نحن نفتخر بالصداقة اللبنانية - اليونانية التي تعود إلى زمن طويل، وما يربط اليونان بلبنان أمور كثيرة».

وأضاف: «إن البحر الأبيض المتوسط يجمع بين لبنان واليونان، وكان للثقافة والفكر والديمقراطية اليونانية الأثر الكبير في لبنان، وهذا ما يجمعنا معاً كوننا بلدين شقيقين يقومان على الديمقراطية التي هي من الركائز الأساسية لبلدينا».

وأشار الوزير منسى إلى أن «اليونان تقدم كثيراً للبنان، خصوصاً مشاركتها بحرياً في قوة الأمم المتحدة الـ(يونيفيل)»، مشدداً «على أهمية المثابرة على هذا التعاون».

ورحَّب الوزير اليوناني «بتأليف الحكومة الجديدة»، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة اليوناني كان أول شخصية سياسية أجنبية تزور لبنان بعد إعلان وقف إطلاق النار، وهذا يشهد على الأولوية التي توليها اليونان للبنان».

وأضاف: «اتفقنا على أن تبذل اليونان قصارى جهدها لمساعدة لبنان، خصوصاً الجيش اللبناني. سنفعل كل ما في وسعنا لإقامة علاقات وثيقة وودية جدّاً بين الجانبين»، متابعاً: «سنستمر في تعزيز الدبلوماسية في مجال الدفاع على أساس التعاون الإقليمي السلمي، وهو الأساس المتين في القانون الدولي، والقانون الدولي للبحار. ونحن نؤمن بأن هذا أفضل أساس للدول كافة في المنطقة».