شركاء للسراج يتهمونه بـ«الفشل} في إدارة أزمة تفشي {كورونا»

بلديات تطالب بدعم مادي من موازنة الطوارئ وتهدد بقطع العلاقة مع المجلس الرئاسي

TT

شركاء للسراج يتهمونه بـ«الفشل} في إدارة أزمة تفشي {كورونا»

خرجت الخلافات المكتومة بين رئيس «المجلس الرئاسي» الليبي، فائز السراج، وبعض شركائه في الحرب والموالين له إلى العلن، وذلك على خلفية اتهامه بـ«الفشل في إدارة الأزمة، والتشكيك في ميزانية رصدها لمواجهة فيروس (كورونا)».
وكان السراج قد أعلن أنه رصد نصف مليار دينار (الدولار مقابل 4.95 دينار) لتوزيعها على البلديات بعموم البلاد قصد مواجهة «كورونا»، لكن مع تزايد أعداد المصابين في البلاد إلى ثماني حالات، كشفت عدة بلديات أنها لم تتسلم أي دعم مادي من ميزانية الطوارئ، التي أعلنها المجلس الرئاسي، وهددت بقطع علاقتها معه، بعد إمهاله 48 ساعة فقط.
وأمام تزايد حالة الغضب، قرر السراج في وقت لاحق أمس تخصيص 75 مليون دينار للبلديات، والمجالس المحلية واللجان التسييرية بالمناطق لمواجهة تداعيات مخاطر الفيروس. وجاء قرار السراج تفاديا لعملية انشقاق متوقعة، كان من الممكن أن تسبب شرخاً كبيراً في صفوفه، بحسب متابعين.
وتأتي غالبية الانتقادات الموجهة للسراج من مدينة مصراتة (غرب)، بصفتها المتحكم الأكبر في مجريات الحرب الدائرة على حدود العاصمة، بالإضافة إلى قيادات من المجلس الأعلى للدولة.
وتوعّد صلاح بادي، آمر ميليشيا «لواء الصمود»، المطلوب دولياً، المجلس الرئاسي وحكومته التي اتهمها بـ«الفساد المالي»، وقال إنهما «استغلا وضع البلاد»، وانهماك من وصفهم بـ(الثوار) في صد (العدو) «فاتخذ السراج قرارات مصيرية لم يرجع فيها لرأي الشعب».
وأضاف بادي في بيان تداولته وسائل إعلام محلية أمس: «لقد نفد صبرنا على المجلس الرئاسي، والأجسام المنبثقة عنه طوال السنة الماضية، حتى يصلحوا من أنفسهم ويصححوا أوضاعهم، ويقفوا مع (الثوار)، الذين تصدوا للعدو»، متحدثاً عما سماه «أصابع الخيانة والعمالة، التي تعبث بمقدرات البلاد». بالإضافة إلى «مؤامرات تحاك من وراء ظهور (الأحرار) بأيدٍ غادرة ونفوس مريضة، لا يهمها إلا مصالحها ومصالح أحزابها الرخيصة».
ومضى بادي يقول، دون أن يسمي أحداً: «هذه الفئة تتاجر بدماء الأبطال، وتنهب أموال الدولة، وتبيع الوطن للأعداء، خيانة وعمالة، وطمعاً في بقائها في سدة السلطة، ولو كان ذلك على حساب خراب البلاد وهلاك العباد». مشيرا إلى تأييدهما صدر عن عمداء 23 بلدية بشأن إمهال الرئاسي مدة زمنية معينة لتنفيذ مطالبهم أو قطع علاقتهم معه.
وأكد بادي أنه يدعم قرار البلديات، الذي اعتبره «خطوة جريئة في الطريق الصحيح، تدل على الشعور بالمسؤولية وصون للأمانة». وتابع موضحا: «نسخّر كل إمكانياتنا وما أوتينا من قوة للوقوف معهم لتحقيق مطالبهم المشروعة، ونعاهدكم بدك زرائب الخونة والعملاء والفاسدين، ونعتبر من يحميهم ويركن إليهم أنه منهم».
وفي سياق الهجوم المبطن على السراج، تساءل عبد الرحمن السويحلي، عضو المجلس الأعلى للدولة عن مدينة مصراتة، عن «أسباب الضجة والعناد حول الترتيبات المالية»، وقال في بيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك» إن «الإنفاق يجب أن يتركز فقط على بندي المرتبات والدعم، ومصروفات مواجهة العدوان من توفير متطلبات الجبهات، ومساعدة النازحين. بالإضافة إلى تخصيص إنفاق محدد ومنضبط لمواجهة وباء كورونا»، مستكملاً: «‏أما الصرف فيما عدا ذلك فهو استمرار لسياسات نهب المال العام».
وأوضح عضو المجلس الأعلى للدولة لـ«الشرق الأوسط» أن قرارات السراج بتخصيص مبالغ مالية للطوارئ ليس لها أي مردود على أرض الواقع. واستغرب قرار السراج «توجيه دعم إلى بلدية بنغازي، في حين أن قوات شرق ليبيا تدك طرابلس كل يوم وتقتل المدنيين الأبرياء».
وانضم عبد الرحمن الشاطر، عضو المجلس الأعلى للدولة، إلى جبهة منتقدي السراج وحكومته، وقال إن «الأنظار متجهة نحو فائز السراج، انتظاراً لرده على هبة الغضب، التي ارتفعت حدتها ضد سياساته»، وقال: «لا أتوقع تغييراً جوهرياً وجذرياً، لأن فاقد الشيء لا يعطيه».
وأضاف الشاطر في تغريدة على «تويتر» أن «الشرعية التي يحتمي بها السراج لم يعد لها قيمة. فقد تخلت عنه دول عدة، واليوم يفقدها في الشارع الليبي. ولو ذهب فهو غير مأسوف عليه».
وكان الشاطر قد قال في تدوينات مشابهة مساء أول من أمس: «لقد بلغ السيل زباه بسبب سياسات التردد، وسوء اختيار الكوادر، وتفشي الفساد وعدم استجابتك لكل التنبيهات والنصائح»، مضيفاً: «السراج يواجه حالياً غضبة شعبية عارمة بسبب إدارة المعركة»، وما وصفه بـ«إهمال الاستعداد لوباء (كورونا)».
ونوّه الشاطر إلى أن 32 بلدية «تمهل الرئاسي 48 ساعة لتصحيح أوضاعه، وطوارئ مصراتة تطالبه بقطع العلاقات مع الدول الداعمة لـ(العدوان). نحن أمام غضب شعبي مشروع، وعلينا تأييده لأنه يهدف إلى تصحيح المسار، الذي تعطل طوال 4 أعوام الماضية، وكانت حصيلتها فساد وضياع للدولة».
وقبل أن يعلن السراج عن تخصيص 75 مليون دينار للبلديات، أمس، كانت عدة بلديات، من بينها طرابلس، نفت أن تكون قد تسلمت أي دعم مادي يتعلق بميزانية الطوارئ التي سبق أن أعلنها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.