«دواعش» يعلنون العصيان في سجن كردي شرق الفرات

صورة لعناصر «داعش» في سجن الحسكة شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
صورة لعناصر «داعش» في سجن الحسكة شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
TT

«دواعش» يعلنون العصيان في سجن كردي شرق الفرات

صورة لعناصر «داعش» في سجن الحسكة شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)
صورة لعناصر «داعش» في سجن الحسكة شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي (الشرق الأوسط)

أنهت «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، عصياناً شهده سجن يضم الآلاف من الموقوفين المتهمين بالانتماء إلى تنظيم «داعش» في شمال شرقي سوريا.
واندلعت الأحد أعمال شغب داخل السجن الواقع في مدينة الحسكة ويؤوي نحو خمسة آلاف موقوف، بينهم أجانب من جنسيات مختلفة. وأعلن المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» كينو كبرئيل، في بيان، أنه خلال العصيان «تمكن إرهابيو (داعش) المعتقلون من تخريب وخلع الأبواب الداخلية للزنزانات، وإنشاء فتحات في جدران المهاجع، والسيطرة على الطابق الأرضي للسجن».
وتدخلت قوات «مكافحة الإرهاب» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي حلقت في الأجواء للمراقبة. وتمكنت وفق المتحدث من «إنهاء حالة العصيان الحاصلة، وتأمين المركز وجميع المعتقلين الموجودين داخله». وقال كبرئيل، إن «الوضع في المعتقل تحت السيطرة بشكل كامل»، لافتاً إلى أنه لم يُسجّل هرب أي من المساجين.
وأكّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن أربعة معتقلين حاولوا الفرار الأحد، تمّ العثور عليهم لاحقاً مختبئين في السجن، وأفاد بعودة الهدوء صباح الاثنين.
وقال متحدث رسمي باسم إدارة السجن في تسجيل مصور نشر على موقع «توتير»، «بداية، كتب السجناء لافتة ظهرت على كاميرات المراقبة يطالبون قدوم التحالف الدولي ومنظمات إنسانية للتحدث إليهم، بعدها بدقائق كسروا الكاميرات ثم كسروا أبواب المهاجع وجدران السجن وفتحوها على بعضها بعضاً»، وأشار الناطق إلى تسلل عدد من المحتجزين لخارج الزنازين دون معرفة العدد الحقيقي أو نجاحهم بالهرب من أسواره، كما أكد خروج طابق كامل عن السيطرة منذ مساء الأحد واستمرت يوم الاثنين. وحصلت جريدة «الشرق الأوسط» على تسجيلات كاميرات المراقبة داخل السجن، حيث بدأ التمرد مساء ليل الأحد واستمرت لليوم التالي، وتظهر اللقطات تجمع سجناء داخل جماعية كبيرة يرفعون لافتة كتبوها باللغة الإنجليزية على بطانية، يطالبون التحالف الدولي ومنظمات حقوقية إنسانية للتحدث إليهم وشرح أوضاعهم والمطالبة بالإسراع في مقاضاتهم.
وقال مصطفى بالي، المتحدث الرسمي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، إن الوضع متوتر داخل السجن، حيث «قام السجناء بكسر الجدران وخلع الأبواب وسيطروا على الطابق الأرضي بالكامل وهرب البعض منهم، لكن قواتنا تبحث عنهم، وأرسلنا قوات مكافحة الإرهاب والمزيد من التعزيزات للسيطرة على الوضع»، وأشار بأن قواته بدأت عملية البحث والقبض على الهاربين، وبدأت الفرق المتخصصة فتح تحقيقات حول الواقعة.
ويضم سجن الحسكة وهو أكبر سجن لمتطرفين بالعالم يبلغ عدد نزلائه نحو 5 آلاف متطرف من جنسيات غربية وعربية، الذين قاتلوا إلى جانب التنظيم حتى الأيام الأخيرة في بلدة الباغوز شرقاً ربيع العام الماضي، قبل أن يسلموا أنفسهم ومنشأة الحسكة من بين سبعة سجون في شمال شرقي سوريا تخضع لحراسة «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن.
وأفاد شهود وسكان محليون بالحسكة يعيشون في محيط السجن، سماعهم أصوات إطلاق رصاص وإنباء غير مؤكدة عن مقتل الكثير من السجناء في أحدث محاولة هرب جماعية، ولا تزال الأصوات مسموعة من داخل المنشأة، وحالة التمرد ليست الأولى ففي شهر ديسمبر (كانون الأول) نهاية العام الماضي، حاول عشرات المعتقلين الاستعصاء واحتجاز حراس السجن عبر خدعهم بمرض أحدهم، إلا أن القوات الخاصة آنذاك تدخلت سريعاً وعالجت الأمر دون وقوع أي ضحايا أو استمرار حالة العصيان.
وبحسب القيمين على السجن، لم يسبق لهؤلاء المحتجزين الخضوع لعمليات استجواب أو تقديمهم لمحاكم، وهم منقطعون عن العالم الخارجي والتطورات الميدانية التي شهدتها المنطقة بعد احتجازهم قبل عام، ويخضع السجن لمراقبة على مدار 24 ساعة من خلال تفقدهم ومراقبتهم بالكاميرات.
ويقبع في سجون «قوات سوريا الديمقراطية»، التي أعلنت هزيمة «داعش» في مارس (آذار) العام الماضي، 12 ألف عنصر من التنظيم، بينهم 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من 54 دولة. والآلاف من هؤلاء اعتقلوا خلال المعركة الأخيرة ضد التنظيم في بلدة الباغوز في شرق سوريا. ويطالب الأكراد الدول المعنية باستعادة مواطنيهم المحتجزين لديهم أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المتطرفين، كما يطالبون المجتمع الدولي بدعمهم في حماية السجون وتأمينها.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.