تضامن إقليمي ودولي مع السعودية وإدانات واسعة لانقلابيي اليمن

العقيد الركن تركي المالكي أمام الباليستي الحوثي الذي دمرته الدفاعات السعودية بسماء الرياض السبت (تصوير: بشير صالح)
العقيد الركن تركي المالكي أمام الباليستي الحوثي الذي دمرته الدفاعات السعودية بسماء الرياض السبت (تصوير: بشير صالح)
TT

تضامن إقليمي ودولي مع السعودية وإدانات واسعة لانقلابيي اليمن

العقيد الركن تركي المالكي أمام الباليستي الحوثي الذي دمرته الدفاعات السعودية بسماء الرياض السبت (تصوير: بشير صالح)
العقيد الركن تركي المالكي أمام الباليستي الحوثي الذي دمرته الدفاعات السعودية بسماء الرياض السبت (تصوير: بشير صالح)

سارعت دول ومنظمات دولية لإدانة إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخين باليستيين باتجاه السعودية، ومحاولة استهداف المدنيين في مدينتي الرياض وجازان.
وشدد الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على أن هذا الاعتداء الإرهابي الذي أتى في الوقت الذي يسخّر فيه العالم جهوده لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد؛ لا يستهدف أمن السعودية فحسب، وإنما أمن منطقة الخليج واستقرارها، ويمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تمنع استهداف المدنيين والأعيان المدنية.
وأشاد الحجرف بكفاءة وجاهزية قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي التي تمكنت من اعتراض وتدمير الصاروخين قبل أن يصلا إلى هدفيهما.
وأكد وقوف مجلس التعاون إلى جانب السعودية، وتأييده جميع ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والوقوف بحزم في وجه الميليشيات الحوثية في محاولاتها زعزعة الأمن والسلم في المنطقة.
واستنكرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الهجوم الإرهابي على المدنيين الأبرياء، محملة ميليشيات الحوثيين ومن يقف وراءهم المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية.
وأكد الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وقوف وتضامن المنظمة التام مع السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة هذا الإرهاب الخطير، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذه الأعمال الإرهابية.
وعبّر الأمين العام عن استيائه الشديد لهذا العمل الإرهابي الإجرامي، الذي يأتي في وقت يواجه فيه العالم أجمع أزمة تاريخية تستدعي من الجميع الوقوف صفاً واحداً، متضامنين لمكافحة تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد 19).
وجدّد دعم منظمة التعاون الإسلامي لجهود قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن التي تعمل على تحييد وتدمير هذه القوات الباليستية لحماية المدنيين والأمن الإقليمي والدولي.
وأدانت الحكومة الأردنية الهجوم الإرهابي. وأكد السفير ضيف الله الفايز الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية استنكار الأردن الاعتداء الجبان الذي استهدف الأبرياء في مدينتي الرياض وجازان، مؤكداً وقوف الأردن بالمطلق إلى جانب السعودية في أي إجراء تتخذه للحفاظ على أمنها واستقرارها، مشدداً على أن أمن البلدين واحد.
وأعربت البحرين عن استنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي الجبان الذي يبرهن على إصرار الميليشيات الحوثية على استهداف المدنيين الآمنين وتهديد أمن واستقرار المملكة والمنطقة.
ونوّهت الخارجية البحرينية في بيان بكفاءة قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي التي تمكنت من اعتراض الصاروخين وتفجيرهما قبل أن يصلا إلى هدفيهما، مؤكدة تضامن البحرين مع شقيقتها السعودية، ووقوفها معها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للجريمة الحوثية النكراء التي تمثلت بإطلاق صاروخين باليستيين على مدينتي الرياض وجازان.
وقال المصدر، وفقاً لما بثته وكالة الأنباء الكويتية، إن هذا الاعتداء الجبان لا يستهدف أمن السعودية وسلامة شعبها الشقيق فقط، وإنما أمن منطقة الخليج واستقرارها، وإمعاناً بانتهاك قواعد القانون الدولي، في الوقت الذي يسخر فيه العالم جهوده لمواجهة كارثة انتشار وباء كورونا.
وشدد على وقوف الكويت التام إلى جانب السعودية وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأكدت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية، في بيان أمس، أن استمرار مثل هذه الأعمال من الميليشيات المدعومة من إيران خصوصاً بعد تصريحاتها حول القبول بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتهدئة لمواجهة فيروس كورونا يدل على عدم رغبتها بالسلام أو امتلاكها للقرار وأن ذلك استمرار لاستراتيجية إيران في تعميق معاناة اليمنيين.
وشددت أفغانستان على أن هجمات الحوثي الإرهابية التي تستهدف المدنيين والأعيان المدنية تتعارض مع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان التي تكفل حق حماية المدنيين والأعيان المدنية.
وأوضحت أن هذا الهجوم الذي تنفذه ميليشيات الحوثي الإرهابية، في هذا التوقيت العصيب الذي يمرّ به العالم، والذي يوحّد جهوده في سبيل مكافحة فيروس «كوفيد - 19» يؤكد أن هذه الميليشيات الإرهابية لا تعترف بحقوق الإنسان، وإنما تنتهج منهج ترويع الآمنين، وتستهدف المدنيين والأعيان المدنية؛ خصوصاً أن ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف أرض الحرمين الشريفين وأعيانها المدنية عبر اعتداءاتها الهمجية الإرهابية.
وأوضحت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن الهجمات العبثية من الحوثي تؤكد المأزق الكبير الذي تعيشه هذه العصابة، ومن ورائها النظام الإيراني، لافتة إلى أن هذه الميليشيا خارج المسار الإنساني؛ إذ بينما يتوحد العالم في مواجهة جائحة كورونا، تقوم هذه الميليشيا بتنفيذ جرائمها المردود عليها بفضل الله، قال الله تعالى: «وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ». وأشار إلى أن شعب السعودية والمقيمين على أرضها يعيشون في أمن وأمان - بفضل الله تعالى - ثم بسبب الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين.
الدكتور مشعل السُلمي رئيس البرلمان العربي وصف العمل الحوثي العدواني بالجبان، وذكر أنه يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، ومخالفاً للقانون الدولي الإنساني، ويمثل تحدياً واضحاً للمجتمع الدولي، وتهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي، ويبرهن على زيف إعلان ميليشيا الحوثي الانقلابية قبول وقف إطلاق النار، وعلى عدم جديتها في إجراءات بناء الثقة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة في اليمن، وعلى خضوعها وتبعيتها للنظام الإيراني الذي ينشر الفوضى ويزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة.
وطالب رئيس البرلمان العربي في رسائل مكتوبة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بالتحرك الفوري والعاجل لإلزام ميليشيا الحوثي الانقلابية بالتوقف عن هذه الأعمال العدوانية الجبانة، وتحميل النظام الإيراني المسؤولية الكاملة لانتهاكه الصارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي واستمراره في تزويد ميليشيا الحوثي الانقلابية بالأسلحة الذكية والصواريخ الباليستية بهدف زعزعة الأمن في المنطقة وإدامة الفوضى في اليمن، معلناً تضامن البرلمان العربي التام مع السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات للمحافظة على أمنها واستقرارها والأمن الإقليمي والدولي.



مواقف سعودية راسخة لدعم القضية الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
TT

مواقف سعودية راسخة لدعم القضية الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)

تواصل السعودية مساعيها الداعمة للقضية الفلسطينية، وتتخذ مواقف ثابتة وراسخة في مختلف المحافل الدولية للدفاع عنها، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، وذلك من خلال اضطلاعها بدورها التاريخي والريادي في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، انطلاقاً من مكانتها العالمية وثقلها العربي والإسلامي.

وترأس نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وفد المملكة المشارك في القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة، الثلاثاء؛ لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والجهود العربية المشتركة حيالها.

وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال كلمة السعودية في القمة، رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان أو ضمّ الأراضي أو السعي لتهجير الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة وجود ضمانات دولية تثبت وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ورحّب لقاء أخوي تشاوري جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، الشهر الماضي في الرياض، بعقد هذه القمة العربية الطارئة، وجرى خلاله تبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خصوصاً الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.

صورة من اللقاء الأخوي نشرها بدر العساكر على حسابه في منصة «إكس»

وأشاد الشيخ مشعل الأحمد، أمير دولة الكويت، في برقية بعثها للأمير محمد بن سلمان، عقب اللقاء، بما تبذله السعودية من جهود حثيثة أكدت المكانة الرفيعة التي تتبوأها، والدور البارز الذي تؤديه على المستويين الإقليمي والدولي، «في ظل التحديات العصيبة التي تعصف بمنطقتنا، لا سيما القضية الفلسطينية، وما يعانيه الشعب الفلسطيني»، متطلعاً إلى توحيد وجهات النظر حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، «بما يضمن مستقبلاً أفضل لدولنا، ويحقق أمن وتطلعات شعوبنا».

ونوّه مراقبون بأن مواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة لا تتبدل، ولا تقبل المساومة، ولا تخضع لأي مُزايدات سياسية، موضحين أنها تتمثل في عدم إمكانية تحقيق سلام عادل وشامل أو إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون مسار والتزام واضحين بإقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما أكده المسؤولون السعوديون في مختلف المحافل، والبيانات الصادرة عن المملكة.

وأكدت السعودية مراراً أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، مشددة على أنه لا يمكن لمجلس الأمن الدولي التنصل من مسؤولياته تحت أي ذريعة، داعية إياه لاتخاذ قرارات شجاعة تكفل تلبية الاستحقاقات التي حُرم منها الشعب الفلسطيني.

القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض نوفمبر 2024 (واس)

وأصرّت في بيان لوزارة خارجيتها الشهر الماضي على أن الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليس دخيلاً عليها أو مهاجراً إليها يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، مؤكدةً أن حقه سيبقى راسخاً، ولا يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي عبر حل الدولتين.

وأشار المراقبون إلى أن قرارات القمة العربية والإسلامية التي أُقيمت في الرياض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ومنها رفض تهجير الفلسطينيين، تُشكِّل أساساً ومرجعاً للموقف العربي من التصريحات الأميركية والإسرائيلية بشأن تهجير سكان غزة، وضم الضفة الغربية لإسرائيل، ووضع القطاع تحت إدارة السلطة الأميركية.

وأعلنت السعودية باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين في سبتمبر (أيلول) الماضي، عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك خلال اجتماع وزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في خطوة عدَّها مراقبون مؤشراً لإعادة المصداقية للعمل متعدد الأطراف، ودليلاً على الرغبة الجادة في إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.

واستضافت الرياض أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول اجتماعات التحالف، بمشاركة نحو 90 دولة ومنظمة دولية، وأكد خلاله الأمير فيصل بن فرحان أهمية تكثيف الجهود الدولية لإنقاذ حل الدولتين، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، مشدداً على التزام السعودية والشركاء الإقليميين بتحقيق السلام، عبر خطوات عملية وجداول زمنية محدّدة تهدف لإنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

وكانت السعودية قد سارعت منذ بدء أزمة غزة بتقديم مساعدات وإمدادات إنسانية عاجلة للمتضررين عبر جسرين، جوي وبحري، وأطلقت حملة تبرعات شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في القطاع؛ حيث تجاوز إجمالي قيمة تبرعاتها 707 ملايين ريال، كما قدّمت دعماً مالياً شهرياً للإسهام في معالجة الوضع الإنساني بغزة ومحيطها.

وأدانت السعودية مراراً القصف الإسرائيلي لمناطق في سوريا، وانتهاكات دولة الاحتلال المتكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة، مشددةً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف تصرفات إسرائيل المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، ومنع اتساع رقعة الصراع.

القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض نوفمبر 2024 (واس)

وأكدت وقوفها إلى جانب لبنان وشعبه، ودعمه لتجاوز أزماته، معبِّرة عن ثقتها بقدرة الرئيس جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، على الشروع في تنفيذ اللازم لدعم أمنه واستقراره ووحدته، والحفاظ على مؤسسات الدولة ومكتسباتها، بما يُعزز ثقة شركاء لبنان، ويعيد مكانته الطبيعية، وعلاقته بمحيطيه العربي والدولي.

وتواصل السعودية بذل جهود حثيثة لمعالجة أزمة السودان، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستعادة الاستقرار فيه، تمهيداً لمستقبل سياسي يضمن أمنه واستقراره ووحدته وسيادته، ويوقف التدخلات الخارجية، مع استمرار جهودها في تقديم الاستجابة الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.