توضح الإحصاءات الرسمية في السودان أن الحالات المؤكدة للإصابة بفيروس كورونا، 5 حالات، ووفاة واحدة، وأن جميع المصابين التقطوا العدوى من خارج البلاد، بالإضافة إلى 1085 حالة اشتباه لا تزال في العزل. غير أن الكثيرين يشككون في هذه الأرقام في بلد يبلغ عدد سكانه 40 مليوناً، وبنية صحية واقتصادية منهارة.
ويخشى هؤلاء من ارتفاع مفاجئ في انتشار الفيروس، مثلما حدث في بلدان أخرى. غير أن السلطات الصحية تؤكد أن السودان ما زال في مربع الأمان، فيما انتشرت تفسيرات شعبية بأن عدم انفجار الوباء ربما يعود إلى فرضية غير مثبتة علمياً بأن الفيروس لا يعيش في الأجواء الحارة، حيث تصل درجة الحرارة في السودان إلى 45 درجة في أشهر الصيف، الذي بدأت بالفعل نسماته الأولى.
ويقول محمد حامد، وهو عامل يومية وسط الخرطوم، إن «شمسنا الحارقة قادرة على قتل الفيروس، ونحن نستعجلها الآن رغم أننا كنا نتفاداها كل عام». لكن أطباء السودان يسعون إلى إقناع الناس بأن حرارة الشمس لن تحميهم بالضرورة من الإصابة بالفيروس، وأن عليهم اتباع إرشادات وزارة الصحة المتعلقة بالوباء. وفي هذا الصدد، قال مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة، بابكر المقبول، لـ«الشرق الأوسط»، «إن الخصائص الدقيقة للفيروس لا تزال غير محددة بدقة، لكن عموماً صحيح أن فيروسات الإنفلونزا لا تعيش في درجات الحرارة المرتفعة». وأضاف: «لا يوجد تفسير لعدم استشراء الفيروس في السودان حتى الآن، فربما دائرة السريان لم تبدأ بعد، ونحن ما زلنا في مربع الصفر، لأن الفيروس وصل إلى البلاد مؤخراً. إذن، لا ينبغي أن نفترض أن درجة الحرارة هي سبب عدم الانتشار».
كما يسعى الأطباء لتفنيد قناعة شعبية أخرى انتشرت عقب إعلان بعض الجهات في دول غربية أن دواء فيروس الملاريا «كلوروكين» قد يصلح أيضاً لقتل «كورونا». ويشيرون في ذلك إلى أن السودان يعتبر إحدى دول الحزام المعروف بـ«حزام الملاريا»، إذ سجل حوالي 1.8 مليون إصابة بهذا المرض خلال عام 2019. وتناقل السودانيون تقارير عن صحيفة «ديلي ميل» البريطانية قولها إن هيئة الأغذية والأدوية الأميركية (FDA) وافقت على استخدام عقار «كلوروكين» لعلاج فيروس كورونا للاستخدام التجريبي، وذلك بعد أن وصفه الرئيس دونالد ترمب بأنه «قد يغيّر قواعد اللعبة»، وكذلك بعد أن أعلنت فرنسا عن تجارب لاستخدامه في علاج «كورونا».
غير أن بابكر المقبول أشار إلى أن «عقار (كلوروكين) له تأثير غير مباشر على الفيروسات بشكل عام، لكن لا توجد ضمانات على أنه يقتل فيروس كورونا»، مضيفاً: «طبياً فإن علاج الأمراض المعدية يتمثل في الدواء الذي يثبت قدرته في القضاء على الفيروس المعين، لأن الفيروسات ليست كلها متشابهة». وأوضح مدير قسم الأوبئة، أن عقار «كلوروكين» ليس دواءً مختصاً بـ«كورونا»، لكنه قد يساعد على التخفيف من حدة الإصابة إذا أثبتت التجارب المختبرية ذلك. وأضاف: «التجارب التي أجريت عليه حتى الآن ليست كثيرة، ولم تثبت المؤسسات الصحية المعروفة، مثل منظمة الصحة العالمية، أو هيئة الأغذية والدواء الأميركية، جدواه، بصورة مؤكدة بعد».
وقال المقبول إن وزارة الصحة السودانية لم تستخدم هذا الدواء مع أي من المصابين «لأننا لسنا بحاجة للمخاطرة باستخدام عقاقير غير مثبتة الفعالية. نحن فقط نستخدم العلاجات الداعمة لتقوية المناعة، وليس لدينا الاستعداد للدخول في تجارب على حياة المرضى».
أطباء السودان يقاومون تعويل مواطنين على حرارة الجو لمواجهة الوباء
وزارة الصحة لا تستخدم عقار الملاريا «كلوروكين» للمرضى
أطباء السودان يقاومون تعويل مواطنين على حرارة الجو لمواجهة الوباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة