بالصور... كيف تحارب عمالقة الإنترنت والتواصل الاجتماعي فيروس «كورونا»؟

شعارات «غوغل» و«فيسبوك» و«ماسنجر» و«تويتر» على شاشة أحد الهواتف (أ.ف.ب)
شعارات «غوغل» و«فيسبوك» و«ماسنجر» و«تويتر» على شاشة أحد الهواتف (أ.ف.ب)
TT

بالصور... كيف تحارب عمالقة الإنترنت والتواصل الاجتماعي فيروس «كورونا»؟

شعارات «غوغل» و«فيسبوك» و«ماسنجر» و«تويتر» على شاشة أحد الهواتف (أ.ف.ب)
شعارات «غوغل» و«فيسبوك» و«ماسنجر» و«تويتر» على شاشة أحد الهواتف (أ.ف.ب)

يواصل فيروس «كورونا» المستجد ترك بصمته على كل نواحي الحياة، فدول بأكملها شُلّت، وأُغلقت حدود، كما تباطأت الاقتصادات العالمية. وتفيد إحصاءات وكالة «رويترز» للأنباء بأن الفيروس أصاب 662700 شخصاً حول العالم وأودى بحياة 30751 شخصاً.
وأصبح لزاماً على كل مؤسسة ومنصة التوعية بطرق مجابهة الفيروس والوقاية منه. وبادرت مؤسسات عملاقة في مجال الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بابتكار آليات لمواجهة فيروس «كورونا».

«فيسبوك»
أطلق تطبيق المحادثة الفورية «ماسنجر» التابع لشبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مركز معلومات لتوفير الإرشادات المفيدة لمنع انتشار فيروس «كورونا».
وبحسب بيان صادر عن تطبيق «ماسنجر»، فإن هدف المركز الجديد هو منع انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة عن الفيروس عبر الإنترنت، وتوفير موارد تساعد المستخدمين في التواصل مع أصدقائهم وأسرهم وزملائهم والمجتمع المحيط بهم أثناء الالتزام بقرارات العزل الذاتي في المنازل.
ونقل موقع «سي نت دوت كوم» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا عن ستان تشودنوفيسكي نائب رئيس «ماسنجر» القول إن هناك زيادة كبيرة في معدل استخدام التطبيق خلال الفترة الأخيرة، مضيفاً: «عدد المشاركين في مجموعات محادثات الفيديو عبر ماسنجر على مستوى العالم زاد بنسبة 70 في المائة... والزمن الذي يقضيه المستخدمون في هذه المكالمات زاد بالمثل».

وبحسب «فيسبوك»، سيقدم مركز معلومات «كورونا» على «ماسنجر» معلومات وبيانات مفصلة من منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسيف» بهدف منع انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة، التي تأتي من مصادر غير موثوقة ولا معتمدة.
كما سيتيح المركز للمستخدمين معرفة كيفية تجنب محاولات الاحتيال عبر الإنترنت استغلالاً لحالة القلق التي تسيطر على العالم مع انتشار الفيروس.

«تويتر»
أما موقع «تويتر» فقد قام بإضافة أيقونة ثابتة أسفل مربع البحث، عبارة عن رابط مباشر لموقع منظمة الصحة العالمية، حيث يمكن للمستخدمين الحصول على المعلومات الموثوقة فقط حول الفيروس.
وقال ناطق باسم «تويتر» لوكالة الصحافة الفرنسية: «نرغب أن يحصل كل مستخدم لشبكتنا على معلومات موثوق بها وتشكل مرجعاً في مجال الصحة».

«غوغل»
أما عملاق البحث «غوغل» فقد قام بتثبيت أيقونة أسفل مربع البحث بعنوان: «5 خطوات لإيقاف فيروس كورونا»، وعند الضغط عليها تقودك لصفحة تحتوي على 5 نصائح من منظمة الصحة العالمية تساعد في إبطاء انتشار الفيروس.
والنصائح الخمسة هي: «غسل اليدين كثيراً، عدم ملامسة الوجه، والحفاظ على مسافة آمنة مع الآخرين، والبقاء في المنزل، والعطس في المرفق».

وتأتي هذه الخطوات من هذه المؤسسات والمواقع الشهيرة عالمياً في وقت ينتشر فيه وابل من الأخبار المضللة ونظريات المؤامرة والعلاجات السحرية الزائفة عبر الإنترنت مع انتشار وباء «كوفيد - 19 » حول العالم.
وفي حين ينكب العلماء عبر العالم على إيجاد علاجات ولقاحات، تنتشر المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت وقد يكون لها عواقب وخيمة جداً. ففي إيران، وهي من أكثر الدول تضرراً جراء الوباء، توفي أكثر من 200 شخص جراء تسمم بالميثانول بعدما سرت شائعات مفادها أن تناول الكحول يساهم في الشفاء أو الوقاية من الفيروس.
وقال ديفيد راند، الخبير في الدماغ والعلوم الإدراكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «ثمة فرق دائم بين ما يظن الناس أنه صحيح وما يميلون إلى تشاركه». وبكلام آخر، غالباً ما يفضل مستخدمو شبكات التواصل بث مضامين من شأنها الحصول على علامات «إعجاب» وتشارك على نطاق واسع بغض النظر عن درجة صحتها.
وأكد ديفيد راند، وهو صاحب دراسة نُشرت مطلع مارس (آذار) حول التضليل المحيط بوباء «كوفيد - 19»، أنه ينبغي تالياً على المسؤولين عن شبكات التواصل بث رسائل تشجع المستخدمين على التساؤل حول صحة هذه المحتويات.


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».