خططت ولاية نيويورك الأميركية لتقنين استخدام أجهزة التنفس الصناعي، إذا تفاقمت أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، ما يثير أسئلة أخلاقية شائكة، حيث من المرجح أن تلجأ المستشفيات إلى الاختيار العشوائي بين المرضى، وقد تحرم بعض ذوي الاحتياجات الخاصة منها أيضاً، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ويقول البيت الأبيض إنه، حتى الآن، لم يُحرم أي مريض من جهاز التنفس الصناعي. ولكن مع تفاقم الأزمة حول العالم، تضع العديد من الدول خططاً عدة لتقنين استخدام أجهزة التهوية.
في نيويورك، تدعو المبادئ التوجيهية الأخلاقية لتخصيص أجهزة التهوية في حالة تفشي وباء ما للمرضى الذين يُرجح أن يتم إنقاذهم.
ومع ذلك، خلص التقرير الصادر عن نيويورك إلى أنه في الحالة النادرة التي يُرجح أن يتعافى فيها العديد من المرضى، على حد سواء، ولكن هناك موارد محدودة لمساعدتهم، يجب على المستشفيات «استخدام طرق الاختيار العشوائي، المماثلة لليانصيب»، وفق الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن طريقة الاختيار العشوائي تعتبر أكثر إنصافاً من معاملة الناس على أساس أسبقية الحضور، وهو ما يمكن أن يضر «بالذين لديهم وسائل اجتماعية اقتصادية أقل، والذين قد لا يتمكنون من الوصول إلى المعلومات حول الوباء، أو وسائل النقل الموثوق بها... أو الأقليات التي قد تتجنب في البداية الذهاب إلى المستشفى بسبب عدم الثقة في نظام الرعاية الصحية».
وإرشادات نيويورك ليست ملزمة، وتشكل المستشفيات هناك بالفعل لجاناً خاصة بها لتحديد كيفية تقنين الرعاية في حالة النقص الحاد، وهو المشهد الذي ظهر بالفعل بشكل مأساوي مع الارتفاع بعدد الإصابات بـ«كورونا» في إيطاليا.
وفي الوقت نفسه، وفي غياب البروتوكولات الوطنية، كانت الولايات في جميع أنحاء البلاد تبتكر خطتها الخاصة، وقد أثار بعضها غضباً من المناصرين لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويوم الثلاثاء، كانت خطة عمليات الطوارئ في ولاية ألاباما لفرز التهوية الميكانيكية موضوعاً لشكوى قُدمت إلى مكتب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية للحقوق المدنية.
وفي حالة النقص في الأجهزة، يعدد بروتوكول ألاباما العديد من الحالات الصحية التي يجب على الفرق الطبية عدم تقديم أجهزة التنفس الصناعي لها، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من قصور القلب وفشل الجهاز التنفسي والسرطان النقيلي.
وتقول الولاية أيضاً إن «الأشخاص الذين يعانون من التخلف العقلي الشديد، أو الخرف المتقدم، أو إصابات الدماغ الرضية الحادة، قد يكونون من المرشحين الأقل حظاً في الحصول على مساعدة أجهزة التنفس الصناعي».
وتقول الشكوى المقدمة إن ولاية ألاباما مستعدة لاتخاذ قرارات تتعلق بالحياة والموت، وترفض العلاج الطبي المطلوب لعدد لا يحصى من الأفراد، بناءً على إعاقاتهم الكامنة.
وتضيف: «حقيقة أن الشخص يعاني من إعاقة ذهنية أو إدراكية لا يمكن أن تكون أساساً لرفض الرعاية، أو وضع هذا الشخص في قائمة أقل أولوية لتلقي العلاج».
وانتقلت الولايات المتحدة من رصد أول إصابة بفيروس كورونا المستجد على أراضيها في نهاية يناير (كانون الثاني) إلى إعلان حصيلة رسمية، أمس (الجمعة)، تفوق مائة ألف إصابة، ما يجعل هذا البلد يحتل المرتبة الأولى في العالم في عدد الإصابات بوباء «كوفيد - 19»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقضى حوالي 1600 شخص جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، حسب آخر حصيلة صدرت أمس، غير أن نسبة الوفيات تبقى أدنى بكثير مما هي في العديد من الدول الأوروبية.
نيويورك قد تلجأ للاختيار العشوائي بين المرضى لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي
في حال تفاقمت أزمة كورونا
نيويورك قد تلجأ للاختيار العشوائي بين المرضى لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة