كيف تمضي وقتك في الحجر المنزلي؟

{كورونا} غيّر مفاهيم الحياة اليومية وعلينا التأقلم معه

استغل فترة الحجر لتنظيف المنزل وترتيبه مع أفراد العائلة
استغل فترة الحجر لتنظيف المنزل وترتيبه مع أفراد العائلة
TT

كيف تمضي وقتك في الحجر المنزلي؟

استغل فترة الحجر لتنظيف المنزل وترتيبه مع أفراد العائلة
استغل فترة الحجر لتنظيف المنزل وترتيبه مع أفراد العائلة

هناك مثل إنجليزي يقول «تايدي هاوس، تايدي مايند»، ومعنى القول إن الترتيب والتنظيم هما من أهم ما يجب أن نفعله من أجل التمتع بذهن صافٍ وقدرة على الخلق والإبداع.
نحن اليوم بحاجة ماسة لتطبيق هذا القول لا سيما أننا محجورون في منازلنا، نعمل فيها ونقضي اليوم بالكامل ونحن نراوح أماكننا، هذا النمط جديد ولم يحصل من ذي قبل، وهناك تخوف كبير من قبل الأطباء النفسيين من أن يعاني عدد كبير من الناس من الأمراض النفسية والانهيارات العصبية والاكتئاب خلال وبعد فترة الحجر المنزلي بسبب انتشار كورونا.
هناك عدة أشياء ينصح المتخصصون والمنطق باتباعها خلال هذه الفترة بعيداً عن الجلوس على الكنبة ومشاهدة فيلم أو وثائقي على «نتفليكس» التي هي أيضاً تعاني من الضعط على المشاهدة، ما دفعها إلى استبدال بثها بالدقة المنخفضة.
أولاً، من المهم جداً الاستيقاظ في وقت معين كل صباح، تماماً كأنك تستعد للذهاب إلى العمل، حضر نفسك وقم بارتداء ثياب مريحة تسهل عليك الحركة، تناول قهوتك، ضع نصب عينيك برنامجاً يومياً، فإذا كنت تعمل من البيت نظم نهارك واتصالاتك الخاصة بالعمل، وخذ قسطاً من الراحة بين الفينة والأخرى.
استمع إلى الأخبار ولا تكثر منها، لأنها قد تؤثر على نفسيتك سلباً وتجعلك تشعر بإحباط شديد. فهذا الوباء جعل العالم يتوقف، أهم شركات الطيران في العالم مثل الطيران السعودي وطيران الإمارات وغيرهما توقفت عن العمل، والمطاعم مقفلة ودور السينما مغلقة والحركة مشلولة، فالتغيير كبير وليس سهلاً على الإطلاق.
فبغض النظر عن مكان إقامتك، يجب عليك التحلي بالصبر وتنظيم يومك وإلهاء نفسك بشيء مفيد.
إلى جانب العمل بأوقات منتظمة، يمكنك القيام بجولة على مكتبتك المنزلية، قم بقراءة كتاب لم يكن لديك الوقت لقراءته وسط زحمة الحياة ما قبل فيروس كورونا الذي ربّانا أكثر من أمهاتنا وقلب حياتنا رأساً على عقب.
تحدث إلى أقربائك وأصدقائك عبر الهاتف أكثر، واستغل وجودك في المنزل وقم باتصال مرئي، فالتكنولوجيا مفيدة في هذه الفترة، فمقدمو البرامج التلفزيونية هم أيضاً يعملون من بيوتهم ويقومون بتقديم برامجهم عبر «سكايب».
إذا كنت تقيم في بلد لا يسمح بترك المنزل على الإطلاق، استغل الوقت في ترتيب الخزائن، والتخلص من الثياب التي مر عليها عام أو أكثر من دون أن تستخدم، وبعدها قم بالتنظيف المنزلي الشامل. فقد ثبت علمياً أن القيام بالأعمال المنزلية يساعد في المحافظة على لياقة الجسم وصحة العقل ويؤدي إلى الراحة النفسية. كما أن النظافة من حولنا يوصى بها في ظل تفشي الوباء الحالي.
وعند ترتيب الأغراض تخلص من الأشياء التي لا تستخدمها مثل الأقراص المدمجة القديمة وغيرها، فكلما قلت الأغراض من حولك شعرت براحة نفسية أفضل، وتذكر بأنك ستوجد في منزلك أكثر من أي وقت مضى، فهذا الأمر ضروري للتماشي مع الوضع المستجد.
الإنترنت هو أفضل أستاذ، استغل «يوتيوب» لتعلم هواية لطالما أحببتها ولم تجد الوقت لتحقيقها، مثل الرسم على سبيل المثال، فالرسم يريح الأعصاب ويضعك في صومعة مؤقتة تجعل أعصابك هادئة.
إذا كان لديك أطفال، الأمر سيكون صعباً من دون أي شك، ولكن قم بوضع جدول لهم تماماً مثلما تضع لنفسك جدول عمل يومياً، أعطهم كثيراً من الفروض الدراسية، وهناك كثير من الخدمات الإلكترونية الحالية التي توفر التعليم على الشبكة الإنترنت بأسعار مدروسة جداً يقوم بها أساتذة في شتى المواضيع، وإذا كانوا أكبر سناً دعهم يساعدونك في مسؤوليات المنزل مثل الطبخ والتنظيف وترتيب الغرف.
إذا كنت تعيش في بلد لا يزال يسمح بالتجول المحدود فيه، كما الحال في بريطانيا، فقم بتمرينات المشي في الحدائق العامة المجاورة، على ألا تقترب من أي شخص بأقل من مترين، وقم بزيارة الأماكن المفتوحة، فالهواء الطلق مفيد للرئتين لا سيما هذه الفترة، لأن مدننا أصبحت أقل تلوثاً بسبب الحجر وتوقف الطيران وقلة انبعاثات السيارات.
الطهي مع باقي افراد العائلة مفيد جداً، وزع المهام، ودع الأولاد يبادرون في تحضير طبق ما، وتذكر دائماً أن الحجر قد يطول، فلا تدعهم يتعودون على نمط حياة كسول.
ليس أجمل من الشعور بمساعدة الغير وفعل الخير، ضع قصائص من الورق عند مداخل الجيران، وقدم العون لهم، فقد يكونون متقدمين في السن وبحاجة لمواد غذائية أو ما شابه.
لا تجلس وحيداً، ولا تحلل كثيراً، فكر بتروٍ، واعتبر أن هذه الفترة مخصصة للعمل والتأمل والتفكير المنطقي بعيداً عن ضغوطات الحياة اليومية مثل المواصلات والتعب من التجوال والمقابلات وتلبية العزائم والسفر.
إذا كنت تعيش في منزل مع حديقة، قم بالتمرينات فيها، وبما أننا نشرف على فصل الربيع، فهذا هو الوقت الأفضل للاهتمام بالحدائق وزرع الزهور والشتول، هناك كثير من مراكز بيع الورد التي تقوم حالياً بتوصيل الشتول والحبوب للمنزل. الاعتناء بالحديقة وتقليمها يريح النفسية.
أما إذا كنت تعيش في شقة صغيرة من دون منفذ إلى الخارج، فقم بزرع الشتول الصغيرة في أحواض ملونة ووزعها عند النوافذ والغرف، فهذا الأمر يجعلك ترتاح نفسياً.
في بريطانيا، قام البعض بتزيين بيوتهم بأنوار عيد الميلاد ودعوا غيرهم لفعل الشيء نفسه، لأن الأزمة التي نعيشها ستؤثر على الصحة النفسية بشكل كبير.
لا تستهتر بالوضع ولا بالأفكار البسيطة التي قدمناها، الإقامة قد تطول ويجب أن نتحد لكي نعود بعدها أقوياء، ومستعدون للعودة إلى الحياة التي كنا نعيشها في زمان نشعر كأنه بعيد.
فمن منا تصور بأن يأتي اليوم الذي نجلس فيه في البيوت وتغلق المدارس والمطاعم والمحلات التجارية؟ لا أحد، فالأفضل إذن التأقلم مع الوضع، ودع تصفية الحسابات العائلية لوقت لاحق، فالجلوس في المنزل يؤدي إلى تنافر الأزواج وباقي أفراد العائلة، فكروا قبل القيام بمشاجرات غير ضرورية، عندما تشعرون بالحاجة للترفيه، مارسوا عملية التنفس المخصص للراحة الذي يحافظ على الاتزان العقلي.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.