ألف باء السوشي للمبتدئين

المطبخ جديد عليك؟ لا تخجل بل اسأل وتعلم

ألف باء السوشي للمبتدئين
TT

ألف باء السوشي للمبتدئين

ألف باء السوشي للمبتدئين

أصبحنا اليوم أكثر انفتاحاً على المطابخ العالمية، في الماضي كان كل منا يأكل أطباق مطبخ بلاده، والعالمية في الطعام كانت تقتصر على المطبخ الإيطالي الذي تحرف أطباقه في عالمنا العربي، لتصبح المعكرونة بنفس شرقي أكثر من كونه أوروبياً.
أصبح السفر متاحاً بنسبة كبيرة، مما أدى إلى الانفتاح على الطعام العالمي وتذوق أطباق جديدة. وكان المطبخ الياباني من بين المطابخ التي تعرف إليها العرب خلال العشرين سنة الماضية، ولكن بعد أن أصبحت الأطباق اليابانية جاذبة للذائقة الشرقية، لا تزال هناك نسبة كبيرة في بداية مشوار التعارف على المأكولات اليابانية، على الرغم من انتشار المطاعم بكثرة في بلداننا.
هناك نسبة من الناس تخاف من تجربة نكهات جديدة، وهناك من يخاف من أكل الطعام غير المطهو، وهناك من لا يستطيع تحمل طعم السمك النيئ. والأسباب عديدة لتفادي بعض الناس المطبخ الياباني رغم شهرته العالمية، وكونه من المطابخ المفيدة للصحة، والتي لا تسبب السمنة إذا عرفنا ما نأكل وما نتحاشى.
أكتب هذه الأسطر وفي بالي نوعية الناس التي تخجل من الذهاب إلى مطعم جديد وتذوق أطباق غير معهودة، أو حتى يخافون من الأكل في الأماكن العامة بطريقة قد تكون غير ملائمة لطريقة الأكل الصحيحة، كاستخدام العيدان الخشبية الـ«تشوبستيكس» أو عدم معرفة أسماء الأصناف، مما يسبب الإحراج أو طلب كمية كبيرة أو قليلة. وأنا أقول بأنه لا عيب في أن نقول: «لا نعرف، ولكن نود أن نتعلم»، فليس من المخجل أبداً ألا تميز ما بين السوشي والنيغيري والساشيمي. فنحن لن نولد في اليابان، ولا خجل في طرح الأسئلة وتعلم أشياء جديدة عن ثقافة المطابخ العالمية.
إذا كنت مبتدئاً وتود أكل السوشي على سبيل المثال، أنصحك بالتوجه إلى مطعم ذي صيت جيد في نوعية الأسماك؛ لأن نوعية المنتج هي مفتاح النكهة اليابانية، والنقطة الثانية تنضوي تحت راية التريث والبدء في أصناف غير معقدة، والابتعاد عن السمك النيئ، والأصناف الذي يدخل فيها المايونيز الحار، أو الصلصات الغريبة بعض الشيء.
الأكل في المطاعم اليابانية يكون بمثابة تجربة أكثر من كونه مكاناً للأكل فقط، فهناك متعة في مشاهدة الشيف وهو يقوم بتقطيع السمك، ولف قطع السوشي بالحصيرة الخاصة بورق عشب البحر، وتقطيع قطع السلمون والتونا لتكون جاهزة للأكل على طريقة الساشيمي.
أولاً نبدأ في التسميات التي يجب أن تتعرف إليها في المطبخ الياباني. سيكون على الطاولة ما يعرف بالـWasabi، وهو أشبه بمعجون حريف باللون الأخضر وشرائح صغيرة من الزنجبيل الطازج Ginger، وصلصة الصويا Soya Sauce، وهذه المنكهات تحل مكان الملح والبهار الذي يستخدم مع جميع أكلاتنا. تنبه إلى وضع كمية صغيرة من الواسابي على قطعة السوشي أو الساشيمي؛ لأن النكهة قوية وحارة جداً.
وفي انتظار وصول الأطباق إلى الطاولة، يمكنك أن تطلب الإيدامامي Edamame Beans وهي نوع من الفاصولياء الخضراء المسلوقة، يضاف إليها الملح الخشن أو الملح مع الصلصة الحارة أو بودرة الفلفل الحار، وهذا الطبق مسلٍّ، ونوع من المقبلات الخفيفة والصحية.
- كيف تأكل السوشي؟
الطريقة المثلى لتناول السوشي والأطباق اليابانية الأخرى هي العيدان Chopsticks، فإذا كنت جديداً على هذه الطريقة في الطعام التي تتطلب بعض التمرين، أمامك خياران: الأول أن تسأل النادل إذا كان لديه عيدان للمبتدئين (توضع قطعة من المطاط في وسطها لتجعلها أشبه بالملقط) أو شوكة، ويمكنك أن تأكل السوشي بيدك أيضاً، فليس من العيب أو الغريب تناول النيغيري والسوشي باليد.
- أشهر أنواع السمك في الأطباق اليابانية
أشهر أنواع السمك التي تستخدم في المطبخ الياباني هي السلمون والتونا، على الأقل هذه هي الأنواع التي ينصح بها للمبتدئين، ولكن الأصناف الأخرى عديدة، مثل yellowtail، Macharel، Eel، flat fish، Octopus، ولائحة السمك تطول.
ولكن أنصح المبتدئين بالتعرف إلى أصناف السوشي، بدءاً من الـSushi Roll. ممكن أن تكون من دون سمك، وتقتصر على الأرز والخيار والأفوكادو، أو السوشي المحشو بالسمك المطبوخ، وعندما تتعود على النكهة تبدأ في السوشي مع السمك النيئ، والأفضل هو نوع السلمون أو التونا، ويضاف إليها الأفوكادو والخضراوات.
القاعدة الأهم هي عدم الشعور بالخجل والإحراج. اسأل النادل عن كل نوع وكل اسم سمك أو طبق، فمهمته هي تفسير لائحة الطعام.
الأطباق اليابانية ليست فقط سوشي وساشيمي، وإنما هناك أطباق أخرى مطهوة، مثل الأرز أو السمك المشوي والتمبورا (سمك مقلي بعد نقعه في طبقة من البيض والطحين).
-- أفضل سوشي للمبتدئين
- إذا كنت لا تمانع أكل السمك النيئ، جرب قطع الساشيمي، وهي عبارة عن قطع سمك نيئة، لا يضاف إليها أي شيء آخر، مثل الأرز أو الخضراوات.
- السوشي رول Classic Sushi Roll، هو الخيار الأفضل، وسهل في الأكل، وممكن أن يكون محشواً بعدة مكونات، وأشهرها: Philadelphia Roll (أفوكادو مع السلمون وجبن فيلاديلفيا)، King Crab Roll (سلطعون مع المايونيز)، Boston Roll (سلطعون مع الأفوكادو والخيار)، Spicy Tuna Roll (تونا مع مايونيز بالشطة)، California Roll (سلطعون صناعي مع الأفوكادو والخيار. السلطعون مطهو فيكون مناسباً للمبتدئين). Spider Roll (سلطعون مقلي على طريقة التمبورا مع الأفوكادو والخيار والمايونيز بالشطة).
ويمكنك طلب أي شيء كتب عليه Tempura لأن كل هذه الأصناف مطهوة، وليست كلها أسماك فبعضها يعتمد على الخضراوات.
ومن الممكن تناول حساء الميسو Miso Soup، فهو لا يحتوي على أي مكون غريب غير التوفو Tofu، وبالواقع ليست له نكهة تذكر، ويستعمل بدلاً من الجبن.
ومن الممكن أيضاً طلب الأرز بنكهة الياسمين، أو بالبيض المقلي، ويؤكل إلى جانب سمك مشوي على الطريقة اليابانية.
الفرق ما بين السوشي والنيغيري Nigiri، أن هذا النوع الأخير هو عبارة عن أرز توضع عليه قطعة من السمك النيئ، على عكس السوشي، فهو قطعة ملفوفة من الأرز توضع بداخلها مكونات مختلفة.
- كلمة أخيرة
في النهاية، الخيار لك، وستكتشف بنفسك ما يتلاءم مع شهيتك وذوقك في الطعام وذائقتك في الأكل، والأهم هو الشعور بالثقة بالنفس، والتعرف إلى أطباق ومطابخ جديدة دون أي حرج، وبعدها تقرر فيما إذا كانت تلك الأطباق مناسبة لك ومتعة حقيقية.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.