ألمانيا تناقش غداً حظر التجول وبافاريا تسبق الاجتماع بعزل سكانها

ألمانيا تناقش غداً حظر التجول وبافاريا تسبق الاجتماع بعزل سكانها
TT

ألمانيا تناقش غداً حظر التجول وبافاريا تسبق الاجتماع بعزل سكانها

ألمانيا تناقش غداً حظر التجول وبافاريا تسبق الاجتماع بعزل سكانها

تتزايد المخاوف في ألمانيا من أن تتحول الدولة الأقوى اقتصاديا في أوروبا إلى دولة عاجزة أمام وباء «كوفيد - 19» الذي يتمدد بشكل متسارع، صدم حتى السلطات الصحية في البلاد. وخلال الـ٢٤ ساعة الماضية، سجّلت قرابة الـ٤ آلاف إصابة إضافية و١٧ وفاة، لتضاف إلى حصيلة زادت حتى ظهر أمس على ١٦ ألف إصابة، و٤٥ وفاة. وباتت ألمانيا في المرتبة الثالثة أوروبيا من حيث الإصابات، بعد إيطاليا وإسبانيا.
وفي الإيجاز الصحافي اليومي حول تطورات كورونا، قال لوثر فيلر مدير معهد «روبرت كوخ»، للأمراض الوبائية التابع للحكومة الألمانية، إنه يشعر بـ«الصدمة» من التسارع الكبير في أرقام الإصابات. وقال: «نحن في أزمة بحجم لم أكن أتوقعه شخصيا». وأضاف متوجّها في نداء للذين يخرقون التوصيات بعدم التجمع والحفاظ على مسافة آمنة بين الأشخاص: «على الجميع أن يفهم هذا الآن... لم نشهد وباء بهذا الحجم في ألمانيا من قبل». وتابع ينتقد خاصة من هم في عمر الشباب الذين ينظمون ما بات يعرف في ألمانيا بـ«حفلات كورونا» يتجمعون خلالها في المنازل عوضا عن الملاهي الليلية والنوادي المقفلة.
وأمام هذه الأرقام المتسارعة، ستعقد المستشارة أنجيلا ميركل اجتماعا مساء الأحد مع رؤساء الولايات لمناقشة احتمال فرض عزل كامل على كل الولايات، أو حظر تجول يشمل كامل ألمانيا. وبحسب مسؤول حكومي، فإن اليوم السبت سيكون حاسما في اتخاذ هذا القرار الذي ما زالت الولايات منقسمة حوله.
وقال هيلغه براون وهو وزير المهمات الخاصة ومدير المستشارية، في مقابلة مع موقع «دير شبيغل»، إن تحركات السكان ليوم السبت ستكون مهمة لأنها ستظهر ما إذا كان هناك التزام بالقرارات والتوجيهات الفيدرالية والمحلية بعدم الاختلاط الاجتماعي، أم لا. وأضاف: «في حال ثبت العكس، فمن المحتمل أن يتم الاتفاق على فرض قيود إضافية، ولكن نريد تفادي ذلك». ورغم أن براون تجنب استخدام كلمة «حظر تجول»، إلا أنه لم ينف بأن كلمة ميركل المتلفزة قبل يومين، كانت أشبه بالنداء الأخير لسكان ألمانيا بالالتزام بالتوجيهات قبل فرض حظر تجول.
وقد يقرر رؤساء الولايات في اجتماعهم مع ميركل الأحد انتظار نتائج تحليل تحركات السكان عبر تحليل بيانات الهواتف المحمولة التي تسلم معهد «روبرت كوخ» للأمراض الوبائية جزءا منها من شركات الهواتف قبل أيام، وسيتسلم الجزء الآخر يوم الاثنين المقبل. ويقول المعهد بأنه من الضروري مقارنة تحركات السكان قبل وبعد التوجيهات بالحد من التحرك التي صدرت، لمعرفة مدى الالتزام بها ومحاولة فهم سبب استمرار تصاعد أرقام الإصابات بشكل كبير.
وسبقت ولاية بافاريا الاجتماع الذي سيعقد مع ميركل يوم غد الأحد، واتخذت قرارا بعزل سكانها. وأعلن مارك زودر رئيس الحكومة في ولاية بافاريا أن قانون العزل سيبدأ العمل بتطبيقه منتصف الليل على أن يستمر لمدة أسبوعين. وهذا القرار يمنع الخروج من المنزل إلا في حالات الضرورة مثل زيارة الطبيب أو التبضع أو الذهاب إلى العمل رغم أن عددا كبيرا بات يعمل من المنزل. وقال زودر كذلك بأن الخروج في نزهة صغيرة لأفراد وعائلة ما زال مسموحا ولكن ليس التجمع بجماعات، مع ضرورة الحفاظ على مسافة مع الأشخاص الآخرين.
وتبعت بافاريا ولاية زارلاند الحدودية مع فرنسا، وقال رئيس وزرائها توباس هانس بأنه سيطرح على حكومته مناقشة عزل السكان، مشيرا إلى الحالة الخاصة التي تتمتع بها الولاية كونها على الحدود مع فرنسا.
واتخذت عدة ولايات قرارا بإقفال المطاعم أمام الزبائن بشكل كامل، والإبقاء على خدمات التوصيل، بعد أن كانت الولايات الـ١٦ جميعها اتفقت على الإبقاء على المطاعم مفتوحة حتى الساعة ٦ مساء. ومن بين هذه الولايات ولاية راينلاند بالاتين التي منعت التجمعات التي تضم أكثر من خمسة أشخاص. وحتى أن الادعاء العام في هذه الولاية أصدر بيانا حذر من لا يلتزم بالتوجيهات الفيدرالية والمحلية بعدم التجمع وغيرها، قد يتعرض لغرامة مالية وأيضا للحبس لفترة تصل إلى ٥ سنوات بحسب المخالفة التي يرتكبها.


مقالات ذات صلة

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

صحتك فيروس كورونا أدى إلى انخفاض مستمر في الذاكرة والإدراك (أ.ف.ب)

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

وجدت دراسة فريدة من نوعها أن فيروس كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك لعدد من الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)

العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

أفادت دراسة أميركية بأنّ العاملين من المنزل يشعرون بالضيق ويتوقون إلى ماضٍ متخيَّل لِما قبل انتشار وباء «كوفيد–19»، حيث كانوا يشعرون بالاستقرار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل دون إبر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أمس (الجمعة) على أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

توصّل باحثون في بريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

دراسة جديدة تدعم فرضية تفشي «كوفيد 19» من سوق ووهان

كشفت دراسة حول مصدر فيروس كورونا، نشرت الخميس، عناصر جديدة تعزز فرضية انتقال العدوى إلى البشر عن طريق حيوانات مصابة كانت في سوق في ووهان (الصين) نهاية عام 2019.

«الشرق الأوسط» (باريس)

أمين «كايسيد» يؤكد أهمية التعاون الدولي في نشر ثقافة السلام

الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
TT

أمين «كايسيد» يؤكد أهمية التعاون الدولي في نشر ثقافة السلام

الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)

شارك الدكتور زهير الحارثي، أمين عام المركز العالمي للحوار (كايسيد)، في الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات، الذي عُقد على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وركّز الحارثي خلال مداخلة له على الدور المحوري للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في بناء السلام العالمي، وتعزيز التفاهم المتبادل، كما تطرق إلى التحديات العالمية التي يمكن معالجتها من خلال الحوار البنّاء.

وأكد أهمية التعاون المشترك بين «كايسيد» والأمم المتحدة والمكاتب التابعة لها في نشر ثقافة السلام والحوار بمختلف دول العالم، لا سيما مع تغوّل خطابات التطرف والكراهية ببعض المجتمعات، التي تدفع دائماً نحو مزيد من الصراعات والحروب.

وأوضح الحارثي أن «كايسيد» يهتم بالشراكات الدولية والأممية التي من شأنها تعزيز ونشر السلام والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهو ما يعد أولوية لدى المركز، ونقطة ارتكاز رئيسة في استراتيجياته حيال تحقيق أهدافه ورؤاه الآنية والمستقبلية.

جانب من مشاركة الحارثي في اجتماع مجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)

وشهد الاجتماع استعراضاً لجهود التحالف في تعزيز وتطوير برامجه ومؤسساته المتنوعة التي تسعى إلى معالجة قضايا التعايش والتفاهم بين الحضارات.

من جانب آخر، بحث الحارثي مع ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات، جهود ترسيخ قيم التفاهم المتبادل، وتعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة، كذلك سبل تطوير التعاون المشترك بين «كايسيد» و«التحالف» في مجالات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

وناقش الجانبان التحضيرات المتعلقة بالمنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات المقرر عقده في البرتغال، حيث مقر «كايسيد»، الذي يهدف إلى تعزيز الجهود الدولية بمجال الحوار بين الثقافات ومواجهة التحديات العالمية المشتركة.

كما التقى الحارثي مارتن شونغونغ أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي، وسايت يوسف نائب أمين عام المنظمة الدولية للثقافة التركية، وأنطونيو بيدرو روكي دا فيسيتاكاو أوليفيرا نائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، والسفير محمد باشاجي الممثل الخاص لأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، كلاً على حدة.

وبحث معهم سبل تعزيز التعاون في نشر ثقافة الحوار ومعالجة التحديات العالمية المشتركة، ومعالجة التحديات العالمية التي تواجه المجتمع الدولي، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار العالميين.