يُطل «عيد الأم» في مصر هذا العام بوجه مُغاير، بدون طقوس احتفالية صاخبة، مُتأثراً بأجواء العُزلة داخل البيوت، والإجراءات الاحترازية المرتبطة بمواجهة فيروس كورونا، ما بدّد بهجة الاحتفال التقليدية المرتبطة بهذا اليوم 21 مارس من كل عام، والذي كانت تحتفل به مؤسسات حكومية وجمعيات أهلية ومدارس وجامعات، وعشرات الآلاف من المواطنين سنوياً.
فبسبب حظر الحكومة المصرية للتجمعات، تم إلغاء عدد من الحفلات التي كان من المُزمع تنظيمها يوم «عيد الأم»، لعل أبرزها حفل غنائي يجمع بين الفنان المصري تامر حسني، والفنانة اللبنانية نيكول سابا، الذي كان سيستضيفه أحد أشهر النوادي الرياضية في القاهرة مساء اليوم السبت، وكان عدد كبير من أعضاء النادي قد تسلموا بالفعل تذاكر الحفل قبل الإعلان عن إلغائه، تماشيا مع سياسة الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.
وتعطلت الحفلات التي اعتاد العديد من المحافظات المصرية تنظيمها تكريما للأمهات المثاليات التي تتزامن مع الاحتفال «بعيد الأم» في مصر، وكذلك احتفالات المدارس والحضانات، التي كان يُصاحبها في العادة تقديم الطلبة والطالبات هدايا متنوعة للمعلمات، لا سيما مع تزامن عيد الأم مع فترة تعطيل الدراسة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومدتها أسبوعان لتستمر حتى نهاية مارس (آذار) الجاري.
المُصممة المصرية أميرة بشادي، صاحبة إحدى شركات تصنيع إكسسوارات المنزل والهدايا تقول لـ«الشرق الأوسط»: «تأثرت مبيعات هدايا عيد الأم هذا العام بأكثر من 50 في المائة على أقل تقدير، وذلك لعدة أسباب أولها تعليق الدراسة الذي أدى لتأثر مبيعات الهدايا للمعلمات، والسبب الأكبر هو العزلة بشكل عام التي تجعل الأكثرية هذه الأيام تسعى وراء سد المتطلبات التموينية الضرورية في ظل الخوف من تمدد فترة العزلة أكثر من تفكيرها في المناسبات الاجتماعية».
ومحاولة منها للتكيف مع الوضع الجديد الذي فرضه «كورونا»، اكتفت أميرة بتقديم مبيعاتها عبر شركات توصيل طلبات للمنازل تعتني بمعايير السلامة مثل ارتداء الكمامات والقفازات الطبية لتوصيل الهدايا، مؤكدة: «أتحنا فكرة الدفع الإلكتروني أيضاً سواء للتقليل من تداول الأوراق النقدية، أو لتوصيل الهدية للأم مباشرة مدفوعة التكلفة ومع ذلك كان عدد الطلبات أقل نسبيا من الأعوام الماضية، وكذلك الحال بالنسبة للكثيرين الذين يتعاملون مثلنا مع تصميم الهدايا والمنتجات اليدوية التي تعتمد في المقام الأول على المناسبات الاحتفالية مثل عيد الأم».ووفق بشادي فإن مبيعاتها خارج العاصمة تأثرت بشكل كامل، بسبب عدم قدرة شركة التوصيل الوصول للمحافظات بسبب إجراءات السلامة التي تحد من حركة الانتقال داخل بعض المحافظات.
ولم تتأثر «الهدايا» فقط بفيروس كورونا، ولكن أيضا زيارات الأمهات في هذا اليوم، لا سيما الزيارات إلى بيت الجدة، وهو الأمر الذي تجنبته الكثير من العائلات هذا العام خوفاً من الاختلاط وتأثيره خاصة على الفئات العمرية الأكبر سناً، حتى أن المخرجة المصرية هالة خليل كتبت عبر حسابها الخاص على «فيسبوك»: «أغلى هدية تقدمها لست الحبايب السنة دي هي إنك متاخدش العيال وتروح تزورها» وهي دعوة لتجنب احتمالات نقل الفيروس، حتى ولو كانت النية هي الاحتفال وتقضية وقت طيب مع صاحبة العيد.
وقد طبقت الكثير من الأسر قرار البقاء في البيوت وعدم المخالطة في عيد الأم، من بينهم أسرة السيدة زينب كامل، المقيمة بالقاهرة 57 عاما: «الناس في هذا الوقت مشغولة تماما بمتابعة تطورات فيروس كورونا، ونحن نحاول ما استطعنا تطبيق معايير الأمان والتزام بيوتنا، لذلك لم أقم باستقبال حفل عيد الأم كما نفعل كل عام، واتفقت مع أبنائي وأحفادي على ذلك، وتراضينا أن نقوم بعمل حفل خاص بعد انتهاء هذا الذعر بحيث نستطيع وقتها أن نجتمع دون خوف ولا محاذير من التجمعات».
العزلة تغيّر عادات وطقوس الاحتفال بالأمهات في مصر
العزلة تغيّر عادات وطقوس الاحتفال بالأمهات في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة