ماذا يحدث للرئتين عند الإصابة بـ«كورونا»؟

أكثر مصابي كورونا المعرضين للخطر هم المصابون بالالتهاب الرئوي الحاد (أ.ف.ب)
أكثر مصابي كورونا المعرضين للخطر هم المصابون بالالتهاب الرئوي الحاد (أ.ف.ب)
TT

ماذا يحدث للرئتين عند الإصابة بـ«كورونا»؟

أكثر مصابي كورونا المعرضين للخطر هم المصابون بالالتهاب الرئوي الحاد (أ.ف.ب)
أكثر مصابي كورونا المعرضين للخطر هم المصابون بالالتهاب الرئوي الحاد (أ.ف.ب)

منذ بداية ظهور فيروس «كورونا» المستجد في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كان الأطباء يشخصون الإصابات على أنها حالات من الالتهاب الرئوي وقعت لسبب غير معروف.
وبعد ذلك، توصل العلماء إلى أن السبب في هذا الالتهاب الرئوي هو فيروس جديد، ينتمي لنفس سلالة الفيروسات التي سبَّبت متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس).
أما الآن، فقد تحول هذا الفيروس الجديد إلى وباء عالمي، أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شخص، وأصاب أكثر من 240 ألفاً حول العالم حتى الآن.
ونشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، تقريراً توضح فيه التغييرات التي تحدث في رئتي الشخص المصاب بفيروس «كورونا»، وذلك نقلاً عن الدكتور جون ويلسون، أستاذ الجهاز التنفسي في الكلية الملكية الأسترالية.
وقال ويلسون إنه يمكن تصنيف الأشخاص المصابين بـ«كورونا» إلى أربع فئات، فئة تضم الأشخاص المصابين بالفيروس ولكن ليس لديهم أي أعراض، وهم الأقل عرضة للمخاطر المترتبة عنه، وفئة ثانية تضم أولئك الذين يصابون بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي، أي يعانون من الحمى والسعال وربما من أعراضٍ أخفّ، مثل الصداع أو التهاب الملتحمة، وفئة ثالثة تضم الأشخاص الذين يطورون أعراضاً شبيهة بالإنفلونزا عادة ما تمنعهم من العمل، وهؤلاء يحتاجون إلى التوجه للمستشفيات لتلقي العلاج، أما الفئة الرابعة وهي الأكثر تعرضاً للخطر هي تلك التي تصاب بأعراض شديدة أكثر ما يميزها هو الالتهاب الرئوي الحاد.
وأوضح ويلسون: «عندما يصاب الأشخاص المصابون بـ(كورونا) بالسعال والحمى، فإن هذا يكون ناتج عن وصول العدوى إلى الممرات الهوائية التي توصل الهواء من وإلى الرئتين، وتصيب بطانتها بجرح، مما يسبب الالتهاب. وهذا بدوره يزعج الأعصاب في بطانة مجرى الهواء».
وتابع: «ولكن إذا تطور الأمر، وهو ما يحدث في الفئة الرابعة، فإنه يتجاوز مجرد بطانة مجرى الهواء ويذهب إلى وحدات تبادل الغازات، الموجودة في نهاية الممرات الهوائية. فإذا أصيبت هذه الوحدات بالعدوى، فإنها تستجيب عن طريق صب مادة التهابية في الأكياس الهوائية الموجودة في قاع الرئتين».
ويقول ويلسون إن هذه الأكياس الهوائية إذا أصبحت ملتهبة، فإن ذلك يتسبب في «تدفق المواد الالتهابية (السوائل والخلايا الالتهابية) إلى الرئتين، وينتهي الأمر بالالتهاب الرئوي الحاد».
وأكد ويلسون أن «الرئتين اللتين تمتلئان بمواد التهابية تصبحان غير قادرتين على الحصول على كمية كافية من الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، وهذا هو السبب المعتاد للوفاة بسبب (كورونا)».
وأشار إلى أن الالتهاب الرئوي الناتج عن «كورونا» يختلف عن أنواع الالتهاب الرئوي الأخرى، وأوضح قائلاً: «معظم أنواع الالتهاب الرئوي التي نعرفها هي بكتيرية وتستجيب لمضاد حيوي، أما ذلك الالتهاب الرئوي الناجم عن (كوفيد - 19) فلم يتم التوصل على علاج محدد له بعد. وما يزيد من خطره هو أنه يميل إلى التأثير على الرئتين كاملتين، بدلاً من التأثير على أجزاء صغيرة فقط».
وأضاف ويلسون أنه بمجرد أن يكون لدينا عدوى في الرئة، فإن أجسامنا تحاول الاستجابة، وتكافح لتدمير الفيروس والحد من تكاثره. إلا أن هذه الاستجابة تضعف في بعض المجموعات، بما في ذلك كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والرئة والكبد والكلى والسكري، ولذلك تعتبر هذه الفئات الأكثر تعرضاً للخطر جراء الفيروس.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.