مع استمرار انتشار وباء «كوفيد 19» حول العالم، تساءل علماء بريطانيون عن سبب الانتشار الانفجاري لعدواه داخل إيطاليا.
وقد أصبح من الجليّ أن عدوى الفيروس تؤدي إلى أخطار كبيرة لكبار السن، في حين لا تظهر الأعراض على كثير من الشباب، وهذا ما يسبب، على ما يبدو، سرعة انتقال العدوى من الشباب إلى الكبار من دون أن يعرفوا أنهم مصابون.
وفي دراسة جديدة نشرت بمجلة «ديموغرافيك ساينس» المعنية بدراسات السكان، قال باحثون في جامعة «أكسفورد» البريطانية إن مشكلة إيطاليا مشكلة مزدوجة؛ فمن جهة تعدّ إيطاليا الدولة الثانية الأعلى في نسبة السكان الكبار في السن، ومن جهة أخرى فإن الشباب فيها يختلطون دوماً بأقاربهم الأكبر سناً، مثل أجدادهم.
وأضاف الباحثون أن «دراسة عادات السكان ستتيح للعلماء فهم سرعة انتشار العدوى، خصوصاً أننا نشهد بدايات انتشار الجائحة العالمية لهذا المرض».
وتبلغ نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً في إيطاليا 23 في المائة، مقابل 16 في المائة بالولايات المتحدة. وقالت جنيفر بيم داود، الباحثة في علوم السكان والوبائيات بالجامعة والتي قادت الدراسة، إن «كثرة المعمّرين وطول الأعمار لعبا دوراً في تغيير البنية السكانية في إيطاليا؛ إذ إن هذا حدث في الواقع بسبب سرعة تدني الخصوبة لدى السكان؛ أي إن كل الأمر (المتعلق بالعدوى) تأثر بحقيقة أن الإيطاليين قللوا الإنجاب، وليس لأنهم يعيشون لأعمار أطول».
وقال الباحثون إن كثيراً من الشباب الإيطاليين يعيشون مع آبائهم وأجدادهم في ريف ميلان (وهي المدينة الرئيسية شمال إيطاليا الأكثر تعرضاً لعدوى الفيروس) وينتقلون بوسائل النقل للعمل في المدينة. ولذا؛ فإنهم يفترضون أن ذلك زاد من حدوث عوامل انتشار العدوى «الصامتة» من الشباب إلى كبار السن.
ولا يعرف العلماء على وجه التحديد لماذا تتضاعف الإصابات لدى كبار السن؛ إلا إنهم يعتقدون أنهم يمتلكون جهازاً تنفسياً أضعف من الشباب، مما قد يقود إلى إصابتهم بمرض «ذات الرئة» الشديد. أما إصابات الأطفال الأقل، فيرجح بعض الخبراء أنهم يمتلكون جهازاً تنفسياً «نقياً» لم تَعْتَرِه أي مشكلات ولم يتعرض إلى أي التهابات.
وقال باحثو «أكسفورد» إن الحلول العاجلة تتطلب «الفصل أو الابتعاد الاجتماعي» بين الأشخاص لتدارك انتشار العدوى.
وأثارت الدراسة بعض الجدل؛ إذ أشار بعض الخبراء إلى أن اليابان التي تصل نسبة المعمرين وكبار السن فيها إلى 28 في المائة، لم تشهد سوى 814 حالة إصابة حتى يوم 16 مارس (آذار) الحالي، و24 وفاة بالفيروس، مقارنة بإيطاليا التي سجلت فيها 24747 إصابة و1809 وفيات، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.
لماذا تضررت إيطاليا أكثر من غيرها بـ «كورونا»؟
باحثون في «أكسفورد»: الشباب يصابون بالفيروس من دون أعراض وينقلونه إلى كبار السن
لماذا تضررت إيطاليا أكثر من غيرها بـ «كورونا»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة