تفوق لافت للحراس السعوديين في الدوري

المعيوف والجدعاني والمسيليم على رأس القائمة

ياسر المسيليم (الشرق الأوسط)
ياسر المسيليم (الشرق الأوسط)
TT

تفوق لافت للحراس السعوديين في الدوري

ياسر المسيليم (الشرق الأوسط)
ياسر المسيليم (الشرق الأوسط)

يعتبر حارس المرمى نصف الفريق، والعنصر الأهم بين بقية اللاعبين على البساط الأخضر؛ حيث تتكسر بين قفازيه أحلام المنافسين، فحراس المرمى لا يدافعون عن نظافة الشباك فحسب، بل أسود يحمون كبرياء قلاع أنديتهم من الاهتزاز، ولا تصعد الأندية لمنصات التتويج سوى بوجود حارس مميز يقف بين الخشبات الثلاث، ولئن مركزه حساس، فقدره أن تكون هفوته كلفتها مرتفعة على فريقه، ومن الصعب أن تغتفر، وإن أبدع طوال اللقاء! غير أن لغة الأرقام والإحصائيات دائماً ما تنصفهم، على الرغم عما يتقاضونه من رواتب شهرية وعقود سنوية تعتبر الأقل بين زملائهم بالفريق.
وكان كثير من الحراس في المنافسات السعودية، خلف الإنجازات، وتحقيق طموحات عشاق ومحبي أنديتهم، وعلى العكس تماماً كان منهم من تراجع مستواه، وتسبب في تراجع فريقه على سلم الترتيب، والابتعاد عن المنافسة على البطولات، حتى وجد نفسه خارج خيارات الأجهزة الفنية في القائمة الأساسية، وحبيساً في دكة البدلاء، سواء على مستوى الحراس المحليين أو الأجانب في دوري المحترفين السعودي، فمنهم من قاتل للاحتفاظ بخانته، وكان له ما أراد، وآخرون واجهوا صعوبة بالغة في حماية الشباك والدفاع عن ألوان فريقهم، فكانوا أول المبعدين.
وشهد هذا الموسم تفوق الحارس المحلي في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي على الحارس الأجنبي؛ حيث يذود عن شباك أصحاب المراكز الخمسة الأول حراس محليون، يتقدمهم عبد الله المعيوف حارس الهلال متصدر الترتيب، وعبد الله الجدعاني حارس الوحدة الذي يقف في المركز الثالث، وياسر المسيليم حارس الأهلي في المركز الرابع، وقبله محمد العويس أبرز الغائبين بداعي الإصابة، وحلّ الفيصلي في المركز الخامس، ويقف في مرماه مصطفى ملائكة، ومن بين هذا الخماسي أجنبي وحيد يدافع عن ألوان النصر، وهو الأفضل على القائمة.
حارس النصر الأسترالي بردالي جونز واصل تميزه للموسم الثاني على التوالي في حماية عرين الفريق العاصمي، ويعتبر الأقل بين حراس المرمى استقبالاً للأهداف؛ حيث لم يلج مرماه سوى 16 هدافاً منذ بداية المسابقة، والأعلى في نسبة الحفاظ على شباكه نظيفة في 10 مباريات في الـ22 مباراة الماضية، وكان لتوهجه في القسم الأول من الدوري دور في تصدر فريقه جدول الترتيب؛ حيث لم يلج مرماه سوى 6 أهداف.
بيد أن الدور الثاني شهد تراجع أداء الأسترالي، وقبل 10 أهداف في 6 مباريات، هدف من ضمك، ومثله من الفتح، وهدفان من الشباب، ومثلها من الأهلي، قبل أن يستقبل 3 أهداف في مباراة الفيصلي، قبل الأخيرة، التي خسرها فريقه، وهي المرة الأولى الذي يقبل النصراويون 3 أهداف هذا الموسم، ما تسبب في خسارة النقاط وتراجعهم لوصافة الترتيب بفارق نقطي كبير عن الهلال المتصدر، ولم يحافظ الأسترالي على شباكه نظيفة في القسم الثاني سوى في مباراة وحيدة أمام الحزم، انتهت بهدفين نظيفين للنصر.
ويزاحم الوطني عبد الله المعيوف الأسترالي برادلي جونز على الأفضلية، إذ لم يستقبل حارس متصدر الترتيب سوى 19 هدفاً، واستبسل في الذود عن شباك نظيفة في 7 مباريات، وعلى العكس تماماً من حارس النصر، شهد القسم الثاني تألق حارس الهلال، ولم يلج مرماه سوى 3 أهداف، وحافظ على نظافة شباكه في 402 دقيقة على التوالي، ولم يتلق أي هدف خلال 4 مباريات على التوالي، في لقاء الفيحاء والاتفاق والاتحاد والتعاون، قبل أن تهتز شباكه في مواجهة ضمك الأخيرة.
كما دخل هذا الموسم عبد الله المعيوف التاريخ من أوسع أبوابه، وسجل اسمه من بين الحراس الذين استطاعوا التسجيل في الدوري السعودي للمحترفين، بعدما قاد فريقه لانتصار مثير مطلع القسم الثاني على ضيفهم الرائد، واستطاع المعيوف التصدي لركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من اللقاء، ليبقي على تقدم فريقه، 2 - 1 قبل أن يتحصل فريقه على ركلة جزاء في الرمق الأخير، ويتقدم لها وينفذها بنجاح، كما أسهم بشكل لافت في تتويج فريقه ببطولة دوري أبطال آسيا، قبل أن يجدد الهلاليون عقده 3 مواسم مقبلة.
وعلى الرغم من وجود 10 حراس أجانب في الدوري السعودي للمحترفين، فإن مصطفى ملائكة حارس الفيصلي استطاع التفوق عليهم، فلم يلج مرماه سوى 26 هدفاً في الجولات الـ22 التي شارك فيها بصفة أساسية مع فريقه، كما حرم المنافسين في 7 مباريات من الوصول لمرماه، وكان خلف تفوق فريقه في كثير من المباريات، آخرها تألقه أمام النصر، وصيف المتصدر، وتصديه لأهداف محققة؛ حيث يعتبر من أكثر اللاعبين في التصدي لأهداف محققة.
وسيبقى هذا الموسم راسخاً في ذهن ملائكة، وفي أذهان محبي وعشاق الفيصلي؛ حيث أحرز ملائكة هدفه الأول في تاريخه الرياضي، وأنقذ فريقه من خسارة محققة، حينما حوّل كرة رأسية في الوقت بدل الضائع في شباك الفتح، وأحرز هدف التعديل لينضم إلى المصري عصام الحضري حارس التعاون سابقاً، وعبد الله المعيوف حارس الهلال، المسجلين في الدوري السعودي، لكن ملائكة أحرز هدفه من كرة رأسية، بعكس الحضري والمعيوف من نقطة الجزاء.
ويقابل تألق هذا الثلاثي تراجع حراس آخرين، ويعد الجزائري فاروق بن مصطفى من أكثرهم؛ حيث استقبل في مواجهتين في القسم الثاني 9 أهداف؛ 5 من الاتحاد و4 من النصر، بعدما كان الأفضل في الموسم الماضي، وشهدت فترة الانتقالات الشتوية استغناء العدالة وضمك والوحدة عن الحراس الأجانب لتواضع أدائهم، كما لحق بهم الفتح الذي «ركن» حارسه الكرواتي ماكسيم كوفال على دكة البدلاء، بعد النتائج المخيبة التي رمت الفتح في مركز متأخر على سلم الترتيب، قبل أن يستعين الجهاز الفني بالوطني الشاب حبيب الوطيان، ومع الأخير تحسنت نتائج الفريق، وهو ما ينطبق على العدالة الذي اعتمد على الوطني علي المزيدي للهروب من شبح الهبوط.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».