داليا ضو... تسلط الضوء على إرث تاريخي عُمره نحو 90 عاماً

المصممة داليا ضو  -  خاتم «فينكس»  -  من مجموعتها «فينكس»
المصممة داليا ضو - خاتم «فينكس» - من مجموعتها «فينكس»
TT

داليا ضو... تسلط الضوء على إرث تاريخي عُمره نحو 90 عاماً

المصممة داليا ضو  -  خاتم «فينكس»  -  من مجموعتها «فينكس»
المصممة داليا ضو - خاتم «فينكس» - من مجموعتها «فينكس»

أبصرت الماركة النور في السوق الطويلة في بيروت مع جورج ضو في عام 1930، وفي عام 1964 تمّ افتتاح أول محل للماركة من قِبل ابنه في باريس، لتبدأ رحلة نجاح عنوانها الفخامة والرقي، ولتصل إلى العائلة المالكة في الأردن وتصنّف كمجوهرات ملكيّة. وبعد عام تقريباً من هذا التاريخ، تمّ تقديم قطعة من مجوهرات ضو إلى الملكة إليزابيث، لتزيّن لاحقاً المشاهير والأميرات ونساء المجتمع المخملي مثل بريجيت باردو والأميرة غريس دو موناكو.
تواصل اليوم داليا ضو، وهي من الجيل الثالث للعائلة، كتابة حكاية بدأت في ثلاثينات القرن الماضي. وعن هذه المسيرة التي يناهز عمرها 90 عاماً تقول: «يعود تاريخ قصة Daou Jewellery إلى ثلاثة أجيال. في الثلاثينات من القرن الماضي مع جدي جورج، ثم أكمل والدي المشوار في الستينات والسبعينات، حيث قدّم تصاميم استثنائية سبقت عصرها في ذلك الحين، وجذبت أجمل النساء وأكثرهنّ رقّياً وتميزاً».
استناداً إلى هذا الإرث، قرّرت داليا إكمال المسيرة من خلال إطلاق مجوهرات Daou في لندن، محافظةً على القيم الأصلية التي ارتكزت على تخطي كل الحدود في التصاميم الفنيّة، والعمل بدقّة عليها، والتسلّح بالشغف القوي. وتلفت داليا إلى أنّ تأثرها بجذورها عميق وبالغ الأهمية ويعكس رابطاً وثيقاً، مشبّهة نفسها بالبذور التي تنمو من الشجرة وتتفرّع منها محافظةً على حمضها النووي. ورداً على سؤال عما أضافته إلى دار المجوهرات الخاصة بعائلتها، تشير إلى النفحة العصريّة المناسبة لنمط الحياة الذي تعيشه المرأة اليوم، وتلفت إلى أنّ أفكارها تعكس معنى «النور» في استيحاء من اسم العائلة «ضو»، حرفياً وعاطفياً. وهذا تُظهره من خلال الألوان والأشكال، وأفكار مستلهمة من عجائب العلوم، مع إلهام منبعث من تراث الدار.
ورثت داليا عن عائلتها التفاني في حب الفن والمجوهرات، وتعلمت أنّه كما أن هناك بعض الثوابت في المفاهيم الثقافية للاتجاهات والأساليب، كذلك ثمة بعض الأشياء التي تشكّل عناوين دائمة للمجوهرات الراقية، كما اقتدت بهم في عدم الخوف أبداً من الوصول إلى الجيل الجديد، ومن تقديم التصميم المبتكر والمثير للدهشة حتّى ولو كان سابقاً لأوانه. أما ما تريد إضافته هي شخصياً إلى العلامة التجارية، فهو جعل التصاميم قابلة للارتداء والاستمتاع بها لأجيال طويلة لا لموسم محدد، وحرصها على جودة القطعة، وصولاً إلى خدمة ما بعد البيع. إلا أنّ تقدير داليا ضو لتراث عائلتها لا يمنعها من الاعتراف بأنّه يشكّل تحدياً كبيراً بالنسبة إليها، كما هي الحال مع أي عمل جديد تقوم به من أجل المحافظة على الصورة المثالية وخلق بصمة خاصّة بها. وتلفت المصممة إلى أنّ ما يميّز مجوهرات الدار عن غيرها من العلامات التجارية العالمية أنّها مزيج من التراث والإلهام والتفكير الذي تختزنه في كل تصميم.
من جهة أخرى، يصعب على داليا اختيار قطعة مجوهرات مفضلة لديها، لأنّ كلاً منها عبارة عن مغامرة تخوضها، إلا أنّها تلفت إلى خواتم مجموعتين هما Phoenix وSunset Sunrise التي رسمت فيها الأحجار الكريمة بتصميمات تفتخر بها. وعن مجموعاتها الجديدة تقول: «تعكس المجموعة إعادة الإحياء والمرونة والندرة والأنوثة، حيث إنها مستوحاة من الأشكال الرائعة لطيور الجنة، ونار طائر الفينيق الأسطوري الذي يوحي بلهيب الخفقان وحركة الريش. وقد استخدمت فيها الأحجار الكريمة الملونة والأوبال الجميل والماس. وهي جميعها تعكس رسالتي في التصميم المرتكزة على الضوء».
تصف داليا فوزها بجائزة «أحسن مصمم صاعد» في المملكة المتحدة بإحدى أهم المراحل في حياتها. وترى أنّ إنشاء قطع مرغوبة ومحبوبة من المجوهرات هو في حد ذاته مكافأة تُشعرها بالسعادة. ولا شكّ أنّ سعادة النجاح هي لحظات لا تُنسى أبداً. ويظل لقاؤها مع الملكة إليزابيث الثانية خلال أسبوع الموضة في لندن في فبراير (شباط) 2018، من أجمل هذه اللحظات. فلقاء صاحبة الجلالة –حسب داليا- والتحدث معها عن مجوهراتها شرفٌ كبير جداً، خصوصاً حين أثنت على تصميم خاتم Sunset Sunrise وهي التي لديها قطعة خاصة منه من تصميم والدها.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.