«السينما المنزلية» والمطبخ يجدان حضورهما في العزلة الإجبارية السعودية

اختصاصية اجتماعية: ننصح بالبعد عن متابعة الأخبار وتقوية التواصل الأسري

مع إغلاق المطاعم زاد إقبال السعوديين على الطبخ المنزلي (غيتي)
مع إغلاق المطاعم زاد إقبال السعوديين على الطبخ المنزلي (غيتي)
TT

«السينما المنزلية» والمطبخ يجدان حضورهما في العزلة الإجبارية السعودية

مع إغلاق المطاعم زاد إقبال السعوديين على الطبخ المنزلي (غيتي)
مع إغلاق المطاعم زاد إقبال السعوديين على الطبخ المنزلي (غيتي)

ماذا يفعل السعوديون في بيوتهم هذه الأيام؟... سؤال كبير تتنوع أجوبته ما بين مشاهدة الأفلام ومتابعة الأخبار وقراءة الكتب وممارسة الرياضة، حيث جاء هذا الرباعي في قائمة أعلى اهتمامات مجموعة من السعوديين الذين سألتهم «الشرق الأوسط» عن سبل تزجية وقتهم في ظل العزلة الاضطرارية المؤقتة تحرزاً من فيروس كورونا.
وتقفز أسئلة من نوع «ماذا تقرأ؟ أي فلم تشاهد؟» على رأس أكثر الأسئلة تداولاً بين السعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي هذه الفترة، خاصة بعد أن أوصت وزارة الصحة السعودية بضرورة البقاء في المنازل والابتعاد عن التجمعات، الأمر الذي فتح شهية السعوديين لاغتنام هذه الفرصة في إيجاد بدائل تجعل مهمة الجلوس في البيت أكثر متعة.
عن يومياتها، تقول ابتسام محمد، وهي طالبة بكلية الطب في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام: «في البداية كنت أشعر بالملل، لكن صنعت لنفسي روتيناً وسرت عليه، فحين أستيقظ أمارس اليوغا ثم أتابع محاضراتي بنظام التعلم عن بعد، فالدراسة تستغرق الكثير من وقتي، وفي المساء أسهر على أفلام ومسلسلات شبكة (نتفليكس) على الإنترنت».
وللقراء في إجازة «كورونا» طقوس مختلفة، إذ تقول زينب الخليفة، وهي ناشطة مهتمة بالقراءة: «منذ اليوم الأول وضعت قائمة بالكتب التي أنوي قراءتها، فبدأت برواية (الجريمة والعقاب) للروائي الروسي دوستويفسكي، لأنها من جزأين وتقارب الألف صفحة». وتوضح زينب الخليفة أنها لمست إقبال الشبان والفتيات في المنصات الاجتماعية على تبادل توصيات الكتب ومراجعاتها.
وأعلنت مجموعة من أندية القراءة والملتقيات الاجتماعية أنها ستعقد اجتماعاتها هذا الشهر إلكترونياً، نظراً لمنع التجمعات هذه الفترة، عبر تطبيق «زووم» وغيره من البرامج الاحترافية التي تسهل عقد الاجتماعات من خلال شبكة الإنترنت. في حين نشطت إعلانات الدورات الإلكترونية التي تنصح الأفراد باستثمار هذه الفترة بالتدرب والتعلّم عن بعد، وهو خيار يجد فيه البعض متعة. وترى نجوى فرج، وهي اختصاصية اجتماعية في مستشفى قوى الأمن بالرياض، أن هذه الأيام هي فرصة لتقوية أواصر الأسرة واقتراب الفرد من أهل بيته في مشاركتهم المهام ومتابعة تعليم الصغار والاجتماع في مكان واحد. وتضيف: «الجانب الإيجابي في الأمر أن الناس زاد وعيها الصحي وعادت إلى الأكل المنزلي، وتركت هوس الاستهلاك الذي كانت تعيشه».
وتؤكد فرج خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة اغتنام هذه الإجازة الاضطرارية المؤقتة بما يفيد، قائلة: «اتباع التعليمات الصحية مهم وبث التفاؤل بين الناس مهم أيضاً»، ناصحة بالتخفيف من متابعة الأخبار واستثمار الوقت بزيادة الاهتمام الأسري وتعلم مهارات جديدة ومراجعة الذات وتطويرها.
ومع قرار إغلاق المطاعم والمقاهي مؤقتاً الذي اتخذته السعودية تحرزاً من فيروس كرونا، زاد إقبال السعوديين على الطبخ المنزلي، الأمر الذي جذب مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي لعرض وصفاتهم وصور المأكولات التي طهوها، وكذلك الأشخاص الاعتياديين الذين أظهروا مواهبهم في الطهي وجذبتهم فكرة تصوير طبخاتهم وعرضها ضمن حديثهم عن طقوسهم هذه الفترة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.