باستطاعتك رؤية تأثير فيروس «كورونا» من الفضاء

الأقمار الصناعية ترصد وجود زيادة في عدد السيارات أمام مصانع الأدوية ومعقمات الأيدي

عمال في مصنع عطور كريستيان ديور في باريس يقومون بصنع معقمات لليدين سيتم منحها للمستشفيات الفرنسية (أ.ف.ب)
عمال في مصنع عطور كريستيان ديور في باريس يقومون بصنع معقمات لليدين سيتم منحها للمستشفيات الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

باستطاعتك رؤية تأثير فيروس «كورونا» من الفضاء

عمال في مصنع عطور كريستيان ديور في باريس يقومون بصنع معقمات لليدين سيتم منحها للمستشفيات الفرنسية (أ.ف.ب)
عمال في مصنع عطور كريستيان ديور في باريس يقومون بصنع معقمات لليدين سيتم منحها للمستشفيات الفرنسية (أ.ف.ب)

إن تأثير فيروس «كورونا» على الاقتصاد العالمي لا يمكن رؤيته من خلال منصات المعاملات التجارية فحسب، بل من الفضاء أيضا. فالبيانات التي ترسلها الأقمار الصناعية من مدار كوكب الأرض والمزودة بأجهزة استشعار تعمل على تغذية مصانع التعلم الآلي التي تديرها شركات مثل «أوربت إنسايتس».
كذلك توفر شركة «بالو ألتو» المعنية بعلم البيانات معلومات استخبارية عن كل شيء بدءاً من إنتاج النفط وإزالة الغابات إلى مختلف العملاء، بما في ذلك مطورو العقارات ومصنعو النفط والمنظمات غير الربحية البيئية، ناهيك عن صناديق التحوط.
ويعمل محللوهم حاليا على إظهار أدلة على كيفية تسبب وباء (كوفيد 19) في تدفق البضائع والأشخاص في جميع أنحاء العالم.
وإذا أخذنا شركة «تاي شول إندستريال» الكورية الجنوبية لإنتاج قطع غيار السيارات كمثال، بحسب محطة «أوربيتال إنسايتس»، فإن الأقمار الصناعية التي تتحرك في الفضاء حالياً ترصد عدداً أقل من ذي قبل من السيارات في ساحة انتظار موظفي الشركة، وتراصاً للشاحنات خارج أرصفة التحميل، مما يشير إلى أن الإنتاج يتباطأ، وأن البضائع لا يجري شحنها.
وباستخدام رؤية الكمبيوتر، وهي عملية تستمد لوغاريتماتها من الصور الرقمية أو مقاطع الفيديو، فإنه يمكن لمحطة «أوربيتال إنسايتس» تحديد السيارات والشاحنات المنتظرة في ساحة شركة إنتاج قطع غيار السيارات الكورية.
ورغم أن الفيروس قد تسبب في تباطؤ الإنتاج في بعض الأماكن لأن الحكومات تسعى إلى وقف انتشاره، فهناك صناعات أخرى في أجزاء أخرى من العالم تستجيب بمزيد من النشاط.
تحتفظ محطة «أوربيتال إنسايتس» بمؤشر لنشاط كيانات مثل 3M، وهي مجموعة شركات أمريكية تصنع العديد من المنتجات من ضمنها نوع الأقنعة المستخدمة لمنع انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الهواء، حيث يزداد الطلب على هذه الأقنعة، وينهمك المعنيون بالإنتاج في زيادة وتيرة العمل، في الوقت الذي يبحث عنها المستهلكون بشره لحماية أنفسهم. وأفادت الشركة بأنها تكثف عمليات الإنتاج، ومن المؤكد أن أجهزة الاستشعار التي تتبع حركة أقدام الموظفين في منشآتها كل يوم تؤكد ذلك.
ماذا تحتاج أيضاً لمحاربة انتشار الفيروس؟ إن الطلب على معقم اليدين في ازدياد (ذلك على الرغم من أن غسل اليدين بالماء الساخن والصابون يعد فعالا أيضا). ورغم أن حاكم نيويورك أندرو كومو لديه سجناء في ولايته يتولون صناعة البدائل، فإننا نعلم أيضاً أن شركة «جوجو» التي تنتج معقم اليدين ماركة «بوريل» قد رفعت أعداد العاملين في هذا القطاع. فيمكن لمنصة «أوربيتال إنسايتس» تحليل البيانات التي تُظهر عدد الهواتف المحمولة الموجودة في منطقة جغرافية معينة، مما يمكنها من معرفة أعداد الأشخاص في أماكن مثل مصنع «بوريل» الذي يبدو أنه زاد من نوبات العمل نهاية الأسبوع خلال شهر فبراير (شباط).
من ضمن الشركات القليلة التي أفلتت من «حمام الدم» في سوق الأسهم شركة «ريغينرون» المختصة بتصنيع أدوية مضادة للفيروسات تعمل على تطوير علاجها الخاص بفيروس كورونا. ورغم أن بيانات منصة «أوربيتال إنسايتس» بشأن شركة «ريغينرون» ليست تفصيلية مثل البيانات التي جمعتها عن غيرها من الشركات، فقد لاحظ محللوها زيادة كبيرة في أعداد المركبات في ساحة انتظار الشركة مقارنة بالعام الماضي.
منتج آخر تحتاجه عادة لمكافحة العدوى الفيروسية هو خافض الحرارة «أسيتامينوفين» الذي يعد المادة الفعالة المستخدمة في إنتاج عقار «تايلينول». وقد رصدت «أوربيتال إنسايتس» زيادة في نشاط مصنع تصنيع «تايلينول» في بورتوريكو.
في الأسابيع الأخيرة، شهد المصنع قفزة في عدد السيارات في ساحة انتظار السيارات وعدد الشاحنات القادمة لشحن المنتجات النهائية، مما يشير إلى أنه يجري تصنيع المزيد من المسكنات وشحنها لمساعدة المرضى في جميع أنحاء العالم للحصول على بعض الراحة.
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.