قصف من الجيش التركي على مواقع «الوحدات» الكردية شمال سوريا

أنقرة تنشئ نقطتين جديدتين قرب طريق حلب ـ اللاذقية

دورية أميركية بين القامشلي والحسكة في شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
دورية أميركية بين القامشلي والحسكة في شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

قصف من الجيش التركي على مواقع «الوحدات» الكردية شمال سوريا

دورية أميركية بين القامشلي والحسكة في شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
دورية أميركية بين القامشلي والحسكة في شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)

قصف الجيش التركي مواقع كردية شمال حلب، في وقت بدأ العمل على إنشاء نقطتي مراقبة جديدتين في غرب إدلب وسط استمرار التعزيزات التي ترسلها تركيا إلى أرياف المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا.
ودخل رتل عسكري تركي وتمركز بالقرب من بلدة محمبل في ريف إدلب الغربي، أمس (الثلاثاء). وقالت مصادر تركية وأخرى محلية إن أكثر من 10 عربات مصفحة تابعة للجيش التركي على متنها عدد من الضباط تجولت في نقاط عدة بالقرب من البلدة برفقة عناصر من «فيلق الشام» التابع للجبهة الوطنية للتحرير الموالية لتركيا.
وقالت المصادر إن الضباط الأتراك استطلعوا نقطتين في المنطقة من الممكن أن تتمركز فيهما قوات تركية بهدف تعزيز الوجود في المناطق القريبة من طريق حلب - اللاذقية (إم 4) الذي بدأت تركيا وروسيا تجري دوريات مشتركة على جانبيه بموجب اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار الموقع في 5 مارس (آذار) الجاري.
وتواجه الدوريات التركية - الروسية رفضاً شعبياً، وتمت عرقلة أول دورية تم تسييرها يوم الأحد الماضي من جانب بعض فصائل المعارضة السورية الرافضة للتفاهمات التركية الروسية ما جعل روسيا تختصر مسار الدورية.
وواصل عشرات من المدنيين والنشطاء والمسلحين الاعتصام لليوم الخامس على طريق «إم 4» قرب مدينة أريحا وقطع الطريق بالإطارات المطاطية المشتعلة تعبيراً عن رفضهم للاتفاق الروسي - التركي الأخير.
وقامت فصائل تدعمها تركيا بالحفر بالجرافات وإقامة ساتر ترابي لمنع تسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة، وبثت هذه الفصائل مقاطع فيديو تظهر قيام عناصر بالحفر ليلاً.
على صعيد آخر، قصفت المدفعية التركية، المدفعية مواقع تابعة لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محيط مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.
وقامت المدفعية التركية المتمركزة في محيط مدينة أعزاز، الليلة قبل الماضي، بإطلاق عدد من قذائف المدفعية الثقيلة على مواقع «قسد» في مناطق منغ وتل رفعت والمالكية بريف حلب الشمالي، دون ورود أنباء عن حجم الخسائر.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، مقتل عنصرين من قوات «قسد» حاولا التسلل إلى منطقة «درع الفرات» شمال سوريا.
وقال البيان إن عناصر من القوات الخاصة التركية، «حيدت» عناصر أثناء محاولتهما التسلل إلى منطقة «درع الفرات»، التي تسيطر عليها القوات التركية.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن مقتل 6 عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية (أكبر مكونات قسد)، بينهم قياديان في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، إثر عملية وصفتها بـ«النوعية».
وقالت الوزارة إن «جهاز المخابرات التركي توصل إلى معلومة تفيد بعقد قيادات من الوحدات الكردية اجتماعاً بمنطقة تل رفعت فتمت مهاجمتهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.