من الصين إلى لبنان: مصابون يرتمون أرضاً... فهل هو «كورونا»؟

إجراءات مواجهة كورونا مستمرة (أ.ف.ب)
إجراءات مواجهة كورونا مستمرة (أ.ف.ب)
TT

من الصين إلى لبنان: مصابون يرتمون أرضاً... فهل هو «كورونا»؟

إجراءات مواجهة كورونا مستمرة (أ.ف.ب)
إجراءات مواجهة كورونا مستمرة (أ.ف.ب)

ضاعفت الإشاعات ومقاطع الفيديو المتداولة من حالة الهلع، وأضافت إلى عدد المصابين الذين تجاوز التسعين مصاباً، مخاوف إضافية، تراكمت إثر انتشار مقاطع فيديو وبث إشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدّث عن أشخاص تخور قواهم، بسبب إصابتهم بهذا الفيروس، وسط الشارع ويقعون أرضاً فجأة، في مشهد أقرب ما يكون إلى أفلام الرعب.
مقاطع فيديو عدّة تداولها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في هذا السياق، يتكرّر فيها المشهد نفسه تقريباً: شخص يقع على الأرض فجأة وفي بعض الأحيان يعاني من نزف بالأنف.
بعض هذه المقاطع قيل إنه صوّر في شوارع الصين أو في شوارع إيران، ومؤخراً ظهرت مقاطع فيديو لأشخاص يقعون أرضاً فجأة في لبنان، وكان لافتاً وجود بعض عناصر الصليب الأحمر يحاولون تقديم الإسعافات اللازمة، فهل هؤلاء مصابون بـ«كورونا»؟ وهل يعد هذا المشهد طبيعياً في حال انتشار هذا الفيروس؟
يؤكد رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والجرثومية الدكتور زاهي الحلو، أنّ هذه المقاطع وفي حال كانت حقيقية فهي بالتأكيد لا تمتّ بصلة لا من قريب ولا من بعيد إلى فيروس «كورونا» ونتائجه، قائلاً في حديث مع الشرق الأوسط»: «بالطبع (كورونا) جديد على لبنان، ونحن نأخذ كل التطورات الطبية المتعلقة به من الصين، ولم تسجل في الصين هكذا عوارض كأن يقع الشخص بهذه الطريقة التي تصورها مقاطع الفيديو التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي».
ويوضح الحلو أنّ عوارض الإصابة بهذا الفيروس باتت معروفة، أبرزها ارتفاع في درجات حرارة الجسم وضيق بالتنفس، مضيفاً أن الموت غالباً ما يكون بسبب التهاب رئوي حاد، أي اختناق.
وحول مقاطع الفيديو التي قيل إنها من الصين وتحديداً من مقاطعة ووهان التي ظهر فيها فيروس «كورونا» قبل وصوله إلى دول أخرى والتي تُظهر مواطنين صينيين يترنحون ثمّ يقعون أرضاً، يقول الحلو: «لم تصل إلينا من الصين أي معلومات تفيد بهكذا عوارض للفيروس، ولكنّ ممكن للإنسان أن يقع أرضاً في حال الهلع الشديد، فمن الممكن وفي حال صحّت مقاطع الفيديو تلك أن يكون الخوف الشديد سبب الوقوع أرضاً بهذه الطريقة».
وبالعودة إلى ظهور عناصر من الصليب الأحمر اللبناني في مقطعي فيديو من المقاطع المتداولة، يؤكد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، أنّ الأمر لا علاقة له بفيروس «كورونا» إطلاقاً.
كتانة، وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، طلب من المواطنين عدم تصديق ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي ما لم يكن صادراً عن مصدر مسؤول ومعنيّ، موضحاً أنّ الحالتين اللتين نقلهما الصليب الأحمر تعودان لشخصين وقعا أرضاً، واحدة في منطقة المنصورية وأخرى في برج حمود، وليسا لشخصين مصابين بـ«كورونا»، بل بعوارض صحية أخرى لا ترتبط بتاتاً بالفيروس.
ويؤكد كتانة أنّ هاتين الحالتين لم يتم نقلهما حتى إلى مستشفى رفيق الحريري كما يُشاع، طالباً من الناس عدم المشاركة في نشر الإشاعات ولا سيما أنّ الصليب الأحمر يتعاطى مع الموضوع بشفافية كعادته.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».