تستعد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لفرض حالة الطوارئ الوطنية في البلاد، بهدف تسريع إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19).
ويؤدي فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد إلى تفعيل قانون «روبرت ستافورد» الخاص بالإغاثة في حالات الكوارث والطوارئ، لإتاحة المزيد من المساعدة الفيدرالية بالنسبة إلى الولايات والبلديات.
إلى ذلك، أعلنت السلطات في ولاية لويزيانا، أمس، إرجاء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي فيها، والتي كانت مقررة مطلع أبريل (نيسان) لأكثر من شهرين بسبب وباء «كورونا»، لتصبح بذلك أول ولاية أميركية تتخذ قراراً من هذا النوع.
وقال وزير الدولة كايل إردوين، المسؤول عن إجراء الانتخابات في لويزيانا في مؤتمر صحافي: «أعلنت اليوم وجود حال طوارئ». وأمر لذلك بإرجاء الانتخابات التمهيدية من 4 أبريل إلى 20 يونيو (حزيران). ودُعي ديمقراطيون وجمهوريون للمشاركة في الانتخابات التمهيدية الخاصة بكل من الحزبين في هذه الولاية. لكن لها أهمية خاصة للديمقراطيين، في ظلّ تأكيد ترشيح ترمب عن الحزب الجمهوري لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية.
ويشارك ملايين الأميركيين اعتباراً من الثلاثاء في انتخابات تمهيدية للديمقراطيين في أربع ولايات طاولها الوباء، هي أريزونا وفلوريدا وإيلينوي وأوهايو. وحضّ فريق بايدن، بعد إعلان لويزيانا، الناخبين الذين هم بصحة جيدة على المشاركة في الاقتراع.
وكتبت المتحدثة باسمه كايت بيدنغفيلد، أن «التصويت هو في قلب ديمقراطيتنا»، مضيفة: «يمكن لانتخاباتنا أن تنظَّم بشكل آمن كما تبين لنا السلطات الانتخابية التي تعمل بالتنسيق مع السلطات الصحية، في أنحاء البلاد كافة». وقالت: «إذا كان الناخبون يشعرون بأنهم بصحة جيدة، ولا تظهر عليهم عوارض ولا يعتقدون أنهم كانوا عرضة لفيروس (كوفيد – 19)، أرجوا أن يذهبوا الثلاثاء إلى التصويت».
ودعت الناخبين المصابين ومن لديهم عوارض أو من هم معرضون للخطر، إلى التصويت عبر البريد.
من جهتها، أعلنت ولاية نيويورك حالة الطوارئ قبل الإعلان الذي شمل جُلّ البلاد، وسط مخاوف من سرعة انتشار فيروس «كورونا» فيها. وحذّر عمدة المدينة بيل دي بلاسيو، من أن الحياة لن تعود إلى طبيعتها قبل عدة شهور. وقال دي بلاسيو، خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس (الخميس): «إننا ندخل في وضع يشبه الحرب. الساعات الأربع والعشرون الماضية كانت شديدة الواقعية. الليلة الماضية بدا الأمر كأن العالم انقلب رأساً على عقب، خلال بضع ساعات».
وتابع: «سيكون هذا حقاً نوعاً من الثقب في حياتنا، وهو مؤلم. إنه ليس شيئاً نرغب في القيام به على الإطلاق، ولكنه شيء يتعين علينا القيام به. لم يرغب أي منّا في اتخاذ هذا الإجراء، ما لم يكن ذلك ضرورياً بنسبة 100%»، مشيراً إلى أن «هناك استعدادات لنصب الخيام وإقامة وحدات العناية المركزة في مواقف السيارات، إذا أصبح ذلك ضرورياً».
وجاء إعلان حالة الطوارئ بعد أن بلغت أعداد المصابين بالفيروس في المدينة نحو 95 حالة، مع توقعات أن يرتفع العدد إلى ألف حالة، بحلول الأسبوع المقبل. ويمنح إعلان الطوارئ عمدة المدينة سلطة اتخاذ إجراءات صارمة، بما في ذلك فرض حظر التجوال، وتقييد حرية حركة الأفراد داخل أجزاء معينة من المدينة، وإخلاء المركبات أو الأشخاص من الشوارع.
وشدد دي بلاسيو على ضرورة قيام المستشفيات والمكاتب الطبية بإجراء اختبارات على المرضى الذين تظهر عليهم أي أعراض متعلقة بالفيروس، إلا أن الارتباك بين المؤسسات الطبية حول معايير الاختبارات أدى إلى تخوف بعض المصابين ومَن يعانون من أعراض إجراء الاختبارات.
من جهته، أعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، أن الولاية ستحظر كل التجمعات التي تضم أكثر من 500 شخص، بما في ذلك عروض مسارح برودواي. وقال كومو، في سلسة من التغريدات على «تويتر»، مساء الخميس: «نحن نتخذ إجراءات جديدة للحد من كثافة الناس في جميع أنحاء الولاية. ابتداءً من يوم الجمعة الخامسة مساءً، لن يُسمح بالتجمعات التي تضم 500 شخص أو أكثر في نيويورك».
وأضاف في تغريدة متابعة: «بالنسبة لمسارح برودواي في مانهاتن، ستدخل هذه القواعد حيز التنفيذ الساعة الخامسة مساء الجمعة. لقد تحدثنا بالفعل إلى المسارح حول هذه الإجراءات الجديدة واتفقنا». وسيمثل إغلاق المسارح ضربة اقتصادية كبيرة لبرودواي، وللمدينة والولاية بشكل عام.
وبنبرة تشاؤمية، قدّرت وزارة الصحة بولاية أوهايو، أن عدد المصابين في الولاية يتعدى 100 ألف شخص. وقالت مديرة الصحة إيمي أكتون، إنه بالنظر إلى أن الفيروس ينتشر في المجتمع في ولاية أوهايو، فإنها تقدر أن 1% على الأقل من سكان الولاية مصابون بالفيروس. وأضافت، في مؤتمر صحافي يوم الخميس: «نعلم الآن، مجرد حقيقة انتشار المجتمع، أن 1% على الأقل من سكاننا يحملون هذا الفيروس في أوهايو اليوم. لدينا 11.7 مليون شخص. لذا فالرقم يتجاوز 100 ألف، وهذا يمنحك فكرة عن كيفية انتشار هذا الفيروس، وانتشاره بسرعة». وحذرت من أن بطء إجراء الاختبارات يعني أن الدولة ليست لديها أرقام جيدة للمصابين للتحقق منها. وقالت: «تأخرنا في الاختبار، ما أخّر فهمنا لانتشار الفيروس»، مشيرةً إلى أن عدد حالات الإصابة بالفيروس يتضاعف كل ستة أيام.
وأعلنت الولاية إغلاق المدارس لمدة ثلاثة أسابيع وحظر التجمعات الكبيرة التي تضم 100 شخص أو أكثر.
من ناحية أخرى، أعلنت المحكمة العليا في الولايات المتحدة، أنها ستغلق أبوابها أمام الجمهور إلى أجل غير مسمّى وسط مخاوف بشأن الفيروس التاجي. ودخل قرار الإغلاق حيز التنفيذ منذ ظهر الخميس.
يأتي ذلك بعد أن وصلت أعداد المصابين بالفيروس التاجي إلى أكثر من 1300 شخص في الولايات المتحدة، بما في ذلك 10 حالات في واشنطن العاصمة.
وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي يشرف على وحدة متابعة الفيروس، في وقت سابق الخميس، إن الولايات المتحدة يمكن أن تتوقع «آلاف الحالات الأخرى». منذ اندلاع الأزمة، تعرضت إدارة ترمب لانتقادات شديدة بسبب بطء إجراء الاختبارات.
فيما قال الدكتور أنتوني فوسي، أحد كبار المسؤولين في المعاهد الوطنية للصحة، في وقت سابق يوم الخميس، إنه من «الفشل» ألا يتمكن الناس من إجراء اختبار الفيروس في الولايات المتحدة.
«كورونا» يفرض «الطوارئ» على أميركا... ويُبعثر مواعيدها
لويزيانا أرجأت الانتخابات التمهيدية... ومسارح «برودواي» أغلقت أبوابها... وأوهايو تقدّر المصابين لديها بـ100 ألف
«كورونا» يفرض «الطوارئ» على أميركا... ويُبعثر مواعيدها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة