إيران تطلق حملة لإخلاء الأماكن العامة بعد أوامر خامنئي

رجال الإطفاء يقومون بتطهير ساحة ضد فيروس «كورونا الجديد» غرب طهران أمس (أ.ب)
رجال الإطفاء يقومون بتطهير ساحة ضد فيروس «كورونا الجديد» غرب طهران أمس (أ.ب)
TT

إيران تطلق حملة لإخلاء الأماكن العامة بعد أوامر خامنئي

رجال الإطفاء يقومون بتطهير ساحة ضد فيروس «كورونا الجديد» غرب طهران أمس (أ.ب)
رجال الإطفاء يقومون بتطهير ساحة ضد فيروس «كورونا الجديد» غرب طهران أمس (أ.ب)

في خطوة مفاجئة، قالت السلطات الإيرانية إنها تتجه لإخلاء الأماكن العامة في أنحاء البلاد خلال 24 ساعة، وذلك غداة أوامر من المرشد علي خامنئي للأركان المسلحة بتشكيل مقر خاص بمواجهة تفشي فيروس «كوفيد - 19» الذي أصاب أكثر من عشرة آلاف إيراني، حسب الإحصائيات الرسمية.
وقال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، في مؤتمر صحافي، إن اللجنة الأمنية والوزارة الداخلية وحكام المحافظات، سيعملون على تنفيذ «القرار الوطني» بإخلاء الطرق والشوارع والمحلات في غضون 24 ساعة، بهدف مواجهة تفشي فيروس «كورونا المستجد».
ولم يشرح باقري كيفية تنفيذ القرار وماذا كانت السلطات تتجه لفرض الحجر الصحي في المدن. ونفى عضو هيئة رئاسة البرلمان علي رضا رحيمي، تأثر صلاحيات حكومة حسن روحاني بعد خطوة خامنئي، قائلاً إن القوات العسكرية تقدم دعماً لوجيستياً للحكومة.
ولم يصدر أمس، تعليق من حكومة روحاني التي شكّلت لجنة لمواجهة «كورونا» برئاسة وزير الصحة سعيد نمكي. وكان روحاني قد انتقد ضمناً رسالة وجهها نواب إلى خامنئي وتطالب بتغيير رئيس اللجنة وتكليف شخص روحاني.
بموازاة ذلك قالت وزارة الصحة الإيرانية أمس، إن عدد الوفيات ارتفع إلى 514 بعد تسجيل 85 وفاة جديدة جراء الفيروس، في أعلى حصيلة يومية منذ أُعلنت أولى حالات الوفاة في 19 فبراير (شباط).
وأفاد باقري بأنه «خلال الأيام العشرة القادمة، ستتم مراقبة جميع الإيرانيين عبر الفضاء الإلكتروني والهواتف، وإذا لزم الأمر، شخصياً. وسيتم تحديد جميع الأشخاص الذين يشتبه بأنهم مرضى»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال باقري إن القوات المسلحة ستدرّب متطوعين إضافةً إلى عناصر للباسيج لفترة أسبوع لمساعدة طاقم وزارة الصحة. وفي نفس السياق، قالت وزارة الصحة إنها تنظم 52 ألف شخص من موظفي الوزارة ومنظمة الهلال الأحمر والأجهزة الأخرى، لتقديم خدمات إلى من يحملون أعراض الإصابة لخفض عدد الوافدين إلى المستشفيات.
في الأثناء، قال مسؤول في وزارة الصحة الإيرانية عبر التلفزيون الرسمي، إن مجموع الحالات المسجلة للإصابة بالفيروس زاد بما يربو على 1000 حالة إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليبلغ إجمالي الإصابات في البلاد 11364 حالة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إن محافظتي أصفهان وخراسان تشهدان ارتفاعاً في عدد الإصابات بسبب استمرار سفر الإيرانيين. وقالت الشرطة الإيرانية إنها تراقب منافذ المدن ومحطات القطار والمطارات لمنع تنقل المصابين بالمرض.
ولا تزال طهران تتقدم المحافظات الإيرانية في عدد الإصابات. وقالت وزارة الصحة إنها سجلت 303 إصابات، ما رفع عدد المصابين إلى 2976 حالة.
وقال نائب وزير الصحة إيرج حريرتشي، الذي خرج من الحجر الصحي بعد شفائه من الفيروس، إن تفشي الوباء سيستمر حتى منتصف مايو (أيار) في حال لم يتعاون الإيرانيون.
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن عضو لجنة مواجهة «كورونا» في طهران علي رضا زالي، أن اللجنة ستعلن، اليوم، قرارات جديدة بعد اجتماع مع مقر «ثار الله» التابعة لـ«الحرس الثوري» والمسؤولة عن حماية طهران في الأوقات المتأزمة.
وقال مسؤول رفيع بوزارة التعليم لوكالة «إيلنا» إن الوزارة جهّزت نحو 60% من المواد الدراسية للطلاب، مشدداً على منع شبكات «واتساب» و«تلغرام»، وذلك بعد مطالب من المعلمين برفع الحظر عن شبكة «تلغرام» وزيادة سرعة الإنترنت.
وأعلن «الحرس الثوري» وفاة الجنرال ناصر شعباني، النائب السابق لقائد مقر «ثار الله» في طهران، وهو ثاني قيادي من «الحرس الثوري» يلقى حتفه جراء الإصابة بفيروس «كورونا» خلال يومين بعد وفاة العقيد محمود بلارك، نائب قائد مقر «القدس» المسؤول عن حماية شرق البلاد وشقيق حسن بلارك أبرز قيادات «فيلق القدس» في العراق.
وأوعز خامنئي إلى القوات المسلحة، أول من أمس، بتشكيل مركز «صحي» خاص لمواجهة تفشي «كورونا». وعدّ الخطوة مناورة للدفاع البيولوجي «في ظل أدلة على إمكانية الهجوم البيولوجي». وبذلك أعطى خامنئي دفعة لفرضية الهجوم «البيولوجي» التي وردت على لسان مسؤولين إيرانيين واتهموا الولايات المتحدة بالوقوف وراءها.
ورد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، عبر «تويتر» علي خامنئي، قائلاً إن «أفضل دفاع بيولوجي هو إخبار الشعب الإيراني بالحقيقة عن فيروس ووهان متى انتشر من الصين إلى إيران»، لافتاً إلى استمرار رحلات شركة «ماهان إير» المقربة من «الحرس الثوري» والتي تواجه اتهامات بتسيير رحلات إلى الصين، بؤرة الفيروس إضافة إلى «اعتقال من تحدثوا بصراحة»، في إشارة إلى حملة اعتقالات طالت إعلاميين وناشطين في إيران.
وفي هذا الصدد، أوردت قناة صحيفة «إيران تايمز» على «تلغرام» معلومات عن اعتقال الصحافي مصطفى فقيهي، مدير موقع «انتخاب» المقرب من الحكومة، على أثر تغريدة قال فيها، الثلاثاء، إن عدد الوفيات تخطى 2000 حالة.
وتناقلت وسائل إعلام أميركية أمس، صوراً التقطتها الأقمار الصناعية من مقابر جماعية في مدينة قم الإيرانية. وتُظهر الصور التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» لأول مرة، حفراً في مقبرة على الحافة الشمالية للمدينة وخندقين يبلغ طولهما الإجمالي نحو 91 متراً. وذلك بعد أسبوعين من تلاسن وزارة الصحة ونائب مدينة قُم حول 50 وفاة ناجمة عن الوباء.
في شأن متصل، قال النائب عن مدينة شيراز بهرام بارسايي، إن المتهم رقم واحد في تفشي فيروس «كورونا» هي شركات الطيران الإيرانية. وذكر تحديداً، في تصريح لوكالة «إيسنا» الحكومية: «كانت بلادنا، مثل العديد من البلدان الأخرى، خالية من هذا التلوث، لكن إذا أردنا أن نصنّف المتهمين في تفشي (كورونا)، المتهم رقم واحد مَن كانوا سبباً في دخول الفيروس إلى البلد».
وتابع بارسايي قائلاً: «من المؤكد أن منظمة الطيران الإيراني التي لم تمنع الرحلات إلى الصين إلى جانب (ماهان إيران) من بين المتهمين رقم واحد». وتعهد بمتابعة قضية تسيير رحلات شركات الطيران الإيرانية إلى الصين. كما طالب القضاء الإيراني بإجراء تحقيق حول احتكار السلع الطبية في حل عدم عقد اجتماعات للبرلمان.
ووجه نواب ومسؤولين انتقادات لاذعة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، بسبب موقفه الرافض لفرض الحجر الصحي. ودعا عددٌ من نواب البرلمان، حكامَ المحافظات إلى أخذ قرارات بإغلاق منافذ المحافظات، دون انتظار الجهات العليا في البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، أعربت وزارة الصحة عدة مرات عن استيائها من تجاهل الإيرانيين لدعوات البقاء في المنازل وانتقدت حركة التنقل المستمرة داخل المدن وعموم البلاد. ومع ذلك تمسك الرئيس حسن روحاني في آخر ظهور له، الأربعاء، بالتحفظ على الحجر الصحي، رغم مطالب متزايدة في محافظات ومدن متأثرة بفرض الحجر وتقييد الحركة. وقال إن الطرق ستبقى مفتوحة للضرورة بما فيها طرق التنقل بين إيران ودول الجوار.
وقال مفوض وزير الصحة بمحافظة جيلان محمد حسين قرباني، الأربعاء، إن مجلس الأمن القومي رفض طلباً من مسؤولي المحافظة بفرض الحجر الصحي.
وتحول الحجر الصحي إلى سجال في مدينة مشهد مركز محافظة خراسان. وقال عمدة مشهد إن الجهات المسؤولة رفضت مقترحاً بفرض الحجر الصحي. وأضاف أن الخطوة خارج صلاحياته، محذراً من السفر إلى المحافظة في عيد رأس السنة.
كان مكتب المرشد الإيراني قد أعلن عن إلغاء خطابه السنوي بمدينة مشهد شمال شرقي البلاد.
وأعلن بالفعل عدد كبير من المحافظات وقف الخدمات، التي تقدمها سنوياً للإيرانيين الذين يقضون إجازة رأس السنة التي تبدأ في 21 مارس (آذار)، في زيارة مختلف مناطق البلاد. وأعلن عن إغلاق معالم ومتاحف تستقطب الإيرانيين في أيام العطلات.
وقلل خامنئي في البداية من أهمية انتشار الفيروس وعدّ التقارير عن تفشي المرض في إيران خلال الأيام الأولى في سياق «الدعاية» للتأثير على الانتخابات التشريعية. كما قال روحاني في نهاية الأسبوع الأول على تفشي المرض، إن الأوضاع ستكون عادية عند نهاية اليوم العاشر.
ولم يكن روحاني الوحيد الذي رفض الحجر الصحي، بل إن وزير الصحة سعيد نمكي، أيضاً عدّها طريقة تعود إلى الحرب العالمية الأولى.



قائد «الحرس الثوري»: يجب استخلاص العبر... وسوريا ليست مكاناً للتدخل الأجنبي

سلامي متحدثاً خلال مراسم في طهران أمس (دانشجو)
سلامي متحدثاً خلال مراسم في طهران أمس (دانشجو)
TT

قائد «الحرس الثوري»: يجب استخلاص العبر... وسوريا ليست مكاناً للتدخل الأجنبي

سلامي متحدثاً خلال مراسم في طهران أمس (دانشجو)
سلامي متحدثاً خلال مراسم في طهران أمس (دانشجو)

قال قائد قوات «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي إن سوريا تمثل «درساً مريراً لإيران» و«ليست مكاناً للتدخل الأجنبي»، متوعداً إسرائيل بـ«دفع ثمن باهظ»، وذلك في ثالث خطاب له منذ سقوط بشار الأسد وانسحاب قواته من سوريا.

ودعا سلامي إلى استخلاص العبر مما حدث في سوريا؛ في إشارة إلى الإطاحة بنظام الأسد على يد قوى المعارضة، وكذلك القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له سوريا، وقال: «سوريا درس مرير لنا، ويجب أن نأخذ العبرة».

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم بشار الأسد خلال الحرب، ونشرت قوات «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

ودافع سلامي مرة أخرى، عن تدخل قواته في سوريا. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن سلامي قوله، في هذا الصدد، «رأى الجميع أنه عندما كنا هناك، كان الشعب السوري يعيش بكرامة؛ لأننا كنا نسعى لرفع عزتهم».

وصرح سلامي في مراسم تقديم جائزة قاسم سليماني: «لم نذهب لضم جزء من أراضي سوريا إلى أراضينا، ولم نذهب لنجعلها ميداناً لتحقيق مصالحنا الطموحة».

وتطرق إلى الهجمات الإسرائيلية التي طالت مواقع الجيش السوري في الأيام الأخيرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، وقال: «حين سقط النظام السوري، رأينا ما يحدث من أحداث مؤسفة. الصهاينة أصبحوا قادرين على رؤية ما بداخل بيوت أهل دمشق من دون الحاجة إلى أسلحة؛ وهذا أمر لا يمكن تحمله».

وقال: «الآن ندرك أنه إذا لم يصمد الجيش ولم تقاوم القوات المسلحة، فإن البلاد بأكملها قد تُحتل في لحظة»، وأعرب عن اعتقاده بأن «الناس في دمشق يفهمون قيمة رجال المقاومة، ويدركون كم هم أعزاء عندما يكونون موجودين، وكيف ستكون الكارثة إذا غابوا».

وأشار سلامي إلى تصريحات المرشد علي خامنئي بشأن سوريا قبل أيام، وقال: «كما قال قائدنا، فإن سوريا ستحرر على يد شبابها الأبطال، وستدفع إسرائيل ثمناً باهظاً، وستدفن في هذه الأرض».

ورأى أن هذا الأمر «يتطلب وقتاً وصموداً عظيماً وعزماً راسخاً وإيماناً جميلاً»، عاداً ذلك من صفات من وصفهم بـ«الشباب المجاهدين في العالم الإسلامي».

وقال سلامي: «نحن ندافع بحزم عن أمننا واستقلالنا ونظامنا ومصالحنا وتاريخنا وديننا. هذه الأرض ليست أرضاً يمكن للغرباء أن ينظروا إليها بنظرة غير لائقة».

وتحدث سلامي الأسبوع الماضي مرتين إلى نواب البرلمان وقادة قواته. وكان أول ظهور لسلامي الثلاثاء أمام المشرعين الإيرانيين في جلسة مغلقة، لم يحضرها إسماعيل قاآني، مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، ونقل نواب إيرانيون قوله إن إيران «لم تضعف» إقليمياً.

أما الخميس، فقد تحدث سلامي أمام مجموعة من قادة قواته، وقال: «البعض يّروج لفكرة أنَّ النظام الإيراني قد فقد أذرعه الإقليمية، لكن هذا غير صحيح، النظام لم يفقد أذرعه». وأضاف: «الآن أيضاً، الطرق لدعم (جبهة المقاومة) مفتوحة. الدعم لا يقتصر على سوريا وحدها، وقد تأخذ الأوضاع هناك شكلاً جديداً تدريجياً».

وتباينت رواية سلامي مع رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، الذي تحدث بدوره الخميس، عن «الاختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، رغم أنه توقع أن يتمكن «حزب الله» من التكيف مع الظروف الجديدة.

جاءت تصريحات سلامي، الأحد، في وقت ركزت وسائل إعلام «الحرس الثوري» على حملتها في تبرير الوجود الإيراني خلال الحرب الداخلية السورية، وكذلك سقوط نظام بشار الأسد وتداعياته على إيران وأذرعها الإقليمية.

بعد صمت دام أكثر من 48 ساعة من قبل الإعلام الإيراني إزاء الاحتفالات التي عمت سوريا، وخصوصاً دمشق، بسقوط النظام، كما لم تنشر أي من الصحف الإيرانية صوراً على صفحاتها الأولى من الاحتفالات، أبرزت عدد من الصحف في المقابل آثار القصف الإسرائيلي على مواقع عسكرية سورية، وصوراً من كبار المسؤولين في تركيا، والمعارضة السورية.

على المستوى الرسمي ألقت إيران منذ أولى لحظات سقوط الأسد، اللوم على الجيش السوري، وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل في سقوط حليفها.

قاآني خلال تشييع الجنرال عباس نيلفروشان في طهران 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

خالي الوفاض

قال النائب إسماعيل كوثري، مسؤول الملف العسكري في لجنة الأمن القومي، إن «بشار الأسد كان خالي الوفاض ولم يتمكن من كسب رضا الجيش».

وصرح كوثري، وهو قيادي في «الحرس الثوري»، بأن بشار الأسد «فشل في كسب دعم الجيش بسبب افتقاره للموارد وضعف الدعم، ما أدى إلى انهيار الجيش». وأكد أن الاتصال مع إيران استمر حتى اللحظة الأخيرة، لكن بعض المحيطين بالأسد، مثل رئيس الوزراء وبعض قادة الجيش، عرقلوا هذا التواصل.

وأوضح كوثري أن سوريا كانت نقطة عبور وطريقاً مهماً لدعم «حزب الله»، ولكن بعد رفض الحكومة السورية السماح بالدخول، لم تتمكن إيران من التدخل بالقوة. وأضاف أنه خلال فترة «داعش»، دخلت إيران سوريا بناءً على طلب رسمي وساهمت في القضاء على التنظيم، ما حال دون تمدده نحو الحدود الإيرانية.

وتحدث عن الوضع الحالي، مشيراً إلى أن سوريا ما زالت تحت سيطرة «الكيان الصهيوني وأميركا وعملائهم». وبشأن المستقبل، توقع ظهور خلافات «بين القوى التي اجتمعت بأموال أميركية»، مما سيدفع الشعب السوري إلى إدراك الخداع والبحث عن جهات قادرة على تحقيق الأمن وتحسين الاقتصاد.

ملصقات تحمل صورة زاهدي ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي خلال مجلس عزاء في السفارة الإيرانية بدمشق أبريل الماضي (أ.ف.ب)

خسائر «الحرس الثوري»

في سياق متصل، قال الجنرال مهدي فرجي، الذي شارك في الحرب السورية، في حديث لوكالة «فارس»، إن إيران بدأت في إرسال القوات «الاستشارية» منذ 2011، مشدداً على ضرورة «تفسير الأوضاع التي كانت في سوريا حينذاك».

وبرر فرجي وجود إيران بظهور تنظيم «داعش» ومنع وصولها إلى حدود إيران. وأشار إلى دور مسؤول العمليات الخارجية السابق قاسم سليماني، الذي قضى في ضربة أميركية مطلع 2020، وقال: «تنسيق الجيش السوري كان عملاً ذا قيمة كبيرة، حينها لم يكن الجيش السوري ملوثاً إلى هذا الحد، ولكن خلال هذه السنوات العشر، أصبح تأثير العدو على الجيش السوري كاملاً».

كما أشار فرجي إلى الدعم الذي قدمه الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد إلى طهران، في الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات قرن الماضي. وقال: «لقد أرسلت ذخائر بناء على أمر حافظ الأسد»، ونقل عن بشار الأسد قوله: «حافظ الأسد أوصى ابنه بشار قائلاً: طالما أنكم مع إيران، فأنتم موجودون».

وقال فرجي إن الشباب تحت الـ30 شكلوا 90 في المائة من القوات الإيرانية، ونحو 10 في المائة من المحاربين القدامى في حرب الثمانينات؛ في إشارة إلى قادة «الحرس».

وقال إن «الشباب شكلوا أكثر من 90 في المائة من 540 قتيلاً في الدفاع عن الأضرحة».

وهذه أول مرة قيادي من «الحرس الثوري» يشير إلى مقتل أكثر 500 إيراني في الحرب السورية. وهي نسبة أقل بكثير مما أعلنه نائب إيراني الأسبوع الماضي عن مقتل أكثر من ستة آلاف.

وقال النائب محمد منان رئيسي، وهو مندوب مدينة قم، إن إيران خسرت 6000 من قواتها في الحرب الداخلية السورية. وهي أعلى إحصائية يكشف عنها مسؤول إيراني لعدد قتلى القوات التي أطلق عليها مسؤولون إيرانيون اسم «المدافعين عن الأضرحة».

وتعود أعلى إحصائية إلى 2017، عندما أعلن رئيس منظمة «الشهيد» الإيرانية محمد علي شهيدي، مقتل 2100 عنصر من القوات الإيرانية في سوريا والعراق.

ويرفض «الحرس الثوري» تقديم إحصائيات واضحة عن خسائره البشرية والمادية.