إنقاذ وإيواء وإطعام... مشاهد إنسانية على هامش «الطقس السيئ» في مصر

سيارات الدفع الرباعي في أحد شوارع القاهرة  -   فتاة تحمل جرواً أنقذته من من الغرق
سيارات الدفع الرباعي في أحد شوارع القاهرة - فتاة تحمل جرواً أنقذته من من الغرق
TT

إنقاذ وإيواء وإطعام... مشاهد إنسانية على هامش «الطقس السيئ» في مصر

سيارات الدفع الرباعي في أحد شوارع القاهرة  -   فتاة تحمل جرواً أنقذته من من الغرق
سيارات الدفع الرباعي في أحد شوارع القاهرة - فتاة تحمل جرواً أنقذته من من الغرق

تسببت موجة الطقس السيئ الجارية في مصر، في شلّ الحياة في معظم أنحاء البلاد، إذ تم إغلاق الطرق الرئيسية وإيقاف حركة القطارات ومترو الأنفاق، عدة ساعات، ما تسبب في معاناة بعض الفقراء وعابري السبيل والمغتربين في القاهرة، وهو ما قابله بعض المتطوعين بالإعلان عن تقديم خدماتهم للمتضررين.
وفتحت مطاعم بمنطقة وسط القاهرة أبوابها، طيلة ساعات ليل الخميس، لاستقبال العالقين غير المتمكنين من الوصول لبيوتهم بفعل الأمطار الغزيرة، وإطعامهم مجاناً، مع السماح لهم بالمبيت داخلها، وبشقق أخرى، من بينها مطعم في منطقة باب اللوق (وسط القاهرة) أطلق نداءً على صفحته على موقع «فيسبوك» للعالقين والمغتربين قال فيه: «يمكن لأي شخص عالق أو مغترب في منطقة وسط البلد التفضل لتناول شوربة عدس وشوربة خضار وشرب الشاي والاستمتاع بالدفء، ويمكنه الإقامة للصباح حتى يتحسن الجو، وذلك كله بالمجان».
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت منح إجازة رسمية للمدارس والقطاعين العام والخاص، يوم الخميس، كإجراء احترازي لتبعات سوء الأحوال الجوية التي ضربت البلاد، ما جعل غالبية مَن خرج في هذا اليوم في حُكم المضطرين.
وبالقرب من «محطة مصر» للسكة الحديد بقلب القاهرة، كان هناك كثير من المغتربين المتضررين من توقف بعض خطوط القطارات، ففتح أكثر من مسجد ودار تحفيظ القرآن الكريم، أبوابهم للمغتربين لاتقاء أذى الجو المطير، كما أعلنت كنائس حلوان والمعصرة والتبين ومدينة 15 مايو (جنوب القاهرة) فتح أبوابها للمتضررين من الأمطار والإعصار للمشردين في ظل الطقس السيئ الذي تمرّ به البلاد.
وقال إسحاق غالي، المستشار القانوني للأنبا بسنتي، أسقف حلوان والمعصرة ودير الأنبا برسوم العريان، في بيان صحافي، مساء أول من أمس، إنه «تم فتح أبواب الكنائس ومؤسساتها، أمام المشردين، ومَن ليس لهم مأوى، في ظل الأمطار الشديدة».
في الوقت نفسه، قرر عدد من مُلاك سيارات الدفع الرباعي التطوع والنزول في ذروة الطقس المطير، وتكوين قافلة إنقاذ لسحب السيارات العالقة في الأمطار أو المتعطلة، معتمدين على قدرة سياراتهم على تحمل الطقس السيئ، وعدم التأثر بعمق مياه الأمطار على الطرق، وكذلك محاولة إيصال أي عالق في الطريق، حيث كانت المواصلات العامة والخاصة قليلة نسبياً، وعرضوا خدماتهم المجانية على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشروا أرقام هواتفهم لسرعة الوصول إليهم.
عمرو منصور، أحد أفراد فريق قافلة سيارات الدفع الرباعي، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قررنا كأصدقاء إطلاق هذه المبادرة مع بداية الطقس الممطر، يوم الخميس، وقررنا النزول وتشكيل قافلة إنقاذ بسياراتنا، ثم قمنا بإتاحة أرقام هواتفنا على (فيسبوك)، ولم نكن نتوقع أبداً حجم الاتصالات التي وصلتنا طلباً للنجدة، حتى إننا أعلنا مدّ خدمتنا حتى انتهاء حالة الطقس السيئ تماماً، فقد شاهدنا حالات غرق مؤسفة لسيارات، وانتشلنا أصحابها من داخلها، وسيارات أخرى علقت في مداخل وبوابات طرق السفر السريعة، على غرار طريقي (العين السخنة)، و(الإسماعيلية)، التي وصلنا إليها كذلك لإنقاذ أصحابها وسياراتهم».
ويقدم منصور ورفاقه هذه الخدمة بالمجان تماماً، ويقول: «هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بتلك المبادرة، ولكننا سنكررها في حال تكرار مثل هذه الظروف مرة أخرى».
في السياق نفسه، فتح مواطنون مصريون من محافظات مختلفة بيوتهم لاستقبال العالقين، ونشروا أرقامهم على صفحاتهم على «السوشيال ميديا»، ترحاباً باستضافة أي متضرر للمبيت لديهم، وكانت العبارة المشتركة دائماً، هي: «بيوتنا مفتوحة لكم».
وعلى صعيد آخر، لم ينسَ كثيرون المعاناة التي لحقت بحيوانات الشوارع، مثل القطط والكلاب التي وفروا لها الطعام، وأبرزت صفحات «السوشيال ميديا» صورة لفتاة شابة وهي تُنقذ أكثر من جرو صغير كاد يتعرض للغرق، وظهرت الصورة وهي تقوم بتجفيفها وإقلالها في سيارتها الخاصة، وهي في حالة استسلام تام، وقد حصدت صورتها المئات من التعليقات التي اجتمعت على الثناء على «موقفها الإنساني الرحيم»، وفق وصف البعض.


مقالات ذات صلة

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

شمال افريقيا متطوعو الهلال الأحمر الليبي يحاولون إبعاد سيارة عالقة بالمياه في مدينة الزاوية (الهلال الأحمر)

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

أغرقت مياه الأمطار شوارع عديدة في غرب ليبيا، كما طوقت محيط مستشفى ترهونة التعليمي، وعزلت عديد المنازل، وسط جريان أودية وتحذير من «فيضانات محدودة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
بيئة رجل يركب دراجة هوائية في شارع غمرته المياه جنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تقرّ «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» في الظروف السيئة

أقرت الحكومة الإسبانية اليوم (الخميس) «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» لأربعة أيام لتجنب تنقل الموظفين في حال وجود تحذير بسبب سوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق الأجواء الباردة شجعت السكان على التوجه إلى البراري ومناطق التخييم (واس)

موجة باردة مفاجئة تعيد حياة سكان الرياض إلى الأجواء الشتوية

شهدت العاصمة السعودية الرياض، ومعظم المناطق الوسطى من البلاد، تغييراً مفاجئاً في طقسها.

بدر الخريف (الرياض)
الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».