لم تعد روما تلك المدينة المفعمة بالحياة... المدينة التي لا تصمتُ فيها الأغاني؛ من دور الأوبرا، والمطاعم الكبيرة والصغيرة التي تتعدَّدُ وتتنوَّعُ؛ من المسماة «الطاولة الساخنة»، ومطاعم الأسماك، وقطع اللحم المشوي الكبيرة... «الفيورنتينا»، ومتاجر الألبسة، وأنواع الأحذية، والعطور... كل ذلك غائب اليوم عن روما مدينة الحياة والجمال.
أصدر جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء، قراراً بإغلاق كل إيطاليا لمواجهة الحرب الصامتة التي شنَّها فيروس العصر؛ «كورونا»، على الدنيا، ودفعت إيطاليا فيها مئات الضحايا. أُقفلت جميع المحال باستثناء الصيدليات وأسواق المواد الغذائية. امتلأت المستشفيات بالمصابين بالفيروس. استدعت الحكومة الأطباء المتقاعدين وطلبة الامتياز بكليات الطب للالتحاق بالمستشفيات. الفيروس طال رئيس أركان الجيش الإيطالي الجنرال فارينا، وكذلك رئيس إقليم اللاتسيو الذي تقع فيه روما العاصمة، وزعيم الحزب الديمقراطي المشارك في الحكومة، زنغاريتي. لكن الفيروس الرهيب يندفع بقوة في كل أنحاء البلاد.
شوارع روما اليوم خالية من عشاقها، ومدينة الأشباح يتحصن أهلها ببيوتهم، في حالة لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
الهلع والأسى رسما ملامح أخرى على الكوليسيو؛ المبنى الروماني التاريخي حيث كانت جولات المصارعة بين أسود بشرية وحيوانية. ذلك الصرح التاريخي المستدير، يطل اليوم على دنياه الرومانية مهجوراً خاوياً من آلاف الزائرين الآتين من كل فجاج الدنيا.
نافورة الحلم «تريفي» التي يهفو إليها العاشقون، ويلقون في مائها العملات المعدنية، حلماً بمستقبل ملون بأطياف زاهية، هي الأخرى مهجورة بلا عشاق وعملات.
روما اليوم في كهف الغياب الجبري، ألقاها فيه فيروس اجتاح إيطاليا من أقصاها إلى أقصاها.
...المزيد
15:2 دقيقه
روما في «معتقل الوباء»
https://aawsat.com/home/article/2177396/%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1%C2%BB
روما في «معتقل الوباء»
- روما: عبد الرحمن شلقم
- روما: عبد الرحمن شلقم
روما في «معتقل الوباء»
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة