«رجل الأناشيد» يهدي لبنان مقطوعة «ماذرلاند»

لفتة تكريمية من ستيف بركات لبلده الأم في مئوية ولادته «كبيراً»

الموسيقي العالمي ستيف بركات يكرم لبنان بنشيد «ماذرلاند»
الموسيقي العالمي ستيف بركات يكرم لبنان بنشيد «ماذرلاند»
TT

«رجل الأناشيد» يهدي لبنان مقطوعة «ماذرلاند»

الموسيقي العالمي ستيف بركات يكرم لبنان بنشيد «ماذرلاند»
الموسيقي العالمي ستيف بركات يكرم لبنان بنشيد «ماذرلاند»

ضمن نغمات شرقية مطعمة بآلات عزف غربية تنساب إلى مسمعك موسيقى أنشودة «ماذرلاند» (Motherland) للموسيقي ستيف بركات. يهديها إلى بلده الأم لبنان كلفتة تكريمية له بمناسبة المئوية الأولى لولادة لبنان الكبير التي يحتفل بها في سبتمبر (أيلول) المقبل.
احتفل ستيف مؤخرا بمرور 30 عاما على مشواره الموسيقي والذي تخلله إنجازات عالمية مثل تقديمه أناشيد عدة بينها «لولابي» لمنظمة اليونيسيف في عام 2009 و«وان مور هارت وان مور دريم» لمركز المعارض الكوري «سايمانغوم» وغيرها لقصر «فرونتيناك» الفرنسي. وها هو اليوم يطل على بلاد الأرز بمناسبة مئوية لبنان الكبير من خلال مقطوعته الموسيقية «ماذرلاند». فستيف بركات هو كندي من أصل لبناني ولكنه بقي متعلقا بجذوره.
«لبنان وطني الأصيل ومن خلال شعبه وانتشار اللبنانيين على الكرة الأرضية استوحيت هذه الموسيقى»، يقول ستيف بركات. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كان من البديهي أن أقوم بهذه اللفتة التكريمية لوطني الأم لأنني أنتمي إلى جذوره وترابه وإلى أجدادي فيه، الذين ساهموا في تغذية شغفي للموسيقى. فلقد آن الأوان أن أرد له الجميل من خلال مقطوعة «ماذرلاند».
وستيف الذي تعاون مع أهم الفرق الأوكسترالية العالمية في أكثر من 500 حفل أقامها في مدن وبلدان عديدة، كان قراره جريئا هذه المرة في مقطوعته «ماذرلاند» عندما طلب من موسيقيين وعازفين لبنانيين أن يشاركوه لفتته هذه. فهو تعاون مع عازف الطبلة روني براك وعازف العود وسام عبد النور ومع عازف الناي جوزف كرم. كما تعاون في هذا العمل الذي يحمل رسالة سلام إلى بلد يعاني من مشكلات كثيرة، مع الأوركسترا الفيلهارمونية لمدينة براغ بقيادة المايسترو البريطاني نيك راين. ولكن لماذا يصبّ كل اهتمامه على تأليف الأناشيد؟ يرد: «برأيي موسيقى النشيد يمكن أن تلامس الناس من كبار وصغار خصوصا أنها مستلهمة من واقع وليست مجرد موسيقى نابعة من خيال.
أريد هنا أن أبرز أهمية التاريخ والواقع اللذين يترجمهما نشيد معين. في البداية كنت أؤلف الأناشيد وفقا لطلبات أتلقاها من منظمات ومؤسسات وبلدان. أما اليوم فصرت أنا من يلهث وراءها لأني أغرمت بها، وزودتني بثقافة كبيرة تتعلق بواقع وتاريخ بلدان ومؤسسات إنسانية. فهذه العلاقة مع الواقع تلهمني لتقديم شروحات عن الحياة ومعانيها على طريقتي وبلغة عالمية يفهمها الجميع ألا وهي الموسيقى».
أما الفيديو المصور لهذه المقطوعة والذي سينفذه على أرض لبنان متنقلا بين طبيعة بلداته فسيوقعه المخرج اللبناني بدري مجاعص. «سأتنقل بين مختلف المناطق اللبنانية لتصوير هذا العمل وليكون بمثابة هدية أقدمها إلى جميع اللبنانيين أينما كانوا. وأتوقع أن أمر أيضا على مسقط رأسي في بلدتي الأم قرب وادي قاديشا لأحييها على طريقتي». يوضح ستيف بركات في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط».
ويرى بركات أن نشيد «ماذرلاند» هو ترجمة موسيقية للشغف والحب الكبيرين الذين يكنهما تجاه بلده لبنان. فصحيح أنه ولد في كندا وترعرع فيها إلا أن عطر لبنان كان يسكنه منذ نعومة أظافره ويصله من خلال قصص والده عنه. «والدي لعب دورا كبيرا في تعلقي بلبنان وهو عرّفني على لبنان الثقافة والشعر من خلال كتب فلسفة وأدب كثيرة وفي مقدمها تلك الموقعة من قبل جبران خليل جبران. وإضافة إلى قصصه التي كنت أصغي إليها باهتمام كان يحدد لنا موعدا أسبوعيا في المنزل للقاء لبنان من زاوية أخرى. ففي كل يوم أحد كنا نجتمع في المنزل حول مائدة غنية بأطباق لبنانية لذيذة. وكل ذلك زرعه في أعماقي وولّد عندي هذه العلاقة المميزة بيني وبين بلدي.
وعندما زرت لبنان لأول مرة في عام 2008 شعرت تلقائيا بأني في بيتي وبلدي وهو شعور لم يسبق أن غمرني في زياراتي لبلدان عديدة». ولكن بماذا فكرت وأنت تكتب موسيقى «ماذرلاند» التي تهديها للبنان؟ يرد: «قصص والدي وسّعت أفكاري وخيالي تجاه لبنان فهو بمثابة أسطورة تربيت عليها ولمستها عندما زرته. فأرضه تمثل الحنين والنوستالجيا لكثيرين من اللبنانيين المغتربين والمهاجرين. ولأني أردت هذا النشيد وسيلة تواصل مع أهل بلدي من مقيمين ومهاجرين استرجعت كل ذكرياتي معه وأنا أكتب هذه الموسيقى».
ستيف بركات أو «رجل الأناشيد» كما يلقبونه لم يرغب أن تمر موسيقاه عن لبنان مرور الكرام فشبّعها بخيال الطفل النهم للالتقاء بحلمه. وبأحاسيس الشاب المتحمس للبوح بحبه لبلده من خلال موسيقى اعتمد فيها خليطا من آلات عزف شرقية وغربية. فبماذا يتميز هذا العمل عن غيره من الأناشيد التي سبق وألّفها؟ يقول: «لقد وضعت فيه كل الحب الذي أكنه لبلدي وكل الأحاسيس الباطنية الجارفة التي تسكنني من خلاله. فالموسيقى برأيي هي وسيلة التقاء. وفي هذا النشيد التقيت مع جذوري وأهلي.
فصحيح أننا لا نختار أصولنا ولا أرضنا، ولكني تمسكت بتأليف هذا النشيد واخترته لفتة تكريمية لبلدي في مئويته الأولى. إنه من أجمل الأناشيد التي ألفتها في حياتي وأنا فخور بوضع هذا النشيد كحلقة وصل وعربون فخر مع وطني، الذي يتمتع بتاريخ طويل غني بانفتاحه على الشرق والغرب. وهو ما دفعني لتلوينه بموسيقى غربية وشرقية معا لترجمة هذا التمازج والثراء والانتشار الذين يحققهما منذ قيام دولته».
وعما إذا كان يفكر بوضع سلسلة من الموسيقات الخاصة بلبنان في المستقبل القريب يقول: «هذا المشروع (ماذرلاند) هو بداية مشوار لعلاقة وطيدة أريد أن أتناولها من زوايا عديدة. ومن الطبيعي أن أفكر بوضع أكثر من مقطوعة موسيقية للبنان لأنني بذلك أبرهن عن استمرارية في علاقتي معه».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.