المعقمات تفرض حضورها على موائد جائزة الأميرة صيتة

أمير الرياض استرعاه «المطهر»... وتركي الفيصل جعلها قصة داخل الحفل في زمن «كورونا»

الأمير فيصل بن بندر في حديث مع الأمير تركي الفيصل
الأمير فيصل بن بندر في حديث مع الأمير تركي الفيصل
TT

المعقمات تفرض حضورها على موائد جائزة الأميرة صيتة

الأمير فيصل بن بندر في حديث مع الأمير تركي الفيصل
الأمير فيصل بن بندر في حديث مع الأمير تركي الفيصل

بمجرد أن أخذ الأمير فيصل بن بندر، أمير منطقة الرياض، موقعه في مقدمة الحضور والمشاركين حفل جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي في دورتها الـ7 في الرياض، أمس، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لفت نظر الحاضرين إمساك أمير الرياض بعلبة «المطهر»، التي كانت تأخذ موقعها هي الأخرى بين أزاهير ومشاعل النور الصغيرة على موائد الحفل، ليشاركه الأمير تركي الفيصل، بالإمساك بعلبة المطهر، باعتبارها العنصر اللافت بالفعل في هذه المناسبة، ليبدأ حوار بين الأميرين عن أهمية مثل هذه الثقافة الواعية في زمن «كورونا»؛ ما يدلّ على الاهتمام الواعي بأهمية الأمر للقائمين على الجائزة، ومواكبة الأحداث بأدبيات تدل على جدية الأمر، وذهب الحديث إلى جعل علبة المطهّر، قصة الحفل، دون أن تنال من صيت الجائزة وتاريخها الثري في العمل الاجتماعي.
لم يكن الأمر يخلو من الطرفة حتى بين عامة ضيوف الحفل، وهم يقدمون علبة «المطهر»، على وجبات وموائد تمهيدية صغيرة كانت قد أخذت موقعها على الموائد وهي تحيط بموقد صغير على نار كهربائية وشموع تسلط أضواؤها الوردية على العلبة موضوع الحفل، بل عدد كبير منهم اكتفى بأن يأخذ معه العلبة ليتأكد أنه في وضع صحي على مدى زمن خروجه إلى وصوله حيث يريد.
في هذه الأجواء المطهّرة، انطلقت فعالية جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث سلم وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس أمناء الجائزة، المهندس أحمد الراجحي، الفائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي في دورتها السابعة لعام 2019 أفراداً وجهات لفروعها الـ4، جوائزهم بحضور عدد كبير من الأمراء والدبلوماسيين، والمهتمين بالعمل الاجتماعي.
قال الأمير سعود بن فهد بن عبد الله بن محمد بن سعود الكبير، عضو مجلس أمناء جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز الاجتماعي، لـ«الشرق الأوسط»، «ليس من شك أن جائزة الأميرة صيتة، أصبحت عنصراً حيوياً في تحفيز العمل الاجتماعي، ولها فاعليات كثيرة، بجانب تكريم الفائزين بالتميز الاجتماعي؛ إذ إن التكريم هو التتويج الأخير للفعاليات».
وأضاف الأمير سعود «هناك مبادرات أخرى كثيرة، منها مبادرة أم الجود في شهر رمضان، حيث بدأنا فيها منذ العام الماضي وستنفذ في هذا العام في رمضان المقبل، وهناك مبادرات أخرى منها بعض المنتديات في نجران وفي البحرين وفي الشارقة وغيرها، ونتطلع للوصول إلى كل مناطق المملكة ونوسع انتشارنا فيها، ومنها الانطلاقة إلى دول الخليج فالعالمية».
وتابع الأمير سعود «في 2020، لدينا أفرع ثابتة في الجائزة الرئيسية، وهذه أقرت بعد دراسة طويلة، من قبل مجلس الأمناء منذ عامين، وفي كل عام نفاجأ بعدد أكبر من المتنافسين، حيث بلغ عددهم هذا العام 600 منظمة وفرد، حيث تمت التصفية من 3 آلاف من المتنافسين، وهذا العدد يعطينا دافعاً بالاستمرارية والتوسع وفق معايير معينة وتخضع لدراسة دقيقة، من قبل مختصين بهذا المجال».
وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية سرد في كلمة له في الحفل الانطباعات التي جلبتها الجائزة قائلاً «يوماً بعد يوم تُبهرك هذه الإنجازات الوطنية التي يحتفل بها هذا الوطن المعطاء في كل جانب من جوانب الحياة وتشعرك بالفخر والاعتزاز، والأكثر فخراً، هذه المسارات المتوازنة والمدروسة في خطط التنمية».
وأوضح، أن العمل الاجتماعي رافد أساسي من روافد التنمية، منوهاً بأنه أصبح علامة فارقة في رقي الشعوب، مبيناً أنه حظي باهتمام خاص من القيادة السعودية، مشيراً إلى أن جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي، مثال لهذا الدعم الذي يهدف إلى ترسيخ مفهوم العمل الاجتماعي والارتقاء به وتكريم رواده عبر جائزة متخصصة باسم إحدى رائدات العمل الاجتماعي الأميرة صيتة بنت عبد العزيز، رحمها الله.
وأضاف، أن جائزة الأميرة صيتة ومثيلاتها ممن تُقدم خدمات اجتماعية مميزة لهذا الوطن الغالي، إنما هم يعملون يداً بيد لتحقيق أهداف منظومة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الرامية لتطوير وتحفيز رواد العمل الاجتماعي عبر مساراتٍ متنوعة، تماشياً مع تطبيق الوزارة لـ«برنامج التحول الوطني» من أجل تحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030».
وتابع «إيماناً من الوزارة بأهمية العمل الاجتماعي كجزء لا يتجزأ من منظومة العمل الاجتماعي، فقد سعت الوزارة وما زالت تسعى إلى تبني كل المبادرات النوعية التي تُسهم في تحقيق رؤية الوطن الطموحة وتحقيق تطلعات القيادة السعودية».
وأكد أن العمل الوطني يشكل ركيزة أساسية للعمل الاجتماعي، ويحظى بدعم الدولة وحرص ولاة الأمر، حفظهم الله، مشيراً إلى أن الوزارة أنشأت المنصة الوطنية للتطوع وماضية قُدماً في تأسيس وتفعيل أقسام إدارة التطوع في القطاع غير الربحي، عبر «مأسسة العمل التطوعي».
ووفق الراجحي، فإن الهدف يتمثل في زيادة الوعي بأهمية الأعمال التطوعية، ومن ثم زيادة أعداد المتطوعين في المملكة ليصل إلى 300 ألف متطوع لعام 2020، ومليون متطوع بحلول 2030 والذي بدوره سيسهم في زيادة القيمة الاقتصادية للتطوع وترسيخ قيمة التطوع في نفوس أبناء المجتمع كقيمة مضافة.
وشدد على أن تكريم الفائزين بالجائزة في دورتها السابعة الذي لم يأت من فراغ بقدر ما أتى من إحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، أثمر عن الإنجازات الخيرة والوطنية في دعم وتكريم رواد العمل الاجتماعي وترسيخ مفهوم العمل الاجتماعي وإدارته كعمل مؤسسي، وتخصيصها موضوع «نحو تحقيق أثر أعمق للعمل الاجتماعي» لهذا العام أحد مستهدفات الرؤية وتوجهاً عاماً تحرص عليه قطاعات الدولة كافة لتحقيق «رؤية المملكة».
من جهته، أوضح الدكتور فهد المغلوث، الأمين العام للجائزة، أن الحديث عن إنجازات الوطن وإسهامات أصحاب القلوب الكبيرة والأيادي البيضاء في خدمة المجتمع هو حديث ماتع وذو شجون، «حديث يقود إلى الفخر والاعتزاز بهويتنا، وحديث يقود إلى الشعور بالأمن والأمان، والاحتفال بالفائزين هو احتفال بوطن غالٍ مميز أنجب هؤلاء الرجال والنساء، وحُقّ له أن يفخر بهم ويُشيد بإنجازاتهم ويُكرمهم بسخاء».
وأكد أن جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي، لم تَعُدْ تقتصر على منح الجوائز، بل أصبحت تهتم بالمبادرات النوعية ذات الأثر المستدام على المجتمع، وتهتم بالمؤتمرات والندوات واللقاءات والمشاركات الاجتماعية والحرص على التعاون مع الكثير من الجهات داخلياً وخارجياً وتوقيع اتفاقيات خدمة العمل الاجتماعي، وترسيخ مبادئه وتطوير أدواته على اعتبار أن تلك الجهات لها بصمات إيجابية ملموسة ومُقدرة على الوطن.
ولفت إلى أن الجائزة تأتي لهذا العام في دورتها السابعة تحت عنوان «نحو تحقيق أثر أعمق للعمل الاجتماعي» لتؤكد حرص الجائزة وإصرارها المتواصل على التماشي مع مستهدفات الدولة وتجويد العمل الاجتماعي وتطويره من خلال منظومة حوكمة شفافة ونزيهة واستدامة وِفْقَ أعلى المعايير.
وتابع المغلوث «تقدم لهذا العام 570 عملاً مرشحاً توزعوا على فروعها الأربعة، انتقل منهم لمرحلة التدقيق 161عملاً، وبعد فرزهم من قبل لجنة التقييم العلمي وصل منهم 22عملاً مُرشحاً، وبعد التحكيم النهائي والزيارات الميدانية للجان التحكيم في مواقع عمل المرشحين والاطلاع على أعمالهم عن كثب وتقييمها، استقر الترشيح على 6 مرشحين أفراداً وجهات هُم من تم اعتمادهم من مجلس الأمناء».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.