هتلر والسينما

هواية الفوهرر المجهولة

هتلر والسينما
TT

هتلر والسينما

هتلر والسينما

عُرف عن هتلر اهتمامه الكبير بالفنون والثقافة بشكل عام، فظهرت الكثير من الدراسات حول الكتب التي قرأها، واهتمامه بالهندسة المعمارية، وولعه المعروف بالمؤلفات الموسيقية، خصوصاً مؤلفات فاغنر الأوبرالية.. ومن المعروف اهتمامه بالرسم وزيارة المعارض، عدا العديد من اللوحات التي رسمها. لكن ليس معروفاً جيداً اهتمامه بالأفلام السينمائية.
كتاب «هتلر والسينما» لبيل نيفن، الصادر عن «دار المدى» بترجمة هيثم لمع، يكشف لنا الكثير عن هذا الجانب، ونعرف منه أن ﻫﺘﻠﺮ كان ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﻣﺤﺎﻳﺪ ﻟﻸﻓﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﺠﺒﻠﻲ، ﺍﻟﺒﺮﺟﻬﻮﻑ. ﻭﻗﺎﻡ ﻫﺘﻠﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﻳﺦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻭﺟﺖ ﻟﺮﺅﺍﻩ ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﻫﺘﻠﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻦ، ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ «ﻛﻔﺎﺣﻲ»: «ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺃﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻭﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺮﺃﻳﻲ، ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺗﺼﻮﻳﺮاً ﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻣﺠﻬﻮﺩاً ﻣﺘﻌﺒﺎً ﻭﻃﻮﻳﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻘراءة».
ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﻮﺑﻠﺰ، ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻫﺘﻠﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ يعطى ﻣﺨﺮﺟﻮ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺃﻓﻼﻡ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺔ، ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪى ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ، ﻛﻲ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻭﻗﻊ ﻣﻤﻜﻦ.
ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ من الكتاب، ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻫﺘﻠﺮ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎصة ﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻷﻓﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪى ﻭﺻﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢ ﻳﺪﺭﺱ الآراء ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮﻝ «ﻓﻴﻠﻤﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀَل». ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻧﻔﺴﻪ، ﺇﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻛﻴﺪﺓ. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﺘﻠﺮ ﻛﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﻟﻸﻓﻼﻡ، ﻳﺮﻛﺰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻓﻼﻡ، ﻭﻳﺪﺭﺱ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻈﺮ ﺃﻓﻼﻡ ﻣﻌينة، ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻨﻊ ﺃﺧﺮى. ويحلل في جانب من الفصل ﺣﺎﻟﺘﻴﻦ ﺗﺪخل ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﻫﺘﻠﺮ ﺗﺪﺧﻼً ﺑﺎﺭﺯﺍً: ﻃﻠﺒﻪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻓﻴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﻗﻄﻊ ﺗﻨﺎﺳﻞ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎصة ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ «ﺿﺤﺎﻳﺎ الماضي»، ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ «ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺿﺪ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ»، ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﻨﻰ ﻫﺘﻠﺮ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﻤﻴﻦ ﻛﻲ ﻳﺮﻭﺝ ﻷﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻧﻈﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﺃﻃﻤﺎﻉ ﺍﻟﺒﻮﻟﺸﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺣﻤﺎﻳﺔ «ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻴﻦ ﻋﻘﻠﻴﺎً ﻭﺟﺴﺪﻳﺎً».
ﻭﻳﻠﻔﺖ ﺍﻟﻔﺼﻼﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻓﻼﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮﺓ ﻃﻠﺐ ﻫﺘﻠﺮ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﻤﺎ ﻟﻴﻨﻲ ﺭﻳﻔﻨﺸﺘﺎﻝ ﻋﻦ تجمعاﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ، «ﻓﻮﺯ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ» 1933، ﻭ«ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ» (1935)، ﻭﻓﻴﻠﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﺓ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻟﻸﻟﻌﺎﺏ ﺍﻷﻭﻟﻤﺒﻴﺔ، «ﺃﻭﻟﻤﺒﻴﺎ» (1938)، ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1933. وﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻓﻼﻡ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻧﻬﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ، وﺩﻋﺖ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﻧﻮﺭﻣﺒﺮﺝ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺣﺘﺸﺎﺩ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ في عامي 1933 و1934 ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻼﺕ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻫﺘﻠﺮ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ هذه ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻋﺒﺮ ﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻭﻛﻤﺎ ﺗﺪﻝ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﻜتاب، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺭﻳﻔﻨﺸﺘﺎﻝ، ﺗﺪﺑﺮ ﻫﺘﻠﺮ ﺃﻣﺮ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺃﻓﻼﻣﻬﺎ، ﺿﺎﻣﻨﺎً ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ. وﺗﻮﺟﺪ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻫﺘﻠﺮ، ﻟﻴﻨﻲ ﺭﻳﻔﻨﺸﺘﺎﻝ، ﺑﻤﻬمة ﺗﺼﻮﻳﺮ التجمع. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣﻨﺘﻘﺪﻭ ﺭﻳﻔﻨﺸﺘﺎﻝ ﻫﻲ ﺃنها ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﻴﻘﺔ ﻫﺘﻠﺮ. ﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺾ ﻟﻠﻨﺎﺯﻳﺔ ﻛﺎﺭﻝ ﺯﻭﻛﻤﺎﻳﺮ، ﻣﻦ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻓﻲ عام 1942، ﺃﻥﹼ ﺭﻳﻔﻨﺸﺘﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﺳﻢ «ﺻﺪﻉ ﺍﻟﺮﺍﻳﺦ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ».
وﻳﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﺻﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﺃﻓﻼﻣﺎً ﻳﻬﻤﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﺳﻤﻪ ﺑﺴﻴﺎﺳﺘﻬﺎ، ﺃﻭ ﺑﺮﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺌﺔ. كما ﻳﻈﻬﺮ هذا ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻛﻴﻒ وُﻇﻔﺖ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻛﻲ ﺗﻐﻤﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻫﺘﻠﺮ ﻭﺻﻮﺗﻪ، وﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺘﻠﺮ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ، الذين، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻤمثلات، ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺣﻠﻮﺍ ﺿﻴﻮﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻬﺮﺍﺕ ﻫﺘﻠﺮ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.


مقالات ذات صلة

ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
كتب سوزان بلاكمور وابنتها أميلي تروسيانكو  أثناء حفل توقيع كتاب "الوعي: مقدمة"

الشبحُ في الآلة

شغل موضوع أصل الأشياء The Origin مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية.

لطفية الدليمي

الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي الراحل كمال سبتي

الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي الراحل كمال سبتي
TT

الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي الراحل كمال سبتي

الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي الراحل كمال سبتي

تصدر قريباً الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي كمال سبتي (1955 - 2006)، أحد أهم شعراء ما عُرف بجيل السبعينات في العراق. متضمنة ثمانية دواوين، مستهلةً بديوان «وردة البحر ـ 1980»، ومختتمةً بـ«صبراً قالت الطبائع الأربع ـ 2006». هنا نص مقدمة هذه الأعمال التي ستصدر عن «دار جبرا للنشر والتوزيع ـ الأردن»، وبالتعاون مع «دار النخبة للتأليف والترجمة والنشر - لبنان».

وقد كتب مقدمة المجموعة الكاملة الشاعر العراقي باسم المرعبي، التي جاءت بعنوان «كمال سبتي... المرافعة عن الشعر» ويقول فيها:

«يحتاج شعر كمال سبتي، بالمجمل، إلى جَلَد عند قراءته، فهو على نقيض الكثير مما هو شائع من تقنيات شعرية تعتمد البساطة والعفوية والمباشرة، مع عدم تسفيه هذه النزعات الأسلوبية، طالما أن الشعر كقيمة وجوهر يبقى مُصاناً، غير منتهَك به. على أنّ إشاحة الشاعر عن مثل هذا الاتجاه ومخالفته، لم يجعل شعره غامضاً أو عصيّاً.

شعر مثقل بالمعنى ومزدحم به، لأنه ذو مهمة توصيلية، وهو يتطلب إصغاءً وإعمال فكر. والقصيدة لدى كمال معمار ذهني - فكري ونفسي، في الآن ذاته، يستمدّ فيها الشاعر مادته من مغاور النفس والسيرة الشخصية، فضلاً عن استثمار راهن التجربة الحياتية، مشظّياً كلّ ذلك في النص، صراحةً أو رمزاً. دون أن يستثني مادة الحلم من استثماره الفني والموضوعي، وهو ما يُتبيَّن أثره في نصوصه، لا سيّما النصوص النثرية الطويلة، المتأخرة، ليتصادى ذلك مع قراءات الشاعر في الرواية أو اعتماده السينما مصدراً مفعّلاً في كتابته الشعرية. وعن هذه الأخيرة قد أشار إلى ذلك الشاعر نفسه في واحد من الحوارات التي أُجريت معه، ليرقى كلّ ذلك إلى أن يكون جزءاً عضوياً من تجربته الحياتية، الذهنية هذه المرة، مُسقَطة بالمحصلة على القصيدة، لتنعكس خلالها حركةً وتوتراً درامياً. وهو ما ينسحب بالقدر ذاته على نزوع الشاعر في سنواته الأخيرة إلى قراءات في التصوف والقرآن والتراث، ما نجمَ أثره بشكل جلي، في مجموعته الأخيرة «صبراً قالت الطبائع الأربع»، وإلى حد ما في المجموعة السابقة لها. وهو فارق يلمسه القارئ، إجمالاً، بين المنحى الذي اتخذه شعر كمال سبتي في السبعينات أو الثمانينات وما صار إليه في التسعينات وما بعدها. وعلى الرغم مما ذهب إليه الشاعر من مدى أقصى في التجريب الكتابي مسنوداً برؤية يميزها قلق إبداعي، شأن كلّ شاعر مجدّد، إلا أنه وبدافع من القلق ذاته عاد إلى القصيدة الموزونة، كما تجسد في كتابيه الأخيرين. وكان لقراءاته المذكورة آنفاً، دورها في بسط المناخ الملائم لانتعاش هذه القصيدة، ثانيةً، وقد بدت محافظة في شكلها، لكن بالاحتفاظ بقدر عال ورفيع من الشعرية المتينة، المعهودة في شعر كمال سبتي، وبدافع من روح المعنى الذي بقي مهيمناً حتى السطر الأخير، لأن الشعر لديه مأخوذ بجدية حدّ القداسة، وهو قضية في ذاتها، قضية رافع عنها الشاعر طوال حياته بدم القلب.

تصدر هذه الأعمال في غياب شاعرها، وهو ما يجعل من حدث كهذا مثلوماً، إذ عُرف عن كمال اهتمامه المفرط بنتاجه وتدقيقه ومتابعته، واحتفائه به قبل النشر وبعده، لأن الشعر كان كل حياته، هذه الحياة التي عاشها شعراً. فكم كان مبهجاً، لو أن مجموع أعماله هذا قد صدر تحت ناظريه.

ولأهمية هذه الأعمال وضروة أن لا تبقى رهينة التفرّق والغياب، أي في طبعاتها الأولى المتباعدة، غير المتاحة للتداول إلّا فيما ندر، ولأهمية أن تأخذ مكانها في مكتبة الشعر، عراقياً وعربياً، كانت هذه الخطوة في جمعها ومراجعتها وتقديمها للنشر. وقد كان لوفاء الصديق، الفنان المسرحي رياض سبتي، لشقيقه وتراثه الشعري، دوره الحاسم في حفظ مجموعات الشاعر، ومن ثمّ إتاحتها لكاتب سطور هذه المقدمة، حين تم طرح فكرة طباعتها ونشرها، إسهاماً في صون هذا الشعر وجعله قابلاً للانتشار من جديد، بما يجدر به».

من المجموعة الكاملة:

«الشاعر في التاريخ»

الرجل الجالسُ في المكتبة

مورّخٌ يكتبُ عن شاعرٍ

الرجل الهاربُ في سيرةٍ

مشرّدٌ في الليل كالليلِ

رغيفهُ باردْ

رغيفهُ واحدْ

عنوانه مصطبة

محطّةٌ مغلقةُ البابِ

الرجلُ الخائفُ في سيرةٍ

يغيّر الشكلَ تباعاً، فمرّةً

بلحية كثةٍ

ومرّةً بشاربٍ، ثمّ مرّةْ

بنصفِ قلبٍ حائرٍ في الطريقْ

يسيرُ فوقَ جمرةٍ، ثمّ جمرةْ

تلقيه فوقَ جمرةٍ، في الطريقْ.