أشتية يعد بتشريعات تضمن المساواة الاجتماعية للنساء

43 أسيرة فلسطينية في يوم المرأة العالمي

فلسطينية في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب قطاع غزة في يناير الماضي (أ.ف.ب)
فلسطينية في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب قطاع غزة في يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

أشتية يعد بتشريعات تضمن المساواة الاجتماعية للنساء

فلسطينية في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب قطاع غزة في يناير الماضي (أ.ف.ب)
فلسطينية في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب قطاع غزة في يناير الماضي (أ.ف.ب)

تعهد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية بإصدار تشريعات تهدف إلى تمكين المرأة، والوصول إلى مساواتها اجتماعياً مع الرجل، في كافة مفاصل العمل الرسمي وغير الرسمي.
وأضاف أشتية، في كلمة مسجلة لمناسبة يوم المرأة العالمي: «إن المرأة الفلسطينية لها دور كبير في عملية التنمية بالمجتمع المحلي». وتابع: «نفخر بما أنجزته المرأة من قضايا متعلقة بالمهن، فهي الطبيبة، والمهندسة، والكاتبة، والريادية، وسيدة الأعمال، وهي المرأة المبدعة، وكل هذا الأمر يدعونا إلى الفخر، ويدفعنا إلى القول إنها بيت القصيد وروح النشيد».
ويصادف اليوم الأحد، الثامن من مارس (آذار)، اليوم العالمي للمرأة الذي يخصص للاحتفال عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.
وهنأ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، المرأة الفلسطينية ومعها جميع نساء العالم، بمناسبة يوم المرأة العالمي، ووصفه باليوم الوطني بامتياز. واستحضر عريقات مراحل نضال المرأة الفلسطينية، عبر وجودها التاريخي الطويل على أرض فلسطين، موجهاً تحية للأسيرات في سجون الاحتلال وأمهات الشهداء، ومعرباً عن إكبار فلسطين لهن، واعتزازها بتضحياتهن من أجل الوصول إلى «إنجاز حقوق شعبنا المشروعة في تجسيد سيادة الدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين، وفقاً للقرار الأممي 194».
كما حيَّت وزارة الخارجية والمغتربين المرأة الفلسطينية، وشددت على أن الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة الأساسية أمام النساء والفتيات الفلسطينيات، فيما يتعلق بإعمال حقوقهن، والنهوض بهن، وتحقيق اعتمادهن على الذات، واندماجهن في تنمية مجتمعهن. كما شددت على ضرورة الوقف الفوري لجميع التدابير التي تتعارض مع القانون الدولي، فضلاً عن التشريعات والسياسات والإجراءات التمييزية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق النساء والفتيات الفلسطينيات، الأكثر تضرراً وتأثراً بسياسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وممارساته العنصرية؛ مثل القتل العمد، والاعتقال الإداري، والترحيل القسري، وهدم المنازل، والاستيلاء على الأراضي، ومنع الوصول للخدمات العامة، كالتعليم والعمل والصحة وغيرها، وتطبيق سياسات وتشريعات تمييزية في القدس الشرقية، وتشتيت العائلات الفلسطينية بشتى الطرق، إضافة إلى إرهاب المستوطنين اليومي ضد النساء والفتيات الفلسطينيات.
وأوضحت الوزارة أنه في عام 2019 قُتلت 9 فلسطينيات و28 طفلاً وطفلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين أصيبت 732 امرأة و227 طفلة في الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) وقطاع غزة. ومنذ 30 مارس 2018 أصيب أكثر من 2000 امرأة و600 طفلة خلال مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة، جراء استنشاقهن للغاز أو إصابتهن بالرصاص الحي أو المطاطي، من قبل قوات الاحتلال.
وبيَّنت الوزارة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كثفت حملات الاعتقال بحق النساء والأطفال الفلسطينيين، وقامت باستجواب المئات، بحيث تقوم باعتقالهن من بيوتهن، أو أماكن عملهن، أو من على مقاعد الدراسة، أو حتى أثناء تأدية العبادات في المساجد والكنائس. وحتى اليوم لا تزال 43 سيدة وطفلة فلسطينية في سجون الاحتلال، في ظل ظروف قاسية ومهينة، وانتهاك صريح لحقوقهن الأساسية، مثل تعرضهن للإذلال والتعذيب الجسدي والنفسي، والتحرش الجنسي، والعزل الانفرادي، والحرمان من الحصول على الخدمات الأساسية، ومنع الزيارات العائلية، والإهمال الطبي الذي تعاني منه معظم الأسيرات؛ خصوصاً الأسيرة إسراء الجعابيص، المعتقلة في عام 2015، بحسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني، أمس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 43 فلسطينية في سجونها. وأوضح نادي الأسير في بيان أن من بين الأسيرات 27 أسيرة صدرت بحقهن أحكام لفترات متفاوتة، أعلاها لمدة 16 عاماً، والتي صدرت بحق الأسيرتين شروق دويات من القدس، وشاتيلا أبو عياد من الأراضي المحتلة عام 1948، ومن بينهن 16 أماً، منهن الأسيرة وفاء مهداوي، والدة القتيل أشرف نعالوة.
وأشار إلى أن من بين الأسيرات 4 هن رهن الاعتقال الإداري، و8 أسيرات جريحات أُصبن أثناء الاعتقال، وأقدمهن الأسيرة أمل طقاطقة من بيت لحم، والمعتقلة منذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2014، ومحكومة بالسجن لمدة 7 سنوات.
وأكد بيان نادي الأسير أن الأسيرات الفلسطينيات يتعرضن لكافة أنواع التنكيل والتعذيب، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل، وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السجون.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».