غريفيث يدعو من مأرب لتهدئة فورية وغير مشروطة واستئناف المشاورات

الحوثيون يصدمون المبعوث بجملة من المطالب قبل وقف التصعيد

جانب من لقاء مارتن غريفيث مع سلطان العرادة في محافظة مأرب أمس (رويترز)
جانب من لقاء مارتن غريفيث مع سلطان العرادة في محافظة مأرب أمس (رويترز)
TT

غريفيث يدعو من مأرب لتهدئة فورية وغير مشروطة واستئناف المشاورات

جانب من لقاء مارتن غريفيث مع سلطان العرادة في محافظة مأرب أمس (رويترز)
جانب من لقاء مارتن غريفيث مع سلطان العرادة في محافظة مأرب أمس (رويترز)

دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، الحكومة اليمنية الشرعية والجماعة الحوثية إلى تهدئة فورية وغير مشروطة والذهاب إلى المشاورات من جديد، فيما رهنت الجماعة تحقيق ذلك بجملة شروط منها: مشاركة الشرعية في عائدات النفط، وصرف الرواتب، وفتح مطار صنعاء، وإلغاء الرقابة على ميناء الحديدة. جاءت دعوة غريفيث التي أطلقها أمس (السبت)، من مدينة مأرب (شرق صنعاء) التي يزورها لأول مرة منذ تعيينه مبعوثاً إلى اليمن، وذلك في سياق مساعيه لخفض الأعمال القتالية بخاصة بعد أن أسقط الحوثيون الأسبوع الماضي مركز محافظة الجوف (مدينة الحزم).
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه المبعوث خلال حوار مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية، إنه مستعد للدعوة إلى محادثات يجلس فيها طرفا النزاع فور تشكيل الحكومة اليمنية الجيدة التي سينجم عنها تشكيل وفد مفاوض من جانب الحكومة اليمنية.
وفيما يخشى المبعوث الأممي من أن يؤدي تصعيد القتال إلى نسف المساعي الدولية لإحلال السلام في اليمن، تتخوف الأطراف الموالية للحكومة الشرعية من أن تكون أي هدنة جديدة فرصة سانحة للجماعة الحوثية من أجل التخطيط لاقتحام مدينة مأرب التي تشكل آخر المعاقل الاستراتيجية للشرعية في المحافظات الشمالية.
ووصف غريفيث، في حديثه للصحافيين بمكتب محافظ مأرب سلطان العرادة، وجوده في مأرب بأنه «مهم للغاية» بالنسبة له، وقال إن اليمن يمر -في رأيه- بمنعطف حرج.
وأضاف: «إما أن نُسكت الأسلحة ونستأنف العملية السياسية، وإما أننا سننزلق مجدداً في صراع واسع النطاق ومعاناة رأيتموها بالفعل هنا في مأرب».
وأوضح أن مأرب كانت منذ بداية الانقلاب الحوثي «ملاذاً لمئات الآلاف من اليمنيين النازحين، سواء من داخل المحافظة أو من أي مكان آخر في اليمن»، كما كانت «جزيرة من الاستقرار والهدوء النسبي وسط جنون الحرب»، حسب قوله.
وفي حين أشار غريفيث إلى وصول آلاف الأسر الأسبوع الماضي، إلى مأرب هرباً من القتال في محافظة الجوف قال إنه «يتعين على الأطراف ضمان أن مأرب ستظل ملاذاً، وألا تصبح البؤرة التالية للقتال والحرب».
وتابع: «يجب أن يتوقف القتال الآن. إن المغامرة العسكرية والسعي لتحقيق مكاسب مناطقية هي أمور لا طائل منها، إلا أنها ستجرّ اليمن فقط إلى سنوات عديدة من النزاع».
واستبعد المبعوث الأممي أن يتمكن أي طرف من كسب الحرب في ساحة المعركة، حسبما أظهرته السنوات السابقة. وقال: «لا يوجد بديل، لا بديل على الإطلاق، عن حل تفاوضي قائم على الاستئناف المبكر للعملية السياسية، ومهمتي هي إرشاد تلك العملية بمساعدة الأطراف في اليمن».
وأوضح أن زيارته لمأرب تستغرق يوماً واحداً، فقط، وأنها تشمل لقاءه «مع السلطات المحلية وزعماء القبائل والمجتمع المدني والنساء والشباب، فضلاً عن اليمنيين النازحين، للاستماع إلى مخاوفهم وللتأكد أن العالم يسمعهم».
وأبدى غريفيث تأكيده أنه ومكتبه «ملتزمون ومتحمسون لجعل الأطراف تقلل من وتيرة الحرب وتخفف من معاناة أهل هذا البلد».
وأضاف: «في الأسبوع الماضي، أطلقت دعوة علنية لتجميد الأنشطة العسكرية. واليوم، أكرر هذه الدعوة إلى التجميد الفوري وغير المشروط وبدء عملية تهدئة شاملة وجامعة وخاضعة للمساءلة. لقد حان الوقت لذلك، حان الوقت بالفعل للأطراف للعمل معي ومع مكتبي لتحقيق ذلك».
وكشف المبعوث غريفيث عن أنه تلقى «ردوداً إيجابية أولية» غير رسمية من الحوثيين والحكومة الشرعية، لكنه شدد على وجوب أن تتحول هذه الردود «إلى إجراءات فورية على أرض الواقع».
وفي أول تعليق للجماعة الحوثية المنتشية بالتقدم الميداني الأخير في محافظة الجوف، اشترط مشرف الجماعة المعيّن نائباً لوزير خارجية الانقلاب حسين العزي، جملة من الشروط مقابل التهدئة.
وقال القيادي الحوثي في تغريدات على «تويتر»: «التهدئة الحقيقية هي تلك التهدئة التي تبني الثقة ويلمس أثرها الناس وتقود لأجواء داعمة للحل الشامل»، مشيراً إلى أن ذلك يستدعي فتح مطار صنعاء ورفع قيود المراقبة على الواردات إلى ميناء الحديدة، وفك الحصار عن عناصر جماعته في مركز مديرية الدريهمي جنوب الحديدة وصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الانقلاب وتمكين الجماعة من المشاركة في عائدات النفط والغاز الخاضعة للشرعية.
ورغم هذه الشروط التي يمكن أن ينظر إليها المراقبون على أنها صادمة لغريفيث، فإن القيادي الحوثي عاد ليزعم أن جماعته ملتزمة «بتغليب خيارات الحوار والتهدئة والسلام ودعم جهود المبعوث الأممي والانفتاح على كل المساعي الحميدة والمبادرات الرامية إلى تهدئة حقيقية وشاملة تُنهي الحرب وتعبر باليمنيين جميعاً إلى شواطئ السلام العادل والشامل».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».