في «يوم المرأة العالمي» برلمانيات وثائرات تحت الضوء

حملات داعمة للنساء ونشاطات ترفيهية وتثقيفية في لبنان

دار النمر في بيروت تحيي يوم المرأة العالمي ضمن «بازار آذار»
دار النمر في بيروت تحيي يوم المرأة العالمي ضمن «بازار آذار»
TT

في «يوم المرأة العالمي» برلمانيات وثائرات تحت الضوء

دار النمر في بيروت تحيي يوم المرأة العالمي ضمن «بازار آذار»
دار النمر في بيروت تحيي يوم المرأة العالمي ضمن «بازار آذار»

حملات متنوعة ونشاطات أخرى داعمة للمرأة تتضمنها الاحتفالات بـ«يوم المرأة العالمي» في لبنان، الذي يصادف 8 مارس (آذار) من كل عام.
ولعل تسليط الضوء على المرأة اللبنانية في البرلمان وفي ثورة «لبنان ينتفض» يعدّ من الموضوعات الجديدة التي تتطرق إليها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مركزها في بيروت. فقد أجرت تقارير خاصة بهذين الموضوعين، لافتة إلى التطور الذي حققته النساء اللبنانيات، سياسياً واجتماعياً. ومن الحملات الأساسية التي تطلقها الجهة نفسها في المناسبة أيضاً حملة «نحن لها» التي تتناول حقوق المرأة بشكل عام، مع جدول زمني عن أهم شخصيات نسائية لبنانية برزت عبر تاريخه الحديث، مع تسليط الضوء عليها في مقتطفات مكتوبة تحكي عنها (فلاش باك). وتدور هذه الحملة التي تطلقها الهيئة اليوم (الأحد)، 8 مارس (آذار)، عبر وسائل التواصل الاجتماعي (أونلاين).
وتشرح راشيل دور ويكس، رئيسة مكتب «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» في لبنان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، الهدف من إقامة هذه الحملة، قائلة: «في أواخر عام 2019، رفعت النساء اللبنانيات -بما في ذلك الشابات- الصوت عالياً خلال الاحتجاجات الشعبية في لبنان، مطالبات بالحاجة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، ضمن مطالب أخرى. وتبني حملة يوم المرأة العالمي على هذا الواقع لكي توفر مساحة للتأمل بتاريخ النضال من أجل حقوق المرأة في لبنان، وبالأحداث والنساء اللواتي شكّلن لبنان الذي نعرفه اليوم».
وتضيف أنه «تم اختيار وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة بسبب قدرتها على الوصول إلى عدد كبير من الناس في جميع أنحاء البلاد، وقدرتها على إشراك الشباب والشابات وحشدهم. وتهدف الحملة إلى إشراك القادة والمنظمات الأهلية والهيئات المحلية والجهات الفاعلة الأخرى بغية الاحتفال بالإنجازات وتحديد المخاوف. وستتضمن الحملة جدولاً زمنياً تفاعلياً يتوفّر عبر شبكة الإنترنت، يبدأ بتشكيل الجمهورية اللبنانيّة، ويوثّق تاريخ النضال من أجل حقوق المرأة، والمساواة بين الجنسين في لبنان، فضلاً عن حملة على وسائل التواصل الاجتماعي واسعة النطاق، تبدأ في 8 مارس (آذار) وتستمر 11 يوماً».
وتستطرد، في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تعترف الحملة التي تنسّقها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتقدم المُحرز في لبنان، ولكنها تشير أيضاً إلى الفجوات بين الجنسين التي لا تزال مترسخة في البلاد، والحاجة إلى تحقيق التقدم من أجل كسر الحلقة المفرغة فيما يعني العنف واللامساواة بين الجنسين، حيث لا يزال لبنان يحتل المرتبة 145 من أصل 153 دولة في مؤشر الفجوة الجندرية العالمي الصادر عن (المنتدى الاقتصادي العالمي)، وهي تسعى في مناسبة يوم المرأة العالمي إلى توفير مساحة لربط الناشطين الجدد من أجل المساواة بين الجنسين مع الناشطين القدامى لتسهيل الحوار بين الأجيال، والتضامن بين المجموعات المختلفة، بغية خلق تحالفات جديدة للتحرك».
وأجرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تحت عنوان «السعي لتحقيق المساواة في الحقوق والتمثيل»، مقابلات مع 75 سيدة من بين اللواتي ترشّحن إلى الانتخابات التشريعية في لبنان في عام 2018. وغالبيتهن ترشّحن إلى هذه الانتخابات كمستقلاّت أو كجزء من ائتلافات المجتمع المدني. وصرّحت 89 في المائة منهن بأن أولويتهن في حال انتخابهن كانت ستصبح الدفع قدماً بالإصلاح في مجال حقوق المرأة، لتليها ثانياً قضايا حقوق الشباب، وثالثاً قضايا الفساد.
ويوثّق التقرير تجارب نساء ترشحن إلى البرلمان، فخُضنَ الانتخابات التشريعية في 2018 بغية أن يُصبحن نائبات، ويبحثن في التحديات التي واجهنها والفرص التي سُنحت لهنّ. ويظهر التقرير أنه من بين النساء اللاتي جرت مقابلتهن ثمة 68 في المائة يتمتّعن بخبرة سياسية، مما يقوّض فكرة أن النساء لا يتمتّعن بالخبرة الكافية لتولي القيادة، وهو ما يستكمل البيانات الصادرة في 2019 عن المركز اللبناني للدراسات السياسية، التي خلُصت إلى أن المُرشّحات كنّ، كمعدل وسطي، أصغر سناً وأفضل تعليماً عن نظرائهم الرجال.
وأجرت أيضاً هيئة الأمم المتحدة للمرأة تقريراً خاصاً، تناولت فيه دور النساء في ثورة «لبنان ينتفض» التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2019. ونقلت كل الجهود التي بذلتها نساء الثورة لمكافحة العنف، وكيف تصدّت للفتن من خلال مظاهرات سلمية قامت بها في بيروت (بين منطقتي عين الرمانة والشياح)، وفي طرابلس وبعلبك وصور وصيدا وجل الديب وغيرها من مناطق لبنان. فقادت النساء مسيرات السلام لإيصال رسائل المحتجين حول التغيير واللاعنف، ووزعت الورود البيضاء في غالبيتها، كرمز للرسالة التي تحملها. وسارت الأم والأخت والزوجة والطالبة في مظاهرات نسوية، مطالبة بحقوقها، وبضرورة التغيير في مجتمع ضيق لا يعطيها حقوقها القانونية، ولا الإنسانية. وكذلك سلّط التقرير الضوء على الدور الذي لعبته مراسلات الأخبار والإعلاميات في تغطية أحداث الثورة بموضوعية، فأدت مهماتها على أكمل وجه. ومن النشاطات الأخرى التي يشهدها لبنان في مناسبة «اليوم العالمي للمرأة» مبادرة ينظمها دار النمر الثقافي، بعنوان «بازار آذار». وتهدف إلى تكريم النساء العاملات في لبنان، ودعم عملهن الحرفي. وتقول مها قبيسي من دار النمر: «إنه بمثابة سوق مفتوحة أمام الجميع تعرض منتجات حرفية من مشغولات ومطرزات ومونة لسيدات لبنانيات من مختلف الأعمار».
وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نساء مشاركات من بلدات عرسال وعكار وبرج البراجنة، وغيرها من المناطق اللبنانية. كما أن هناك مشاركة من لاجئات سوريات يعرضن أعمالهن في فن التطريز وغيرها. وتتيح هذه السوق التي يستضيفها دار النمر اليوم (7 الحالي) التعرف إلى منتجات وصناعات لبنانية تطال فن السيراميك والرسم والمأكولات. وهناك جمعيات نسوية تشارك فيها من خلال إصدارات كتب للأطفال، وإعادة تدوير أكياس النايلون لحياكتها وصنع منتجات خاصة منها».
وفي معرض «وطني» (معرض الصناعات الوطنية) الذي أقيم على مدى 3 أيام، وينتهي اليوم في مركز «آفا» في الأشرفية، سيكون للمرأة مشاركة فعالة. فهذا المعرض الذي يقدم صناعات لبنانية ذات جودة عالية من مختلف الأصناف والمواد الأولية، تحت عنوان «عنا بديل وطني»، تشارك فيه نساء صناعيات، وهو يبرز قدرة اللبناني عامة على إنتاجات وطنية يمكنها أن تنافس منتجات مستوردة. فنتعرف خلاله على نساء صاحبات معامل ومصانع تنتج سلعاً تجارية، من أزياء ومأكولات ومساحيق التجميل، إضافة إلى أخرى حرفية. ويقام هذا المعرض برعاية وزارة الصناعة، وبإشراف جمعية الصناعيين في لبنان.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».