المغرب: مباريات من دون جمهور... وإلغاء أنشطة

تسجيل ثاني إصابة بالبلاد قادمة من إيطاليا «حالتها حرجة»

TT

المغرب: مباريات من دون جمهور... وإلغاء أنشطة

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أمس، إن «الحالة الوبائية بالمغرب في وضعية عادية، وفي نفس مستوى أغلب دول العالم، لأننا بلد مفتوح، لكننا في المقابل مستعدون للتعامل مع أي تطور».
وطمأن العثماني المغاربة بشأن انتشار فيروس «كورونا»، وقال إن «بلادنا إلى حد الساعة محمية، ولم تسجل سوى حالتين قدمتا من الخارج، وتوجدان حالياً في المستشفى وتحت الرعاية الصحية». في غضون ذلك، أعلن العثماني عن اتّخاذ تدابير وقائية عبر إلغاء عدد من المظاهرات الرياضية، وتفادي أي تجمعات كبيرة منعاً لانتشار هذا الفيروس. وأوضح العثماني، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أن هناك سيناريوهات محددة للتعامل مع أي مستجد وفق المعايير الدولية لـ«منظمة الصحة العالمية»، التي يوجد تعامل وتعاون مستمران مع خبرائها للقيام برد الفعل المناسب عند تسجيل أي طارئ.
واعتبر العثماني أن القرارات تُتخذ حسب مستجدات الوضعية الوبائية، من قبيل منع عدد من المظاهرات أو تأجيلها، وذلك في إطار منسجم مع الوضعية الحالية، لمنع استيراد أو حركية الفيروس، وهذاما تقوم به جميع دول العالم، غير أنه في حال تحسن الوضعية إقليمياً ودولياً، يضيف العثماني: «ستعود الأمور إلى ما كانت عليه في وضعها الطبيعي».
من جانب آخر، حذر العثماني من الترويج للأخبار المزيفة بشأن فيروس «كورونا»، وتأسّف لزيادة انتشار نسبة هذه الأخبار، سواء مكتوبة أو على شكل وصلات إعلانية أو فيديوهات، وقال إن «كثيراً منها يضرّ باستقرار المجتمع وبأمن المواطنين ويخلق جواً من الذعر بلا سبب»، مشيراً إلى أن الجهات المختصة لا تتوقف عن تكذيب هذه الأخبار، وأن هناك مسؤولية مشتركة في مواجهتها، من خلال التوضيح المستمر ونشر المعلومات بانتظام».
وكانت وزارة الصحة المغربية قد أعلنت، أمس، أنه تم تسجيل ثاني حالة إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا» المستجد، تم تأكيدها مخبرياً بمعهد باستور المغرب، لمواطنة مغربية، قادمة من إيطاليا، وذلك ليلة الأربعاء.
وقال محمد اليوبي، مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة المغربية، إن الحالة الصحية للمواطنة التي تأكدت إصابتها «حرجة»، وهي الحالة الثانية التي تفد على المغرب من إيطاليا.
في السياق ذاته، يعقد أعضاء لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، اليوم (الجمعة)، اجتماعاً لمناقشة موضوع «تداعيات انتشار وباء (كورونا)، وسبل محاصرته، والإجـراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي اتخذتهــا الحكومة لمواجهتـه، وكذا الاستعدادات العملية للتعامل مع أي حالة محتملة»، وذلك بطلب من المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية والفريق الاشتراكي والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية وفريق الأصالة والمعاصرة وفريق التجمع الدستوري والفريق الحركي.
من جهة أخرى، قررت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، تأجيل عقد اجتماع المجلس الوطني الذي كان مزمعاً تنظيمه، غداً (السبت)، وقالت إن القرار «يأتي على أثر ما تم نشره بوسائل الإعلام الوطنية من تطورات لمرض (كورونا) ببلدنا، ووقاية من احتمال انتشاره السريع».
كما أعلن المغرب عن اتخاذ تدابير وقائية عبر إلغاء عدد من المظاهرات الرياضية، وتفادي أي تجمعات كبيرة لمنع انتشار «كورونا». والتزاماً بهذه الإجراءات، قررت الحكومة المغربية منع تنظيم جميع المظاهرات التي يشارك فيها أشخاص قادمون من الخارج، بما فيها المحاضرات واللقاءات الثقافية والرياضية كيفما كان نوعها، وذلك ابتداء من أمس (الخميس)، حتى نهاية مارس (آذار) الحالي.
وأفادت وزارة الثقافة والشباب والرياضة، في دورية وجهتها إلى المديرين المركزيين للوزارة، ورؤساء الجامعات الرياضية، ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية، أن المنع يأتي تنفيذاً للقرارات الحكومية ذات الصبغة الاستعجالية لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بتفشي فيروس «كورونا» (كوفيد 19)، على التراب المغربي.
وأشارت الدورية إلى منع جميع المظاهرات التي يشارك فيها 1000 شخص فما فوق، من المقيمين في التراب المغربي، في حالة إقامتها في أماكن مغلقة أو محددة، مع منع كل المهرجانات باستثناء المواسم.
وأشار المصدر ذاته إلى إمكانية إقامة اللقاءات الرياضية الوطنية، وكذا اللقاءات بين الفرق الرياضية الوطنية، ونظيرتها الأجنبية، شرط أن يتم ذلك من دون الجمهور.
وطالب المسؤولين الإقليميين والجهويين للوزارة بعقد لقاءات مع المعنيين بالموضوع، لإخبارهم بمضمون هذه الدورية، والرجوع للولاة والعمال (المحافظين)، في حالة وجود أي مستجد، وإخبار ديوان وزير الثقافة والرياضة بشكل مباشر وعاجل.
في غضون ذلك، قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إجراء جميع المباريات في مختلف المسابقات الكروية بجميع فئاتها من دون جمهور، اعتباراً من أول من أمس (الأربعاء).
ودعت الجامعة عبر موقعها الرسمي كلاً من العصبة الوطنية الاحترافية الوطنية لكرة القدم، والعصبة الوطنية لكرة القدم هواة، والعصبة الوطنية لكرة القدم المتنوعة، والعصبة الوطنية كرة القدم النسوية، والعصب الجهوية، التقيد بهذا القرار.
وأوضحت الجامعة أن هذا القرار يأتي في إطار حرصها على سلامة أسرة كرة القدم من لاعبين ومدربين ومسيرين وجماهير.
وأعلن الاتحاد الدولي لرياضة «الجودو»، عن إلغاء منافسات الجائزة الدولية الكبرى في الجودو، التي كان من المقرر تنظيمها في الرباط ما بين 13 و15 من شهر مارس (آذار) الحالي، بعد توصلها بإشعار من قبل الحكومة المغربية.
وقدّم «اتحاد الجودو» اعتذاره لكل الأبطال والبطلات المشاركين في المظاهرة الدولية الأخيرة، التي تعتبر محطة مهمة في سباق الترشح إلى دورة الألعاب الأولمبية «طوكيو 2020».
من جانبها، أعلنت الجامعة الملكية المغربية لرياضة الدراجات، هي الأخرى عن إلغاء طواف المغرب الذي كان من المقرّر تنظيمه بين 9 و18 أبريل (نيسان) المقبل، للأسباب ذاتها المتعلقة بمخاوف انتشار فيروس «كورونا» المستجد.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد قررت إلغاء تنظيم الدورة الـ15 للمعرض للدولي للفلاحة بالمغرب الذي كان مرتقباً تنظيمها من 14 إلى 19 أبريل المقبل بمكناس، في إطار تدابير السلامة المتعلقة بوباء (كوفيد - 19) التي توصي بالحد من المظاهرات الكبرى والتجمعات الحاشدة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.