«إيفاب»: إجراء تعديلات على قانون التسلل من أجل كرة أكثر هجومية

الموافقة على تغيير إضافي للاعبين في حال تعرض أحدهم لارتجاج في المخ

إنفانتينو رئيس «فيفا» خلال توجهه لإلقاء كلمته أمام مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم «إيفاب» (رويترز)

سيقوم مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب) بإجراء مراجعة لقانون التسلل، وهو ما قد يؤدي إلى إصلاح كبير لأحد أكثر قوانين اللعبة إثارة للجدل. وكان هذا المشروع، الذي استمرت دراسته لمدة عام، جزءاً من عدد من المبادرات التي تم الإعلان عنها في الاجتماع العام السنوي لمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي انعقد في بلفاست الأسبوع الماضي.
وبعد الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)، فإن الهدف من هذا التغيير على قانون التسلل هو تشجيع الكرة الهجومية. ويتكون مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم «إيفاب» والمسؤول عن سن قوانين كرة القدم، من ممثلين عن «فيفا» وكل اتحاد من اتحادات كرة القدم في المملكة المتحدة. وشملت النتائج الأخرى من اجتماعهم السنوي الرابع والثلاثين بعد المائة إجراء تعديل على نظام التغييرات في حال تعرض اللاعب لارتجاج في المخ، على أن تكون دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو من المسابقات التي يجري خلالها اختبار تلك القوانين الجديدة.
وأعلن المجلس أنه وافق على وضع بروتوكول سيستخدم في اختبار لتبديل اللاعبين بحال الارتجاج الدماغي، وهي مسألة تشكل مصدر قلق كبير لصحة اللاعبين. إلا أن «إيفاب» كرر أنه «ستكون هناك حاجة لمزيد من الأبحاث قبل اقتراح تغيير في قوانين اللعبة. لقد أبدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اهتماماً خاصاً بتجربة هذا الاقتراح في منافسات كرة القدم للرجال والسيدات خلال الألعاب الأولمبية في يوليو (تموز) 2020. بينما قد تشارك بطولات أخرى في هذه الاختبارات».
وتم اعتماد التبديل المؤقت أو الدائم في رياضة الرجبي، في حين ارتفعت الأصوات المطالبة بها أيضاً في كرة القدم.
وقال السويسري جياني إنفانتينو، رئيس «فيفا» الذي شارك في اجتماع الجمعية العمومية: «إن كان هناك شك ضئيل يجب إبقاء اللاعب خارج الملعب، وعلى المدرب أن يكون له خيار آخر ويدرك أن بإمكانه أن يقوم بتبديل إضافي. لقد تم انتقادنا لتباطئنا (بما خص هذه المسألة)، الآن نتقدم، سنقوم بتجارب وسنرى».
كما واصل الاجتماع البحث في أسباب وتداعيات إصابة اللاعبين بالارتجاج في المخ، والإجراءات المتخذة للحد من قيام اللاعبين بمهاجمة الحكام بعد اتخاذ قرارات حاسمة.
ومن المتوقع أيضاً أن يطلب الدوري الإنجليزي الممتاز، ابتداءً من الموسم المقبل، من حكامه الاستعانة بالشاشات الموجودة بجوار خط التماس في حال الشك في أحد القرارات.
وكانت تقنية حكم الفيديو المساعد، التي تعد أكبر تغيير في قواعد لعبة كرة القدم على مدار جيل كامل، قد جلبت معها بعض الآثار غير المقصودة، بما في ذلك تأثير كبير على قانون التسلل. وبعدما أصبح يتم احتساب حالات التسلل الآن بالملليمتر، فقد دعا بعض الأصوات المؤثرة في كرة القدم -بما في ذلك رئيس تطوير كرة القدم الجديد في «فيفا» آرسين فينغر- إلى تحديث قانون التسلل.
وقال إنفانتينو: «لقد تم استقبال إجراء تغيير على قانون التسلل بشكل إيجابي للغاية، ولهذا السبب قررنا دراسة الأمر. إن فلسفة تشجيع الكرة الهجومية يجب أن ترشدنا دائماً. ويتعين علينا أيضاً أن نكون حذرين للغاية وألا نتخلى عن التقاليد المتبعة. وهذا هو الوقت المناسب للنظر في كيفية تطوير قانون التسلل، وما إذا كان بإمكاننا فعل شيء إيجابي لتشجيع كرة القدم الهجومية ومنح المهاجمين مزيداً من الفرص لتسجيل الأهداف».
وقال ديفيد إليراي، الحكم السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز والذي يشغل الآن منصب المدير الفني لمجلس «إيفاب»، إن المشاورات بشأن إدخال تعديلات على قانون التسلل ستنظر في كل جانب من جوانب القانون، لكنها ستسأل في المقام الأول عن الغرض الذي يريد من يديرون هذه اللعبة تحقيقه.
وقال: «نحن لا نريد تغيير القوانين، لكن كرة القدم تتطور وبعض الأشياء تتغير لأننا غيّرنا الطريقة التي تُلعب بها كرة القدم. لقد تغير قانون التسلل لكي يكون في مصلحة المهاجم، لكنه تراجع قليلاً الآن، وكرة القدم لا تريد ذلك».
وأضاف: «دائماً ما يقال لمساعد الحكم: إذا كان لديك شك، فلتجعل قرارك دائماً في مصلحة المهاجم. إن ما فعلته تقنية حكم الفيديو المساعد، ووسائل التكنولوجيا الأخرى أيضاً، هو إزالة هذا الشك. وكرة القدم تقول لنا إن تقدم إصبع المهاجمين بسنتيمترين ليس كافياً لاحتساب تسلل على المهاجم، لكنّ هذا الأمر قد تغير مع الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد، التي باتت تحتسب الحالات بدقة شديدة».
وتابع: «هذا هو الأمر الذي ستدور حوله المناقشات. كرة القدم قادرة دائماً على تقديم حلول بسيطة للمشكلات المعقدة، لكن عندما تتطرق لتفاصيل هذه المشكلات ستجد أنها معقدة بشدة. لكن من حيث المبدأ، إذا كان بإمكاننا زيادة عدد الأهداف والإثارة والمتعة، لكن من دون أن نجعل الأمر في مصلحة المهاجمين بصورة مبالغ فيها، فإن الناس سوف يحبون ذلك، لأنه سيكون هناك قدر كبير من التوازن».
وفيما يتعلق بالشاشات الموجودة بجوار خط التماس لكي يعود إليها الحكام في حال الشك في أحد القرارات، قال زميل إليراي (الإيطالي) بييرلويغي كولينا، رئيس لجنة الحكام في «فيفا»، إنه من غير المرجح أن يستمر حكام الدوري الإنجليزي الممتاز في عدم اعتمادهم على تلك الشاشات بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، وأضاف: «لقد أجرينا دراسة استقصائية لنحو ستة آلاف مباراة من منافسات كبرى وكان المتوسط أن 75% من حالات الشك قد ذهب الحكام فيها إلى الشاشات للتأكد من القرارات التي اتخذوها. وبالتالي، أعتقد أنه يجب أن نتوقع حدوث بعض التغييرات في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال العام المقبل».