موسكو تحظر تصدير مستلزمات طبية

بوتين يتهم «جهات في الخارج» ببث الذعر بين الروس

موسكو تحظر تصدير مستلزمات طبية
TT

موسكو تحظر تصدير مستلزمات طبية

موسكو تحظر تصدير مستلزمات طبية

اتَّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهات «خارج روسيا» بنشر «أخبار كاذبة» حول انتشار فيروس «كورونا» الجديد في روسيا، بينما فرضت المؤسسات المختصة إجراءات رقابة مشددة على وسائل الإعلام الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، لمواجهة «محاولات إثارة الهلع بين المواطنين».
وقال بوتين، أمس، خلال اجتماع حكومي، إن «الأخبار الكاذبة حول حالة انتشار فيروس «كورونا» في روسيا تأتي من الخارج»، موضحاً أن «تقارير هيئة الأمن الفيدرالي تؤكد أن معظم الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى بث الذعر بين السكان مصدرها في الخارج»، وزاد أن مواجهة هذه الحملات «ممكن فقط عبر تقديم المعلومات الصحيحة والكاملة في وقتها للمواطنين».
تزامن ذلك مع إعلان هيئة الرقابة على النشر والمعلومات أنها قامت - بناءً على طلب من مكتب المدعي العام الروسي - بإدراج المواقع والحسابات على الشبكات الاجتماعية التي تحمل بيانات غير دقيقة حول حجم الإصابات بفيروس «كورونا»، في سجل المنصات المحظورة.
وأفادت الخدمة الصحافية للهيئة بأن المعطيات التي تم حظرها تحتوي على روابط لمواد على شبكتي «فيسبوك» والنسخة الروسية المماثلة لها «فكونتاكتي». وجاء الإجراء بعدما أقر مكتب المدعي العام بأن الحسابات المستهدفة «تحتوي على معلومات غير دقيقة ذات أهمية اجتماعية، تهدد بانتهاكات جسيمة للنظام العام والأمن». وأعلن أنه وفقاً للقانون، تقوم هيئة الرقابة بتقييد الوصول إلى هذه الموارد و«ترسل إخطارات إلى مالكي هذه المواقع أو موفري الخدمات التشغيلية لها».
في غضون ذلك، ذكَّرت وزارة الاتصالات في بيان بـ«العقوبة على بث أخبار مزيفة يمكن أن تهدد الأمن العام»، بينما برزت اقتراحات بإنشاء مركز اتصال فيدرالي موحد، يمكن للروس أن يتلقوا عبره معلومات موثوقة عن فيروس «كورونا».
وكانت موسكو قد أعلنت ظهور 6 إصابات بفيروس «كورونا» الجديد حتى الآن في روسيا، جميع المصابين به وصلوا من الخارج، بينهم روسي واحد ثبتت إصابته.
وفرضت الحكومة الروسية أمس حظراً مؤقتاً على تصدير عدد من المنتجات الطبية من روسيا، بما في ذلك الكمامات، والأقنعة الواقية. ويستمر الحظر حتى مطلع يونيو (حزيران) المقبل. وأفاد بيان حكومي بأن الحظر لا ينسحب على المساعدات الإنسانية التي تقر من جانب الحكومة الروسية لجهات أجنبية، وكذلك على المواد المخصصة للاستخدام الشخصي، على أن تكون ضمن فئة المواد التي تستخدم لمرة واحدة.
وشمل القرار الذي حمل توقيع رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، حظراً كاملاً على تصدير الكمامات الطبية والضمادات والقطن والشاش وأغطية الأحذية وبدلات وملابس الحماية من المواد الكيماوية، وأجهزة التنفس الواقية، والنظارات الواقية، والكمامات ذات المرشحات المضادة للأيروسول (الهباء الجوي)، وبعض المطهرات والمضادات للفيروسات، وعدد من السلع الأخرى.
بالتزامن، شدد وزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف، على أن «الأولوية لمنع ما يسمى النقص المصطنع في بعض الأجهزة الطبية: الأقنعة وأجهزة التنفس والعوامل المضادة للفيروسات التي يمكن للمضاربين تصديرها إلى الخارج». مذكراً بأنه يتم إنتاج حوالي 1.5 مليون قناع طبي في روسيا يومياً.
اللافت أنه في أوائل الشهر الماضي كشفت هيئة مكافحة الاحتكار الفيدرالية عن زيادة متسارعة في أسعار الأقنعة الواقية، وصلت إلى ما بين 10 - 15 ضعفاً في مناطق مختلفة من البلاد.
وأعلن بوتين في وقت لاحق، أنه ينبغي سحب التراخيص من الصيدليات التي زادت أسعار الأدوية والأقنعة المضادة للفيروسات.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.