إعلان أول إصابة لروسي بـ«كورونا»... وبوتين: الوضع تحت السيطرة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
TT

إعلان أول إصابة لروسي بـ«كورونا»... وبوتين: الوضع تحت السيطرة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

أعلنت موسكو رسمياً أمس (الأحد)، إصابة روسي عاد أخيراً من إيطاليا بفيروس «كورونا»، لتكون هذه أول إصابة معلنة بين الروس، بعدما كانت موسكو أشارت في وقت سابق إلى تأكيد إصابة مواطنين صينيين بالمرض.
تزامن ذلك، مع تشديد الإجراءات في روسيا لمواجهة انتشار المرض ووجهت الجهات المختصة نصائح للروس بعدم مغادرة البلاد إلا للضرورة، فيما أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن اطمئنانه للتدابير الوقائية المتخذة، وقال إن «الوضع تحت السيطرة».
وأعلن المركز الروسي للوقاية من فيروس «كورونا»، الذي أُنشئ أخيراً لمواجهة احتمال انتشار المرض، أنه تم تشخيص الإصابة لدى مواطن روسي عاد من إيطاليا.
وأوضح أن الشاب عاد قبل نحو أسبوع، لكن أعراض الالتهابات الفيروسية التنفسية الحادة ظهرت عليه قبل يومين، فتم نقله إلى مستشفى للأمراض المعدية.
وأكد المركز، أن الحالة الصحية للمريض، لا تثير القلق في الوقت الراهن. مشيراً إلى تدابير سريعة تم اتخاذها في إطار تحديد دائرة الأشخاص الذين تواصلوا معه بعد عودته ونقلهم إلى الحجر الصحي.
وكانت مديرية الصحة في موسكو، أفادت أول من أمس، بأنه تم نقل مواطن إلى مستشفى الأمراض المعدية بعد الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا. وتعد هذه أول إصابة لروسي بالمرض، علما بأن موسكو كانت أعلنت عزل مئات الأشخاص وإخضاعهم لفحوص لم تثبت وجود إصابات بينهم. كما أعلنت أن ثلاثة مواطنين روس تم إجلاؤهم من سفينة «دايموند برنسيس» السياحية في اليابان وخضعوا للحجر الصحي في مدينة قازان، لكن لم تظهر عليهم أعراض كورونا بشكل واضح.
في المقابل، تعاملت موسكو بحزم مع ظهور اشتباه بإصابة أجانب بالمرض، إذ تم وضع أكثر من 200 شخص تحت الحجر الصحي في العاصمة وحدها، منذ 24 يناير (كانون الثاني)، وأعلنت السلطات الطبية خروج 145 منهم بعد الخضوع للفحوص المطلوبة، فيما لا يزال 80 آخرون قيد الحجر.
وتم تسجيل 1148 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض على الأراضي الروسية وهي لأشخاص قدموا من الصين لكن الفحوص دلت إلى إصابة اثنين منهم بالمرض فقط، وأعلن لاحقاً عن مغادرتهما المستشفى بعد زوال أعراض المرض نهائياً.
وأعلنت السلطات الروسية قبل أيام طرد 88 أجنبياً لمخالفتهم قواعد الحجر الصحي المفروض عليهم ضمن إطار جهود منع انتشار فيروس كورونا.
وأكدت نائبة عمدة موسكو لشؤون التنمية الاجتماعية أناستاسيا راكوفا، أن الأجانب تم ضبطهم في إطار عمليات أمنية يومية في أماكن إقامة وتجمع المواطنين الصينيين ومواطني الدول الأخرى الذين وصلوا إلى العاصمة الروسية مؤخرا من الصين. وأوضحت أن هذه العمليات تشمل الفنادق والشقق ومترو الأنفاق ووسائل النقل العام الأخرى.
إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأوضاع في روسيا تحت السيطرة بالنسبة لفيروس كورونا، مضيفاً أن السلطات تفعل كل ما يلزم لمكافحته.
وقال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولين في موسكو إن روسيا «تفعل كل ما هو ضروري لمكافحة هذا المرض الخطير، وتم اتخاذ الإجراءات المناسبة. آمل أن تكون فعالة»، مضيفاً أن «الوضع تحت السيطرة بشكل عام».
وكانت موسكو اتخذت سلسلة إجراءات احترازية بينها إغلاق الحدود مع الصين وبلدان أخرى في مناطق أقصى الشرق الروسي، ووقف حركة الطيران والقطارات مع الصين. وأعلنت قبل يومين عن تجميد دخول المواطنين الإيرانيين إلى أراضيها كإجراء احترازي.
وذكرت وكالة أنباء «إنترفاكس» أن الحظر يشمل دخول المواطنين الإيرانيين القادمين إلى روسيا لأغراض الدراسة أو السياحة أو العمل أو حتى العبور ضمن الأراضي الروسية إلى بلد ثالث.
وكانت موسكو فرضت قيوداً على حركة الرحلات الجوية بين البلدين، وقبل ذلك أوقفت إصدار التأشيرات للمواطنين الإيرانيين.
ومع تزايد المخاوف من انتشار المرض في روسيا خصوصاً بسبب وجود مئات الألوف من المواطنين الصينيين على الأراضي الروسية، وسعت الدوائر الروسية المختصة لائحة التحذيرات للمواطنين الروسي وبعدما كانت وزارة الخارجية الروسية نصحت المواطنين الروس بعدم زيارة إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد في هذه الدول، وجهت الهيئات التي شكلها الكرملين لمواجهة احتمال انتشار المرض نصيحة للروس بعدم مغادرة الأراضي الروسية إلا للضرورة. وحضت رئيسة هيئة الرقابة الصحية أننا بوبوفا الروس على «الامتناع عن القيام برحلات إلى الخارج قدر الإمكان أو تقليل مدة إقامتهم في الخارج»، وزادت: «اليوم هو الوقت الذي يجب فيه عدم مغادرة الاتحاد الروسي».
لكن هذه النصائح تزامنت مع تطمينات من جانب الأجهزة المختصة حيال قدرة الإجراءات المتخذة على مواجهة انتشار المرض، وقال وزير الصحة الروسي ميخائيل موراكو إنه لا ضرورة للدعوة إلى إجراء فحوص واسعة النطاق في البلاد، وجاء ذلك تعليقاً على دعوة وجهها صحافيون عادوا أخيراً من إيران، وقالوا إنهم لم يتمكنوا من التحقق من عدم انتشار الفيروس في العاصمة الروسية بسبب غياب معلومات تفصيلية في هذا الشأن.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.