عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> بسمة بنت طلال، الأميرة الأردنية، افتتحت أول من أمس، في جامعة العلوم التطبيقية، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث عشر لـ«التيبوغرافي... تصميم الحروفية 2020»، وذلك في دورته الأولى في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت أهمية فن التصميم والطباعة كنافذة يمكن من خلالها رؤية العالم، مشيرة إلى الإرث الكبير الذي تزخر به المنطقة العربية في الفنون المختلفة، ومنها التصميم باستخدام الخط العربي، مؤكدة على الدور الذي يمكن أن يقوم به التصميم كفن يساعد في التعبير عن الرسالة الإنسانية والبشرية.
> يوسف حسن العيسوي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، افتتح دار الضيافة للمسنين التابعة لجمعية «الأسرة البيضاء»، ومركز صحي الجيزة الشامل بمحافظة العاصمة، بحضور وزراء الأشغال العامة والإسكان والتنمية الاجتماعية والصحة. وقال إن افتتاح الدار يأتي ترجمة حقيقية لتوجيهات الملك بإعادة تأهيلها وإجراء صيانة شاملة لها، وتوفير مختلف الاحتياجات اللازمة للمستفيدين من الخدمات.
> الدكتور سعيد بن حمد الحساني، رئيس الاتحاد العربي للرياضة الجامعية، استقبله أول من أمس الدكتور عبد الله بن محمد الصارمي، وكيل وزارة التعليم العالي بسلطنة عمان، والوفد المرافق له، الذي يزور مسقط حالياً في إطار استضافة السلطنة لمنافسات البطولة العربية الجامعية الرابعة لكرة الطائرة الشاطئية، واجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العربي للرياضة الجامعية. تناول اللقاء أهم الجوانب التطويرية للرياضات الجامعية، وأوجه التعاون بين السلطنة والاتحاد العربي للرياضة الجامعية.
> الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، شهد أول من أمس، حفل تكريم الشاعر أدونيس، والاحتفاء بعيد ميلاده التسعين في ختام مهرجان «هاي أبوظبي»، وقال إنه يشعر بسعادة غامرة بنجاح أبوظبي في تنظيم هذا المهرجان العالمي، موكداً على أن المهرجان يعد رسالة سلام ومحبة وتسامح إلى العالم أجمع، وعبر عن فخره بأدونيس كشاعر صاحب مشروع أدبي متميز. من جانبه، قدم أدونيس الشكر للوزير ومهرجان «هاي أبوظبي» على الحفاوة التي قوبل بها.
> الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، افتتحت قصر ثقافة قرية حاجر العديسات الجديد بمنطقة الندافين التابعة لمدينة الطود بمحافظة الأقصر. وقالت إن القصر يعد منصة جديدة للتنوير بجنوب مصر، مشيرة إلى تواصل جهود استكمال الخطة الهادفة لتحقيق العدالة الثقافية. وخلال الافتتاح تفقدت الوزيرة غرف وأقسام القصر، وأشادت بمستوى التجهيزات داخل مكتبته، والتقت بعدد من الأطفال داخلها.
> الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا، رئيس هيئة الطاقة المستدامة بالبحرين، استقبل بمكتبه أول من أمس، الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، رئيس مجلس إدارة صندوق العمل (تمكين)، حيث جرى مناقشة مجالات التعاون المشترك. وثمّن ميرزا التعاون مع «تمكين» واستجابتهم السريعة للمبادرات المشتركة والإسهام في تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة للطاقة المتجددة بالمملكة.
> الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح مساء أول من أمس، فعاليات الدورة الـ30 من أيام الشارقة المسرحية بقصر الثقافة، بحضور كوكبة من الفنانين ونجوم المسرح، وكرم عدداً من المشاركين بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها الـ14، كما كرم العمل المسرحي الفائز بجائزة أفضل عمل مسرحي عربي «جي. بي. إس»، لفرقة المسرح الوطني الجزائري، وشاهد فيلماً قصيراً حول أبرز محطات المسيرة الفنية للشخصيات المكرمة.
> الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، يلقي محاضرة بعنوان «التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تشهدها الأمة العربية»، بجامعة عين شمس بالقاهرة، غداً الثلاثاء، في قاعة المؤتمرات بكلية الحقوق، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، وأساتذة وطلبة ومنسوبي جامعة عين شمس، وعدد من المفكرين والإعلاميين والباحثين والمختصين في الشأن العربي. وستتناول محاضرة السلمي استعراضاً لرؤية البرلمان العربي لمفهوم التضامن العربي.
> ستيفان روماتيه، السفير الفرنسي بالقاهرة، تجوّل برفقة السيد القصير، وزير الزراعة المصري، أول من أمس، في حديقة الحيوان بالجيزة، حيث افتتحا حديقة حيوانات الطفل لزوار الحديقة لأول مرة، كما تفقدا المتحف الحيواني والجبلاية الملكية، حيث أشاد السفير بحديقة الحيوان، وأعرب عن استعداد بلاده للمساعدة في إعادة تأهيل الكوبري المعلق بالحديقة الذي صممه المهندس الفرنسي الشهير جوستاف إيفل قبل 120 عاماً، لكونه أحد رموز الصداقة بين مصر وفرنسا.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».