السعودية تتصدى لـ«كورونا الجديد» بـ25 مستشفى و80 ألف سرير

أوقفت تصدير أي منتج طبي يستخدم للوقاية... وغادرها 105 آلاف معتمر

المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية (تصوير: بشير صالح)
المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية (تصوير: بشير صالح)
TT

السعودية تتصدى لـ«كورونا الجديد» بـ25 مستشفى و80 ألف سرير

المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية (تصوير: بشير صالح)
المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية (تصوير: بشير صالح)

فرض فيروس كورونا الجديد «كوفيد - 19» تأثيره بأشكال عدة على عشرات الدول التي انتشر فيها من شرق الكرة الأرضية إلى أقصى غربها، وهو دفع السعودية التي لم تسجل فيها أي إصابة حتى أمس إلى اتخاذ إجراءات واستعدادات لضمان سلامتها من الوباء وصدّه قبل الوصول إليها، بتشكيل لجنة من الجهات المعنية وتخصيص 25 مستشفى للتعامل مع أي حالات إصابة قد تظهر مستقبلاً، وتجهيز 80 ألف سرير، وحصر أعداد المعتمرين.
وعملت الجهات الحكومية السعودية المعنية منذ بداية ظهور الفيروس في الصين على توحيد الجهود لصد هذا الوباء، واتخاذ قرارات وإجراءات صارمة وفقاً للجنة متابعة فيروس كورونا الجديد التي أكدت أن الفحوصات المخبرية لم ترصد أي إصابة، كما كشفت وزارة الحج والعمرة عن وجود 469 ألف معتمر وزائر وقت إصدار قرار وقف تأشيرات الحج والعمرة، غادر منهم 105 آلاف معتمر.
وخلال مؤتمر صحافي في الرياض، أمس، للجنة متابعة فيروس ‫كورونا الجديد التي تضم جهات حكومية سعودية، شرح مسؤولون الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها السعودية للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).‬‬‬‬
وأوضح الدكتور محمد العبد العالي، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن السعودية شكلت لجنة من جهات حكومية معنية على أعلى مستوى، تقوم بأدوار متضافرة للوقاية من الفيروس منذ بداية ظهوره في الصين، مضيفاً أن الأعمال تشمل متابعة الموارد للتعامل مع فيروس كورونا الجديد والتأكد من توفرها، إضافة إلى تخصيص 25 مستشفى متخصصاً للتعامل مع الفيروس، و80 ألف سرير، منها 8 آلاف سرير مخصص للعناية المركزة، وأكثر من 2200 سرير مخصص لعزل الحالات. وقال العبد العالي لـ«الشرق الأوسط» حول الحالات السعودية المصابة خارج السعودية، إن الإجراءات العالمية في حال رصد إصابات في مكان والتأكد منها تتضمن الاستمرار في رعايتها في ذلك المكان حتى شفائها تماماً، مشيراً إلى أن التواصل مستمر بين الجهات الصحية في دول الخليج لتبادل المعلومات.
وتابع المتحدّث باسم وزارة الصحة السعودية: «الجهود مستمرة للوقاية عند المنافذ السعودية، إذ تم توجيه عدد من الفرق الطبية والصحية للقيام بأدوار عدة تبدأ بالكشف وتقديم التوعية عند المنافذ»، مؤكداً إجراء الكشف على أكثر من 6 آلاف عابر لهذه المنافذ، وفي حال رصد أي حالة اشتباه تطبق إجراءات تتعلق بالحجر الصحي.
وأضاف العبد العالي أن مراقبة الوضع الوبائي مع منظمة الصحة العالمية من خلال مركز القيادة والتحكم يعد خطوة مهمة جداً، إضافة إلى الرقابة المكثفة لقياس مستوى التزام المنشآت الصحية بالتطبيقات والأدلة والتأكد من توفر جميع اللوازم الطبية للوقاية من فيروس كورونا الجديد.
إلى ذلك، أكد تميم الدوسري وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون القنصلية، أن بلاده أجلت العديد من السعوديين الموجودين في مناطق الأوبئة أو المناطق التي تزداد فيها حالات الإصابات بالفيروس، وتمثل ذلك في تسيير رحلات خاصة لإجلاء سعوديين من المناطق الموبوءة، مشيراً إلى وصولهم إلى المملكة واتخاذ الإجراءات الصحية بشأنهم.
وكانت السعودية قد أجلت مواطنين من مدينة ووهان الصينية، إضافة إلى آخرين من كوريا نهاية الأسبوع الماضي.
من جهته، ذكر الدكتور عبد العزيز وزان، وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون العمرة، أن الوزارة أوقفت إصدار تأشيرات الحج والعمرة بشكل مؤقت منذ صدور القرارات الأخيرة بهذا الشأن، لافتاً إلى تعميم القرارات على شركات ومؤسسات العمرة في السعودية وجميع الوكلاء الخارجيين الذين يصل عددهم إلى 6500 وكيل في جميع أنحاء العالم.
وقال وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون العمرة: «تم حصر أعداد المعتمرين في السعودية، وجنسياتهم وأماكن وجودهم في مكة والمدينة، حيث كان العدد يوم الخميس (يوم صدور القرار) نحو 469 ألف معتمر من جميع دول العالم، وانخفض هذا العدد حتى أمس (الأحد) بنحو 105 آلاف معتمر ليصل إلى 385 ألف معتمر».
وحول القرار الآخر المتعلق بمواطني مجلس التعاون لدول الخليج العربي، قال وزان: «أنجزنا المسار الإلكتروني لمعتمري دول مجلس التعاون خلال 3 ساعات فقط من سريان قرار وقف التأشيرات، وهو مخصص لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي الموجودين في السعودية، ويستثني مواطني دول المجلس الذين مضى على وجودهم في المملكة 14 يوماً متصلة ولم تظهر عليهم علامات الإصابة بالفيروس».
وتوفر لجنة متابعة فيروس ‫كورونا الجديد تحديثاً يومياً لكل المعلومات المتعلقة بالفيروس، مشيرة إلى أهمية العمل بتوصية وزارة الصحة السعودية للقادمين من الدول التي سجلت فيها حالات إصابة بالفيروس، وظهرت عليهم أعراض مرضية خلال 14 يوماً (ارتفاع درجة الحرارة، وألم في الحلق، وضيق في التنفس) بالاتصال بمركز الصحة 937، والبقاء في المنزل، واستخدام الكمامة.‬‬‬‬
وركّزت وزارة الصحة على أهمية الوقاية من الأمراض التنفسية بشكل عام، وضرورة الالتزام بالإرشادات التوعوية لتجنب الإصابة بالفيروسات، ومن ذلك الاهتمام بنظافة اليدين وأن يكون العطس أو السعال باستخدام المناديل أو في مرفق اليد، والابتعاد عن الأشخاص الذين لديهم أعراض إصابة.

- إيقاف تصدير منتجات طبية
أعلنت الهيئة العامة للجمارك السعودية إيقاف تصدير جميع المنتجات والمستلزمات والتجهيزات الطبية والمخبرية المستخدمة للكشف أو الوقاية من مرض كورونا الجديد (كوفيد - 19) وفقاً للقوائم المعتمدة في وزارة الصحة في البلاد التي تشمل: «الألبسة الواقية، والأقنعة الطبية، والبدل المغلفة للجسم، والنظارات الطبية الواقية، والأقنعة الطبية للوجه»، سواء بكميات تجارية أو مع المسافرين بما يتجاوز استخدام الفرد الواحد. ويمثل ذلك تدبيراً وقائياً وتوفيراً لأقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين في البلاد التي تعزز الصحة العامة.
في شأن متصل، أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، وجود آلية إلكترونية لطلب استرجاع رسوم التأشيرات وأجور الخدمات عن طريق وكلاء العمرة في بلدان المعتمرين فقط، وذلك بعد قرار تعليق الدخول إلى المملكة بشكل مؤقت احترازياً، بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأوضحت الوزارة في بيان أن على من لديه أي مطالبات مراجعة وكلاء العمرة المحليين في بلدانهم، داعية من لديه استفسار إلى التواصل مع مركز خدمات المستفيدين بالوزارة، أو عبر بريدها الإلكتروني.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
TT

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن فتح باب التطوع بالخبرات الطبية السعودية المتخصصة لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً، وذلك من خلال برنامج «أمل» التطوعي السعودي المَعْنيّ بسد احتياجات القطاع الصحي لدى الدول المتضررة.

ودعا المركز عموم المتخصصين الراغبين في التطوع بخبراتهم إلى التسجيل في برنامج «أمل»، الذي يستمر عاماً كاملاً لدعم القطاع الصحي السوري الذي تَضَرَّرَ جراء الأحداث، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال مساهمة المتطوعين في البرنامج.

جولة الوفد السعودي للاطلاع على الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬⁩)

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن منصة التطوع الخارجي التي أطلقها المركز، تتيح فرصة التسجيل في عدد من التخصصات الطبية الملحّة لدعم القطاع الصحي في عدد من المدن السورية، لا سيما خلال الفترة الحالية من الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.

وأشار الجطيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف لإتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد. ونوه الجطيلي بجهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها بتقديم العون والمساعدة للإنسان في مناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجْرَوْا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها البرنامج ستسهم في مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين من خلال أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها البرنامج في الفترة المقبلة.

وفد سعودي يبحث مع القائم بأعمال وزارة الصحة السورية سبل تعزيز العمل الإنساني والطبي في سوريا (سانا‬⁩)

وتضم‏ تخصصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، وجراحة عامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة، وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وقال مركز الملك سلمان للإغاثة إن برنامج «أمل» «يُدَشَّن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستشعاراً لدور السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المتضررة في شتى أنحاء العالم»، مؤكداً في البيان المنشور على صفحة التسجيل، الدور المؤثر لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في رفع المعاناة عن الإنسان، وعيش حياة كريمة، وذلك بمشاركة متطوعين من الكوادر السعودية المميزة.

وبينما يستمر الجسران الجوي والبري اللذان أطلقتهما السعودية بوصول الطائرة الإغاثية السادسة، ونحو 60 شاحنة محمَّلة بأكثر من 541 طناً من المساعدات، زار وفد سعودي من قسم التطوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد، عدداً من المشافي والمراكز الطبية السورية، في جولة ميدانية للاطلاع على تفاصيل الواقع الصحي، والوقوف على الاحتياجات اللازمة والطارئة للقطاع.

وجاءت الجولة الميدانية للوقوف على حالة القطاع الصحي في سوريا، وتلمُّس احتياجاته من الكوادر والمؤن الدوائية، عقب اجتماع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع مسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق، تناولا فيه الاحتياجات الطبية العاجلة والمُلحة للمستشفيات السورية.

60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية عَبَرَت معبر جابر الحدودي إلى سوريا (مركز الملك سلمان)

وعلى صعيد الجسرين الجوي والبري السعوديين، ​وصلت، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى مطار دمشق، وتحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

كما عَبَرَت، صباح الأحد، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى معبر جابر الأردني للعبور منه نحو سوريا؛ حيث وصلت 60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، وهي أولى طلائع الجسر البري السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن الجسر البري سيدعم الجهود في سبيل إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية؛ إذ يحوي كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، تُنْقَلُ بعد وصولها إلى دمشق إلى جميع المناطق الأخرى المحتاجة. وأضاف الجطيلي أن جسر المساعدات البري إلى دمشق يتضمن معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل: أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية.