الشركات الصينية الصغيرة تعاني وسط دوامة الفيروس والأوروبية تخفض سقف أهدافها

إجراءات حكومية مضادة تشمل إعفاءات ضريبية وتأمينية

موظفون يعملون على خط إنتاج مصنع لتصنيع الإكسسوارات في مقاطعة جيانغسو بالصين (رويترز)
موظفون يعملون على خط إنتاج مصنع لتصنيع الإكسسوارات في مقاطعة جيانغسو بالصين (رويترز)
TT

الشركات الصينية الصغيرة تعاني وسط دوامة الفيروس والأوروبية تخفض سقف أهدافها

موظفون يعملون على خط إنتاج مصنع لتصنيع الإكسسوارات في مقاطعة جيانغسو بالصين (رويترز)
موظفون يعملون على خط إنتاج مصنع لتصنيع الإكسسوارات في مقاطعة جيانغسو بالصين (رويترز)

قالت وزارة التجارة الصينية الخميس إن تجارة البلاد الخارجية تواجه صعوبات، إذ تجد الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل إمداداتها صعوبات في ظل القيود التجارية ونقص المواد الخام وتأخر المدفوعات بسبب تفشي فيروس كورونا. في ذات الوقت الذي أظهر فيه استطلاع جديد للرأي، أن انتشار فيروس كورونا المتحور الجديد، قد أضر بأغلب الشركات الأوروبية في الصين، مما دفع الكثير منها إلى خفض أهدافها التجارية السنوية.
وأفاد ما يقرب من 90 في المائة من المشاركين في استطلاع مشترك أجرته غرفة التجارة الألمانية في الصين وغرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، وأعلنت نتائجه أمس، بأن أعمالهم التجارية قد تأثرت من جراء تفشي فيروس كورونا، بصورة تتراوح بين متوسطة إلى مرتفعة.
وتوقع نحو نصف من شملهم الاستطلاع، حدوث تراجع تزيد نسبته على 10 في المائة، في إيرادات النصف الأول من عام 2020. بينما من المتوقع أن تشهد الإيرادات الربع سنوية انخفاضا تزيد نسبته على 20 في المائة.
وقال نحو نصف المشاركين في الاستطلاع، والبالغ عددهم 577. إنهم يخفضون أهدافهم التجارية السنوية. ويذكر أن الاستطلاع قد جرى خلال الفترة بين 18 و21 من فبراير (شباط) الجاري.
ومن جانبها، قالت وزارة التجارة الصينية للصحافيين في إيجاز صحافي عبر الإنترنت أمس، إن مسحا أجرته خلص إلى أن أكثر من 90 في المائة من قرابة سبعة آلاف شركة منخرطة في التجارة الخارجية، واجهت تأخيرات في الشحن والمدفوعات بسبب تفشي الفيروس.
وقال لي شينغ شيان مدير إدارة التجارة الخارجية بالوزارة إن الكثير من الشركات واجهت مخاطر كبيرة من طلبيات الشراء الملغاة، ورفض تسلم منتجات، ورفض الدفع، داعيا إلى توفير التأمين لهم ضد مخاطر التصدير الائتمانية. وأضاف: «ستقدم الوزارة مزيدا من إجراءات المساعدة في الوقت المناسب»، دون أن يحدد إطارا زمنيا.
لكن مسؤولين بالوزارة قالوا إنه ليس هناك تحول كبير في سلاسل الإمداد أو الإنتاج خارج الصين، مضيفين أن بعض الشركات الأجنبية تواصل الاستثمار، مراهنة على آفاق السوق الصينية في الأجل الطويل.
وقال تشونغ تشانغ شينغ، المسؤول بالوزارة، إن المشكلات التي تواجهها الشركات الأجنبية لاستئناف العمل في أعقاب فرض قيود على السفر والتنقلات لكبح انتشار الفيروس ستحل قريبا، إذ توجه بكين صناعاتها الكبرى باستئناف الإنتاج.
وأضاف تشونغ، وهو مدير إدارة الاستثمار الأجنبي بالوزارة، «تأثير تفشي فيروس كورونا على سلاسل الإمداد والصناعة مؤقت... وضع الصين الهام في سلسلة الإمداد والصناعة العالمية لن يتغير بسبب ذلك».
ويأتي ذلك في وقت اتخذت فيه الصين تدابير مضادة متعددة لتخفيف الضغوط المالية عن قطاعات المطاعم والسكن وسط مكافحة تفشي وباء فيروس كورونا الجديد. وقال شيان غوه يي، مسؤول بالوزارة في مؤتمر صحافي عقد يوم الأربعاء، إنه نظرا للآثار الضخمة الناتجة عن تفشي الوباء على هذه القطاعات، سيتم إعفاء ضريبة القيمة المضافة من إيراداتها.
وفي الوقت نفسه، قال شيان إنه بالنسبة للشركات في مقاطعة هوبي الأشد تضررا لتفشي الوباء، فسيتم الإعفاء من أقساط التأمين ضد التقاعد والبطالة والتأمين ضد إصابات العمل لهذه الشركات من فبراير (شباط) إلى يونيو (حزيران) هذا العام مع خفض 5 في المائة من سعر الكهرباء، كما ستؤجل مدفوعاتهم إلى صندوق الادخار السكني المستحق.
أما الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم في خارج مقاطعة هوبي، فستعفى من الرسوم المذكورة من فبراير إلى أبريل (نيسان)، وسيتم تخفيض رسوم الشركات الكبيرة إلى النصف. وإضافة إلى ذلك، طبقت السلطات المحلية أيضا تدابير تفضيلية بينها تخفيف الإيجار والتأمين لشركات المطاعم والسكن وتقديم الإعانات.
وأشار شيان إلى أن 22 في المائة من الشركات قد استفادت من هذه التدابير المذكورة حتى يوم الثلاثاء، وقد قبلت بعض شركات المطاعم والسكن الكبيرة دعما في القروض من المصارف. وتوقع شيان أن تشهد هذه القطاعات انتعاشا سريعا بعد الوباء مع تقديم الوزارة مزيدا من السياسات لدعمها.
وفي سياق ذي صلة، ذكرت وزارة الأمن العام الصينية أن الصين نقلت ما إجماليه 84 ألف عامل على متن قطارات خاصة لاستئناف العمل والإنتاج وسط تفشي وباء «كوفيد - 19»، ابتداء من مغادرة أول قطار يوم 16 فبراير. وقالت الشرطة إن شرطة السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد عملت لضمان تشغيل آمن وسلس، تشمل 81 قطارا خاصا.
كما أصدرت الوزارة وثيقة تطلب فيها تعزيز مراقبة تدفق الركاب وكذلك تدابير الحفاظ على مسافات معينة بين الركاب ومنع تجمع الحشود. وعملت شرطة السكك الحديدية في المقاصد الرئيسية للقطارات الخاصة، بما في ذلك بكين وشانغهاي ومقاطعتي غوانغدونغ وتشجيانغ الساحلية، على تكثيف الجهود المبذولة لمنع تدفق الوباء عن طريق فحص درجات حرارة جسم الوافدين وحالتهم الصحية.


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«مايكروستراتيجي» الداعمة للبتكوين ترتفع 4% مع اقتراب دخولها «ناسداك 100»

رسم بياني للأسهم مع تمثيل للبتكوين (رويترز)
رسم بياني للأسهم مع تمثيل للبتكوين (رويترز)
TT

«مايكروستراتيجي» الداعمة للبتكوين ترتفع 4% مع اقتراب دخولها «ناسداك 100»

رسم بياني للأسهم مع تمثيل للبتكوين (رويترز)
رسم بياني للأسهم مع تمثيل للبتكوين (رويترز)

سجلت أسهم «مايكروستراتيجي» ارتفاعاً بنحو 4 في المائة في تداولات ما قبل السوق يوم الاثنين، مع استعداد شركة البرمجيات ومشتري «البتكوين» للانضمام إلى مؤشر «ناسداك 100» الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، مما عزز من التفاؤل بشأن آفاق السهم.

وسيمنح هذا المؤشر، الذي تبلغ قيمته 25.7 تريليون دولار ويضم كبرى الشركات غير المالية، تعرضاً غير مباشر للبتكوين من خلال «مايكروستراتيجي»، التي تحتفظ بما يعادل 44 مليار دولار من العملة الرقمية في ميزانيتها العمومية، أي نحو 2 في المائة من إجمالي المعروض من أكبر عملة مشفرة في العالم، وفق «رويترز».

ويمكن أن يعزز ذلك من احتمال المزيد من الشراء من قبل الصناديق التي تتبع مؤشر «ناسداك 100» ما قد يرفع من قيمة أسهم «مايكروستراتيجي» التي شهدت ارتفاعاً بنحو 550 في المائة هذا العام، جنباً إلى جنب مع زيادة سعر «البتكوين». وهذا العام، ضاعفت الشركة حيازاتها من «البتكوين» من خلال صفقات الأسهم والديون.

وقال ماثيو ديب، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة إدارة أصول العملات المشفرة «أستروناوت كابيتال»: «قد يكون هذا بداية لدورة رأس المال المتكررة التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع سعر البتكوين الفوري». وأضاف: «ستشتري صناديق الاستثمار المتداولة والعديد من الصناديق الأخرى أسهم (مايكروستراتيجي) لتعكس حيازات المؤشر، مما سيدفع السعر إلى الارتفاع، وبالتالي يتيح لـ(مايكروستراتيجي) شراء المزيد من (البتكوين) من خلال عروض الديون والأسهم».

ووفقاً لـ«مورنينغ ستار»، فإن أكبر صندوق متداول في البورصة يتتبع مؤشر «ناسداك 100» هو «صندوق إنفيسكو كيو كيو كيو» الذي تبلغ قيمته 322 مليار دولار.

وارتفعت عملة «البتكوين» إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة 106 آلاف دولار يوم الاثنين، بعد أن أشار الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى خطط لإنشاء احتياطي استراتيجي أميركي من «البتكوين»، مشابهاً لاحتياطي النفط الاستراتيجي.

ومنذ اعتماد البتكوين أصل خزانة في عام 2020 تحت قيادة المؤسس المشارك مايكل سيلور، ارتفعت أسهم «مايكروستراتيجي» بنسبة 3200 في المائة. ورغم ذلك، أبلغت الشركة عن خسارة صافية بلغت 340 مليون دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في 20 سبتمبر (أيلول)، لتكون خسارتها الفصلية الثالثة على التوالي.

وبناءً على أحدث سعر سهم ما قبل السوق، بلغت القيمة السوقية للشركة أكثر من 100 مليار دولار، أي أكثر من ضعف قيمة مخزون «البتكوين» الخاص بها.

وأضاف ديب: «على المدى الطويل، يمثل هذا إنجازاً كبيراً للعملات المشفرة، ومن المؤكد أننا سنسمع الكثير من النقاش، سواء من المؤيدين أو المعارضين، حول (مايكروستراتيجي) و(سايلور) في الأشهر المقبلة».