أعمال تشكيلية متنوعة لـ150 فناناً مصرياً في «أجندة» بالإسكندرية

يضم لوحات تصوير وفسيفساء ونحت وخزف وطباعة

من أعمال معرض «الأجندة» في مكتبة الإسكندرية
من أعمال معرض «الأجندة» في مكتبة الإسكندرية
TT

أعمال تشكيلية متنوعة لـ150 فناناً مصرياً في «أجندة» بالإسكندرية

من أعمال معرض «الأجندة» في مكتبة الإسكندرية
من أعمال معرض «الأجندة» في مكتبة الإسكندرية

عبر عشرات الأعمال التشكيلية، يستمتع زائر معرض «أجندة» في دورته الـ13 بمكتبة الإسكندرية (شمال مصر) بتنوع الأعمال المشاركة وثرائها الفكري والفني. ويجمع المعرض في فبراير (شباط) من كل عام ثلة من الفنانين التشكيليين على مدار 12 يوماً. فعلى مساحة صغيرة لا تتعدى متراً، يمكن لكل فنان الكشف عن جانب من إبداعه للجمهور بعمل واحد فني يتميز بجودته وأصالته، لا يشترط عدم عرضه سابقاً، لكن ينبغي أن تكون المرة الأولى لظهوره في المكتبة، وفق محمود هجرس، منسق المعرض.
ويمنح «أجندة» الزائر خيارات عدة لمشاهدة أساليب متنوعة من الفن التشكيلي، على غرار التصوير، والفسيفساء، والنحت، والخزف، والتصوير الفوتوغرافي والطباعة، وهو ما يعد فرصة جيدة لمحبي الفن التشكيلي.
وفي أحد أركان المعرض، تظهر مجموعة «الحرافيش» المكونة من 9 لوحات سريالية بألوان زيتية تتراقص فيها وجوه أشخاص بملامح مموهة، وكأنّها ذابت في زحام الحياة، يترجم خلالها د. إسلام الريحاني المدرس المساعد في كلية الفنون الجميلة مشاهدته اليومية لوجوه أهل الصعيد، فهو يؤمن بأنّ الوجوه تعد أفضل من يعبر عن طبيعة الأشخاص، وهي الوسيلة المثلى لنقل أحوال الناس البسيطة في الشوارع المصرية والحواري كما فعل نجيب محفوظ في روايته الشهيرة «الحرافيش»، حسب الريحاني.
في الجهة المقابلة من مجموعة الحرافيش، تخطف لوحة «المهاجر» ذات القطع الكبير الأنظار بألوانها الجريئة، التي يمزج فيها الفنان أحمد هلالي الألوان الساخنة بالباردة بلمسات ناعمة، لإبراز تناقض الحياة، فوجه بطلته الضخم صاحب اللون الأصفر الذهبي، تحلق من حوله الطيور الصغيرة على خلفية سماء زرقاء في إشارة للهجرة، ويجاور اللوحة الرئيسية 4 لوحات صغيرة تظهر تفاصيل فنية باللوحة بأسلوب يحاكي العدسة المكبرة.
كما تزين منتصف القاعة قطعتا خزف أطلق عليهما اسم «آدم وحواء»، تحيط بهما مواد خضراء تشبه أوراق الأشجار، مع توظيف عنصر الإضاءة بشكل فعّال، لإيصال رسالة مصممتها الفنانة مروة زكريا، الأستاذة في قسم الخزف بكلية الفنون التطبيقية في جامعة حلوان، التي تؤكّد من خلالها على أهمية فن الخزف الذي ترى أنه لا يزال يفتقد الاهتمام، رغم عودة أجواء الاحتفاء بالفن التشكيلي في مصر.
وبالخيوط والأوراق والألوان تتلاعب تقوة صبري بسهولة في 3 لوحات من خلال عملها «المدينة»، لتصور من خلاله رؤيتها للمدينة من منظور مختلف وبأسلوب عين الطائر، الذي يكشف المدينة من أعلاها من مستوى متوسط، فلا هو يرى تفاصيلها الدقيقة، ولا تغيب عنه أبعادها الرئيسية العامة، وفق صبري.
ويكرم المعرض في دورته الـ13 ثلاثة فنانين غابوا عن عالمنا في عام 2019، وهم: السويدي سيرجيوبيريا (1963 - 2019)، والمصري خالد سامي (1968 - 2019)، بالإضافة إلى الفنان فاروق وهبة (1942 - 2019)، بعرض أعمالهم في مقدمة المعرض، تكريماً لإسهاماتهم الفنية الطويلة.
واعتاد معرض «أجندة» خلال السنوات الماضية، فتح المجال أمام مئات من الفنانين الشّباب للتّعرف على أحدث الأفكار والتّقنيات الحديثة في عالم الفن التشكيلي في مصر، وعرض أعمالهم الفنية جنباً إلى جنب مع أعمال الرواد.
ووفق هجرس، فإنّ «توسيع دائرة المشاركة، من أهم أهداف المعرض هذا العام، لذلك جرى اختيار لجنة مكونة من 10 فنانين معروفين من الإسكندرية والقاهرة والمنيا والأقصر، ليختار كل منهم بدوره بشكل مستقل، مجموعة من الفنانين من دون تدخل من إدارة المكتبة، وقد نغير هذا الأسلوب العام المقبل أو ندمج أسلوبي التّرشيح مع الإعلان المفتوح للجميع».



زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».