بسبب كورونا... الصين تعدّل سياساتها المالية لتحقيق أهدافها الاقتصادية

شركات الفحم استعادت 95 % من طاقتها الإنتاجية

بسبب كورونا... الصين تعدّل سياساتها المالية لتحقيق أهدافها الاقتصادية
TT

بسبب كورونا... الصين تعدّل سياساتها المالية لتحقيق أهدافها الاقتصادية

بسبب كورونا... الصين تعدّل سياساتها المالية لتحقيق أهدافها الاقتصادية

قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن السلطات سوف تعمل على تعديل السياسات لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لهذا العام، وذلك مع تعزيز جهود احتواء فيروس كورونا المتحور الجديد.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن شي القول للمسؤولين في اجتماع عبر تقنية كونفرنس كول (مكالمة جماعية) إنه يجب إعادة الإنتاج بصورة منظمة، مضيفاً أنه يجب استعادة الإنتاج بصورة شاملة في المناطق التي لا توجد خطورة كبيرة لتفشي الفيروس بها. وأوضح شي أن الوباء ما زال في مرحلة معقدة وقوية، مشيراً إلى أن جهود مكافحة الفيروس في مرحلة حرجة.
وكانت الصين قد أعلنت أمس ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا في أنحاء الصين إلى 2442 شخصاً بعد وفاة 97 حالة جديدة من المصابين بالفيروس. وقال مسؤول في الإدارة الصينية الوطنية للطاقة أمس، إن شركات الفحم التي تديرها الحكومة المركزية استأنفت عملياتها وعادت بأكثر من 95 في المائة من طاقتها الإنتاجية. وقال لو جون لينغ رئيس قسم الفحم في الإدارة خلال مؤتمر صحافي إن معدلات عودة القدرة الإنتاجية لجميع شركات الفحم وصلت إلى 76.5 في المائة. وأضاف أنه جرى بدرجة كبيرة احتواء التأثير السلبي على إنتاج الفحم الناجم عن تفشي فيروس كورونا في الصين.
يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه الصين أمس، انخفاضاً آخر في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا خارج بؤرة تفشيه، لكن مسؤولي الصحة في العالم حذروا من أنه من السابق لأوانه التكهن بشأن تفشي المرض مع استمرار الارتفاع في عدد الإصابات الجديدة والمخاوف من العدوى في بلدان أخرى.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين أمس، تسجيل 648 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس، في ارتفاع عن عدد الحالات في اليوم السابق، مع تسجيل 18 حالة فقط خارج إقليم هوبي، وهو أدنى عدد خارج بؤرة تفشي المرض منذ بدأت السلطات إعلان البيانات قبل شهر.
وناشد التلفزيون الرسمي المواطنين مواصلة توخي الحذر والامتناع عن المشاركة في تجمعات. لكن عدد حالات العدوى خارج الصين ظل يثير قلق السلطات الصحية في العالم، إذ أعلنت كوريا الجنوبية الأحد عن رابع حالة وفاة نتيجة الفيروس و123 حالة إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي عدد المصابين هناك إلى 556 شخصاً، أي أن العدد تضاعف من الجمعة إلى السبت. وزاد عدد الحالات في إيطاليا، أكثر دولة في أوروبا تأثراً بالمرض، بما يزيد على أربعة أمثاله إلى 79 السبت، وتوفيت حالتان.
وأكدت اليابان 27 حالة إصابة جديدة بالفيروس السبت، فيما رصدت إيران عشر حالات جديدة، رفعت العدد الكلي هناك إلى 29، وتوفي ستة أشخاص جميعهم منذ يوم الثلاثاء، مما زاد من القلق في الداخل وفي الدول المجاورة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخصص جهوداً لمساعدة الدول المعرضة لخطر الفيروس ومنها 13 دولة في أفريقيا لها روابط مع الصين على الاستعداد لمواجهة الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 2400 شخص. وشددت المنظمة على أن عدد الحالات خارج الصين لا يزال صغيراً نسبياً، وقالت إن أكثر ما يثير قلقها هو الحالات الجديدة التي أصيبت بالفيروس دون صلة واضحة بالصين كالسفر أو مخالطة حالة مؤكدة.
كانت بكين أعلنت الأسبوع الماضي، ضخ أموالاً بقيمة 300 مليار يوان (43 مليار دولار) لمساعدة الشركات التي تسهم بمكافحة فيروس كورونا المستجد الذي أصاب الآلاف في الصين. وتسبب الفيروس بشلل في البلاد، ما قد يؤدي إلى تراجع في اقتصادها المتباطئ أصلاً. وتم تقديم الدفعة الأولى من هذه المنح المخصصة لإعادة التسليف الاثنين الماضي، دعماً للمؤسسات المالية حتى تتمكن من منح قروض إلى الشركات الرئيسية المشاركة في عملية السيطرة على فيروس كورونا المستجد والوقاية منه.
وأوضح نائب حاكم بنك الصين الشعبي ليو غيوكيانغ إن تسعة مصارف وطنية كبرى فضلاً عن مصارف محلية في عشر مقاطعات ومدن مؤهلة للحصول على هذا التمويل الخاص.
وأوضح أن هذه التمويلات تهدف إلى مساعدة الشركات على المستويين الوطني والمحلي. وشدد على أن «الشركات المالية بحاجة إلى النظر بالقروض وإصدارها بسرعة»، وأن عليها الإفراج عن الأموال خلال يومين، مضيفاً أن المصرف المركزي سيتحقق من استخدامات القروض للتأكد من أنها لم تذهب لغير غرضها المعلن وستجري معاقبة المخالفين. وقال إن نطاق الشركات التي ستتلقى هذه القروض «لا يجب أن يكون واسعاً جداً». ودعا المصرف المركزي المؤسسات المالية إلى عدم منع القروض عن الشركات الكبرى وكذلك الصغيرة والمتوسطة بشكل «أعمى».
كان المركزي الصيني قد أعلن أنه سيضخ 1.2 تريليون يوان (173 مليار دولار) في الأسواق المالية في ظل جهودها لمكافحة الفيروس.
وأعلن «بنك الصين الشعبي» في بيان أنه سيطلق العملية بعد عطلة رأس السنة الصينية التي تم تمديدها جراء انتشار فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الخطوة تهدف للمحافظة على «سيولة معقولة ووفيرة» في النظام المصرفي وعلى سوق عملات مستقر. وأضاف أن المبلغ الإجمالي للسيولة في المنظومة المصرفية سيكون أعلى بـ900 مليار يوان (129 مليار دولار) عن الفترة ذاتها من العام الماضي. وحضّ المصرف المركزي الصيني المؤسسات المالية على تقديم «موارد ائتمانية كافية» للمستشفيات وغيرها من الهيئات الطبية إلى جانب إجراءات أخرى.
وسجلت الصين نمواً اقتصادياً بلغت نسبته 6.1 في المائة العام الماضي، اعتبر الأبطأ منذ نحو ثلاثة عقود.


مقالات ذات صلة

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

الاقتصاد نائبة البرلمان الفرنسي أميليا لكرافي (الشرق الأوسط)

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن إطار «رؤية 2030»، تتجه الأنظار نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
TT

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)
رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026، بعد أن أتمت المملكة استثمار ملياري دولار في عملاقة التصنيع الصينية.

وقالت «لينوفو» في بيان إنها أكملت بيع سندات قابلة للتحويل من دون فوائد لمدة ثلاث سنوات بقيمة مليارَي دولار إلى شركة «آلات»، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، وذلك جزء من شراكة تم الكشف عنها في مايو (أيار) الماضي.

وبموجب الشراكة، ستبني «لينوفو» منشأة تصنيع جديدة في السعودية، ومن المتوقع أن تبدأ الإنتاج في عام 2026، بطاقة سنوية لإنتاج ملايين أجهزة الكمبيوتر والخوادم.

«لينوفو» تعزّز حضورها العالمي

وذكر البيان أن «هذا التعاون الاستراتيجي والاستثمار سيمكّن شركة (لينوفو) من تسريع عملية التحول الجارية، وتعزيز حضورها العالمي، وزيادة التنوع الجغرافي لبصمة التصنيع الخاصة بها». وأشار إلى أن «لينوفو» ستبني على أعمالها الحالية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتستغل فرص النمو الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتنقل سلسلة التوريد والتكنولوجيا والقدرات التصنيعية ذات المستوى العالمي إلى السعودية، وتدعم خلق الآلاف من فرص العمل الجديدة.

وستقوم «لينوفو» بإنشاء مقرّ إقليمي للشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا في الرياض، ومنشأة تصنيع مستدامة في المملكة لخدمة العملاء في المنطقة وخارجها. وسيقوم المصنع بتصنيع ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم سنوياً باستخدام فرق البحث والتطوير المحلية لإنتاج منتجات «صُنع في السعودية» بالكامل، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج بحلول عام 2026.

وسينضم المصنع الجديد إلى بصمة «لينوفو» الواسعة التي تضم أكثر من 30 موقعاً للتصنيع حول العالم، في الأرجنتين، والبرازيل، والصين، وألمانيا، والمجر، والهند، واليابان، والمكسيك والولايات المتحدة، وفق البيان.

شراكة استراتيجية

وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «لينوفو» يوانكينغ يانغ: «من خلال هذا التعاون الاستراتيجي القوي والاستثمار، ستحظى (لينوفو) بموارد كبيرة ومرونة مالية كبيرة لتسريع عملية التحول وتنمية أعمالنا من خلال الاستفادة من زخم النمو المذهل في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. نحن متحمسون لأن تكون شركة (آلات) شريكنا الاستراتيجي طويل الأمد، وواثقون من أن سلسلة التوريد والتكنولوجيا وقدرات التصنيع ذات المستوى العالمي التي نمتلكها ستعود بالنفع على المملكة في إطار سعيها لتحقيق أهداف (رؤية 2030) المتمثلة في التنويع الاقتصادي والتنمية الصناعية والابتكار وخلق فرص العمل».

أما الرئيس التنفيذي لشركة «آلات»، أميت ميدا، فقال: «نحن فخورون للغاية بأن نصبح مستثمراً استراتيجياً في شركة (لينوفو) وشريكاً معها في رحلتها المستمرة بصفتها شركة تقنية عالمية رائدة. مع إنشاء مقرّ إقليمي في الرياض ومركز تصنيع عالمي المستوى، مدعوم بالطاقة النظيفة في المملكة العربية السعودية، نتوقع أن يعزز فريق (لينوفو) من إمكاناتهم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا».

وبحسب البيان، فإنه «في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن التعاون الاستراتيجي والاستثمار مع شركة (آلات) في مايو 2024، أعلنت (لينوفو) أيضاً عن إصدارها المقترح لأذونات بقيمة 1.15 مليار دولار لمدة ثلاث سنوات لجمع أموال إضافية لدعم النمو المستقبلي وتوسيع قاعدة رأس المال. وقد تم الاكتتاب في هذه الأذونات بالكامل، بما في ذلك 43 في المائة من الاكتتاب من قِبل قيادة (لينوفو)؛ مما يدل على الثقة في التحول المستمر لشركة (لينوفو) وريادتها في السوق العالمية وزخم نموها».

وفيما يتعلق بهذه الصفقة، قدمت كل من «سيتي بنك» و«كليري غوتليب ستين وهاميلتون» (هونغ كونغ) المشورة لـ«لينوفو»، وقدمت كل من «مورغان ستانلي» و«لاثام آند واتكينز» المشورة لـ«آلات».