عادة ما تبحث الدراسات التي تجرى على المومياوات الفرعونية عن الأمراض التي عانى صاحب المومياء منها قبل وفاته أو تتناول احتمالات قتله، ولكن دراسة جديدة شارك فيها فريق بحثي من جامعات مصرية، أخذت منحى مختلفاً بدراسة فطريات تم عزلها من المومياوات، ومن ثم تجريب بعض الزيوت الطبيعية التي يمكن أن تساعد في مواجهة هذه الفطريات المتلفة للمومياوات.
واستخدم المصري القديم الزيوت النباتية خلال عملية التحنيط لتعقيم المومياوات، ولكن مع مرور الزمن تفقد هذه الزيوت فاعليتها، ومن ثم سعت الدراسة الجديدة التي نشرت في 7 يناير (كانون الثاني) الماضي على موقع شركة MDPI لنشر الأبحاث إلى اختبار مجموعة من الزيوت النباتية لم يستخدمها المصري القديم، والتي يمكن أن تكون مفيدة في مقاومة الفطريات.
وخلال الدراسة عزل الفريق البحثي الذي يضم باحثين من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وكلية الآثار جامعة القاهرة، ومركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، ثلاثة أنواع من الفطريات كانت موجودة داخل مومياء طفل مصري، وهي فطر «أسبرجيلوس فلافوس» أو الذي يعرف بـ«فطر الرشاشية الصفراء»، و(كلادوسبوريوم كلادوسبوريويدس)، (بنسيليوم كريسوجينوم) أو التي تعرف بـ«المكنسية العسجدية».
وفطر «أسبرجيلوس فلافوس) من الفطريات الرمية والممرضة التي تنتمي لطائفة «العوفنيات»، أما «كلادوسبوريوم كلادوسبوريويدس»، فهو واحد من أكثر الفطريات شيوعاً في الهواء الطلق، ويسبب أمراض الحساسية الموسمية، أما «بنسيليوم كريسوجينوم»، فهو من طائفة «العفونيات»، ويوجد في الغالب بالبيئات الداخلية، وخاصة في المباني الرطبة أو التي تضررت من الماء.
واستخدم الفريق البحثي هذه الفطريات المعزولة من المومياء لاستعمار عينات من ألياف كتان حديثه تشبه تلك التي استخدمها المصري القديم في تحنيط المومياوات، ثم اختبروا بعد ذلك فاعلية أربعة زيوت نباتية في مقاومة هذه الفطريات الخطيرة، وهي زيوت نباتات «إكليل الجبل»، «كف مريم»، «حشيشة الليمون»، «القرطم الأفريقي».
وينتمي «إكليل الجيل» لعائلة النعناع، ويسمى أيضاً بـ«الروزماري» أو «حص البان»، ويستخدم في الطب الشعبي لعلاج العدوي البكتيرية والفطريات، أما «كف مريم»، فهي شجيرة يصل طولها من 2 إلى 4 أمتار سريعة النمو، ويطلق عليها أيضاً اسم «شجرة النساء»، لفوائدها العديدة في علاج بعض الأمراض المتعلقة بالمرأة مثل رفع الخصوبة، علاج اضطرابات وأعراض الدورة الشهرية، أما حشيشة الليمون، فهو نوع نباتي يتبع الفصيلة النجيلية، وله فوائد طبية متنوعة لإنقاص الوزن والعناية بالبشرة وتخفيف الألم وعلاج البرد والزكام، وأخيراً القرطم الأفريقي، فينتمي لجنس الفصيلة النجمية، ويستخدم بشكل واسع لإنقاص الوزن.
وتقول د. مايسة منصور الأستاذ بقسم الحفظ وترميم الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، والباحث المشارك بالدراسة لـ«الشرق الأوسط»: «كانت المفاجئة أن زيوت نبات (كف مريم) هي الأكثر فاعلية في مقاومة الفطريات، رغم أن زيوت هذا النبات تستخدم للمرة الأولى في هذا الإطار».
وبلغت نسبة تثبيط الفطريات الثلاثة التي تم عزلها من المومياء 100 في المائة في العينات التي تمت معالجتها بنبات كف مريم، فيما حققت زيوت النباتات الأخرى نسب متفاوتة، فكانت فعالة بنسبة 100 في المائة مع بعض الفطريات وأقل من ذلك مع بعض الفطريات الأخرى.
وتضيف مايسة منصور أن هذه النتيجة التي توصلنا إليها تجعلنا نوصي بإدخال زيت نبات كف مريم، ضمن المواد التي تستخدم في تعقيم المومياوات الفرعونية.
زيت «كف مريم»... السائل المُحصن لمومياوات الفراعنة
دخل منافسة علمية لاعتماده في مقاومة الفطريات
زيت «كف مريم»... السائل المُحصن لمومياوات الفراعنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة