توثيق جرائم الحوثيين وألغامهم يمنح «ماذا بقي مني؟» جائزة أوروبية

المخرجة نسرين الصبيحي نعمان لدى تتويجها بجائزة أفضل قصة في مهرجان فيوجين - شمال أوروبا للأفلام (الشرق الأوسط)
المخرجة نسرين الصبيحي نعمان لدى تتويجها بجائزة أفضل قصة في مهرجان فيوجين - شمال أوروبا للأفلام (الشرق الأوسط)
TT

توثيق جرائم الحوثيين وألغامهم يمنح «ماذا بقي مني؟» جائزة أوروبية

المخرجة نسرين الصبيحي نعمان لدى تتويجها بجائزة أفضل قصة في مهرجان فيوجين - شمال أوروبا للأفلام (الشرق الأوسط)
المخرجة نسرين الصبيحي نعمان لدى تتويجها بجائزة أفضل قصة في مهرجان فيوجين - شمال أوروبا للأفلام (الشرق الأوسط)

حاز فيلم المخرجة الأردنية - اليمنية نسرين الصبيحي نعمان «ماذا بقي مني؟»، الذي وثق وجع متضررين فقدوا أطرافهم جراء الألغام الحوثية، جائزة أفضل قصة بمهرجان فيوجين - شمال أوروبا للأفلام، المنعقدة دورته الحالية في لندن هذا الأسبوع، بعد تنافس محموم بين 180 فيلماً لمخرجين من 50 جنسية مختلفة، وجرى إعلان الجوائز في ختام دورة المهرجان مساء السبت.
وركز الفيلم الذي عرض مساء الجمعة على ضحايا الألغام والقذائف في تعز، حيث نقلت الشاشة حديث أهالي تعز المتضررين من الألغام وتحدثوا عمن يزرعها في المدارس والمستشفيات والأماكن السكنية.

وأوضحت المخرجة أنها تهدي الجائزة «للسيدة دليلة» التي كان ذنبها الوحيد أنها ذهبت قبل عرسها بثلاثة أيام لتحضر ماء من بئر، وأهداها الحوثيون لغماً كان على عتبة بئر الماء وتحولت من عروس إلى ضحية، وخسرت حياتها، وطالبتني بإيصال صوتها إلى العالم، وما هي إلا نموذج من بين آلاف الضحايا الذين أوجعتهم الألغام والقناصة والقذائف الحوثية التي كالت مختلف أشكال العذاب كالتجويع وتجنيد الأطفال وترويع المدنيين وخطفهم وإخفائهم.
وأشاد مخرجون مشاركون في المهرجان بالفيلم، وذكروا أن أهميته تكمن في وجود المخرجة على الأرض. وهذا ما يستدعي أهمية الفيلم والحقائق والشواهد التي رصدها مباشرة مع الناس والمتضررين المباشرين من ألغام الحوثيين وقناصتهم.

وقالت الصبيحي في يوم العرض، إن «أفلامي خلاصة جهد ومعاناة واجهتها كشاهدة قبل أن أكون مخرجة وجدت وعلى الواقع أن حال الإنسان يتعرض لأسوأ عملية توظيف واستغلال سياسي من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، والأطفال يتغذون من ذات الجهة على ثقافة القتل ورفض الآخر، عبر ترديد شعار الموت الملصق في كل مكان».
وأضافت: «قابلت الكثير من مبتوري الأطراف بفعل الألغام التي زرعها الحوثي قبل مغادرته تعز المدينة... ‎أخذت تنقلاتي بين المحافظات ساعات طويلة من التنقل في طرق جبلية وعرة مروراً بنقاط تفتيش عسكرية حوثية كثيرة ترفض مرور الإعلاميين ما لم تكن المهمة لصالحهم، ‎ومن هنا أدركت أن إظهار الحقيقة عملية غير ممكنة، ولكم أن تتخيلوا كم من القصص لم توثق لعدم توافقها مع ما يريدون».
وذكرت الصبيحي أنها وجدت أن «جهود ودور المنظمات الدولية الإنسانية المشكورة بحاجة إلى إعادة ترتيب وتنظيم لضمان وصول معوناتهم وخدماتهم وبرامجهم إلى مستحقيها... ‎وها هو عاصم وماذا بقي مني وأفلامي المقبلة عن تجنيد الأطفال والإخفاء القسري وغيرها من المواضيع قد تساعد على إظهار حقيقة الواقع بتجرد وحيادية»، وختمت كلمتها بالقول إن «السلام مطلب وغاية وختام».

من جانبه، قال السفير اليمني لدى المملكة المتحدة الدكتور ياسين نعمان إن وجود هذا النوع من الأفلام الوثائقية يساعدنا في توضيح الصورة الحقيقية للحرب التي يخضوها الحوثيون ضد اليمن منذ سبتمبر (أيلول) 2014 وحتى الآن.
وأضاف أن الإعلام الغربي يركز في جوانب من الحرب تخدم التوجهات التي تتبع إليها وسائل الإعلام أو تلك التي تركز على جانب واحد فقط من الحرب، نحن نحتاج المزيد من هذه الأفلام التي تظهر الحقيقة والحياد، ونطالب جميع المهتمين بالملف اليمني بأن ينهجوا الحياد فقط.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحال

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي الفقر دفع آلاف الأطفال اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين للعمل وترك المدارس (أ.ف.ب)

رقعة الجوع تتسع في صنعاء... والحوثيون مستنفَرون

تعيش صنعاء ومناطق أخرى يسيطر عليها الحوثيون واقعاً مأساوياً بسبب اتساع رقعة الجوع، بينما تتوجس الجماعة من سقوطها، على غرار ما حدث مع نظام الأسد في سوريا.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
شؤون إقليمية يمني يمر أمام مجسمات لمسيرات حوثية في صنعاء (أ.ف.ب)

إسرائيل تدرس شنّ هجوم واسع على اليمن

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن حكومة بنيامين نتنياهو تبحث إمكانية الرد بشنّ هجوم واسع في اليمن، في وقت قريب جداً.


احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».