تقنيات الصحة الرقمية تتقصى أمراض القلب

تطبيقات طبية متقدمة في متناول اليد

مستشعرات التحسس الضوئي لقياس النبضات  -  أجهزة رقمية في مجالات الطب والصحة
مستشعرات التحسس الضوئي لقياس النبضات - أجهزة رقمية في مجالات الطب والصحة
TT

تقنيات الصحة الرقمية تتقصى أمراض القلب

مستشعرات التحسس الضوئي لقياس النبضات  -  أجهزة رقمية في مجالات الطب والصحة
مستشعرات التحسس الضوئي لقياس النبضات - أجهزة رقمية في مجالات الطب والصحة

يتوالى حالياً إصدار الدراسات الطبية باستخدام وسائل «تكنولوجيا الصحة الرقمية» Digital Health Technology لتطبيقات الذكاء الصناعي Artificial Intelligence، وخاصة في مجالات صحة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
- دراسات «رقمية»
وضمن عدد 12 فبراير (شباط) من مجلة «السكتة الدماغية» STROKE الصادرة عن رابطة القلب الأميركية AHA، عرضت مجموعة باحثين أميركيين المرحلة الثانية من دراسة الرجفان الأذيني الرقمي Digital - AF II، وكانت بعنوان: «تأثير فحص الرجفان الأذيني القائم على الهواتف الذكية في عامة السكان للوقاية من السكتة الدماغية الأولية». وهي الدراسة التي تعرض أيضاً كمحاضرة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية 2020، الذي يُعقد في لوس أنجليس في الفترة ما بين 19 و21 فبراير الحالي.
وفي أكبر دراسة من نوعها يتم إجراؤها حتى اليوم، قدم باحثون من معهد سكريبس للأبحاث في لاهويا بولاية كاليفورنيا، نتائج دراستهم متابعة معدل نبضات القلب لدى نحو 93 ألف شخص في الولايات المتحدة طوال العام. ووفق ما تم نشره في عدد 5 فبراير الحالي من «مجلة بلوس وان» العلمية PLOS ONE، وضمن سلسة من الدراسات الطبية حول «تكنولوجيا الصحة الرقمية»، أفاد الباحثون في مقدمة دراستهم ما ملخصه: «ومع توفر تقنيات الاستشعار التجارية القابلة للارتداء Wearable Sensor Technologies باستخدام مستشعرات التحسس الضوئي Photoplethysmography (PPG) التي تتشابه دقتها حالياً مع دقة أجهزة تخطيط كهربية القلب ECG المستخدمة في المستشفيات، يمكن قياس معدل ضربات القلب بشكل مستمر؛ مما يجعل من الممكن تحديد معدل ضربات القلب الطبيعي للفرد بدقة والتغيرات المهمة المحتملة فيه مع مرور الوقت».
وضمن عدد 12 فبراير من مجلة «نيشتر» العلمية Nature npj Digital Medicine، قدم باحثون من معهد جورجيا للتكنولوجيا في أتلانتا دراستهم الاكلينيكية بعنوان: «ميكروفونات دقيقة يمكن ارتداؤها من أجل المراقبة الطولية للإشارات الميكانيكية الصوتية للقلب». وقال الباحثون في مقدمة دراستهم: «الإشارات الصوتية الميكانيكية الصادرة من القلب والرئتين Mechano - Acoustic Cardiopulmonary Signals تحتوي على معلومات قيّمة حول عمل الجهاز القلبي الرئوي. وتمتلك أجهزة الاستشعار، التي يتم ارتداؤها دون إزعاج، القدرة على مراقبة هذه الإشارات لفترات طويلة والكشف عن التغيرات المرضية في وقت مبكر وتقديم الرعاية الطبية وفقاً لذلك».
وكان الباحثون من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قد نشروا ضمن عدد 10 يناير (كانون الثاني) الماضي من مجلة «نيشتر» Nature npj Digital Medicine، دراسة المراجعة العلمية لاستخدام تقنيات استشعار التصوير الضوئي PPG في اكتشاف الإصابات بالرجفان الأذيني Atrial Fibrillation، وخاصة مع التقدم في العمر.
- مستشعرات التحسس الضوئي
وقال الباحثون من جامعة كاليفورنيا في نتائج دراستهم: «يبرز تخطيط مستشعرات التحسس الضوئي كطريقة منخفضة التكلفة وغير تدخلية للرصد المستمر لمعدل ضربات القلب. وتقدم مجموعة متنوعة من الأجهزة القابلة للارتداء، مراقبة قائمة على تقنية التصوير الضوئي، بما في ذلك الهواتف الذكية والساعات الذكية».
والرسم البياني لمستشعرات التحسس الضوئي يرصد إشارة ضغط النبض الناتجة من انتشار نبضات ضغط الدم على طول الأوعية الدموية الشريانية. وبالقياس في الشرايين الطرفية، نحصل على معلومات غنية عن نشاط القلب، وحالة القلب والأوعية الدموية، والتفاعل بين الجهاز العصبي الودي Sympathetic Nervous Systems، ومستوى الهيموغلوبين، ومعدل التنفس. ويمكن اشتقاق الكثير من العوامل الفسيولوجية من تقنية التصوير الضوئي، بما في ذلك مستوى تشبع الدم بالأكسجين ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، وحجم الدم الذي يضخه القلب في الدقيقة Cardiac Output. وهذه القدرات «الفذة» لتقنية التصوير الضوئي تفتح الأبواب بشكل أوسع لتطوير أدوات تشخيص إسعافية جديدة تتيح الفحص المبكر لأمراض القلب، بما في ذلك عدم انتظام إيقاع ضربات القلب.
- مراقبة نبض القلب
واستخدم باحثو معهد سكريبس للأبحاث أجهزة رصد معدل نبض القلب القابلة للارتداء بالمعصم Heart Rate Wrist - Worn Tracker، التي تم ارتداؤها من قبل المشمولين في الدراسة، وذلك من أجل الدقة في التتبع والرصد المستمر لكامل نبضات القلب طوال اليوم، ما وفر للباحثين نحو 33 مليون يوم من بيانات معدل نبضات القلب في المجموع. واستخدم الباحثون تلك البيانات لفحص الاختلافات في «معدل ضربات القلب حال الراحة» Resting Heart Rate للأفراد المشمولين في الدراسة خلال فترة عام، وكذلك المقارنة فيما بينهم في ذلك الجانب.
وقال الباحثون في نتائجهم: «وفي هذه الدراسة، فإن هدفنا هو وصف التباين في معدل ضربات القلب أثناء الراحة لدى الشخص نفسه، وفيما بين الأشخاص. وتابعنا معدل ضربات القلب حال الراحة بشكل يومي، ودرسنا مدى ارتباطه بمقدار العمر ومؤشر كتلة الجسم BMI، والجنس، ومدة النوم ووتيرة تغيره بمرور الوقت. كما استكشفنا أيضاً مدى التباين اليومي معدل ضربات القلب حال الراحة بين الأفراد المشمولين بالدراسة، والتغيرات الطويلة والقصيرة الأجل في المسار اليومي لمعدل ضربات القلب حال الراحة لدى الفرد».
وأضافوا: «كان متوسط معدل ضربات القلب يومياً هو 65 نبضة في الدقيقة bpm، وتراوح مداها بين 40 و109 نبضات في الدقيقة بين جميع الأفراد. واختلف متوسط معدل ضربات القلب حال الراحة بشكل كبير حسب العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم ومتوسط مدة النوم. كما لوحظت اختلافات في وقت العام، بأدنى مستوى في يوليو (تموز) وأقصى مستوى في يناير. وبالنسبة لمعظم الأشخاص، بقي معدل ضربات القلب حال الراحة مستقراً نسبياً على المدى القصير، لكن لدى 20 في المائة منهم حصلت تقلبات لمدة تقارب أسبوع في معدل ضربات القلب حال الراحة، بزيادة تقارب 10 نبضة في الدقيقة أو أكثر». وخلصوا في نتائجهم بالقول: «الشخص بالعموم لديه معدل يومي وطبيعي بالنسبة له في عدد ضربات القلب في الدقيقة حال الراحة، وهو ما يمكن أن يختلف عن المعدل الطبيعي لفرد آخر بما قد يصل الفرق فيه إلى حد 70 نبضة في الدقيقة».
- رصد تغيرات ضعف القلب
وفي دراسة باحثي معهد جورجيا للتكنولوجيا تمت متابعة التغيرات في الإشارات الصوتية الميكانيكية الصادرة من القلب والرئتين (التي يسمعها الطبيب أثناء الفحص بالسماعة الطبية) هو وسيلة مفيدة جداً، خاصة في تشخيص المراحل المبكرة من انتكاسات ضعف القلب Early CHF، والتي تشمل عدداً من «التغييرات الفسيولوجية المرضية ما قبل ظهور الأعراض» Pre symptomatic Pathophysiological Changes، التي يصعب إكلينيكياً ملاحظتها، والتي أيضاً قد لا يُلقي لها المريض اهتماماً ملائماً. وأفادوا بأن ملاحظة حصول تلك التغيرات يُسهل للمريض المبادرة بطلب المعونة الطبية والحيلولة دون تطورها إلى حالات متقدمة تتطلب الدخول إلى المستشفى لتلقي المعالجة بصورة مُلحّة. وأضاف الباحثون القول: «وفي هذه الدراسة نقدم مستشعر اهتزاز يتميز بأنه: عالي الدقة ومغلق بإحكام ويمكن ارتداؤه ويجمع بين خصائص مقياس التسارع وميكروفون التلامس؛ وذلك للحصول على إشارات فسيولوجية ميكانيكية عريضة النطاق في المراقبة المتزامنة للعوامل الصحية المتعددة المرتبطة بنظام الجهاز القلبي الرئوي، مثل معدل نبض القلب، ومعدل التنفس، وأصوات القلب، وأصوات الرئة، وحركة الجسم».
واستطردوا موضحين بالقول: «يستخدم ميكروفون التلامس المغلق (ACM) محولات فجوة النانو Nano - Gap Transducersلتحقيق حساسية غير عادية في عرض النطاق الترددي العريض (DC - 12 كيلو هرتز) لنطاق ديناميكي عالٍ».
... وتكشف مبكراً عن الرجفان الأذيني
> أفاد الباحثون في مقدمة دراستهم ما ملخصه: «يُوصى طبياً بفحص مدى وجود الإصابة بالرجفان الأذيني للوقاية من السكتة الدماغية الأولية في المرضى الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً. وثمة عوائق لوجيستية لإجراء فحص رسم تخطيط كهرباء القلب 12 - lead ECG، لكن تطبيقات الهاتف المحمول لتقنيات التحسس الضوئي قد تتغلب على هذه المشكلة؛ مما يوفر فحصاً في متناول اليد وبتكلفة منخفضة. وفي دراستنا الحديثة قمنا بتقييم جدوى فحص الهاتف الذكي والتأثير على الرعاية الإكلينيكية اللاحقة.
وقال الباحثون في ملخص نتائج دراستهم: «يوضح استخدام هذا الفحص الرقمي من قبل عامة السكان باستخدام الهواتف الذكية فقط، إمكانية جمع البيانات عن إيقاع نبض القلب ومدى وجود حالة الرجفان الأذيني بطريقة ممكنة ومنخفضة التكلفة. وإضافة إلى إجراء رسم تخطيط كهرباء القلب واحد، قد يكشف إجراء مراقبة نبض القلب بتقنية التحسس الضوئي في الهاتف المحمول مرتين يومياً الكشف عن عدد كبير من مرضى الرجفان الأذيني الذين لا تبدو عليهم أي أعراض مرضية.
والرجفان الأذيني هو أحد الأنواع الشائعة في اضطرابات إيقاع نبض القلب، التي يتم تشخيصها من رسم تخطيط القلب، وترتفع نسبة الإصابات به بين مرضى القلب، ومع التقدم في العمر. ولأنه حالة تتسبب بعدد من المضاعفات الصحية الشديدة، كالسكتة الدماغية Stroke.
وتحديداً، تشير نتائج الدراسات الطبية الحديثة إلى أن معدلات الإصابة بالرجفان الأذيني في تصاعد مستمر في أنحاء العالم بين كبار السن، وأن واحداً من بين خمسة أشخاص أصيبوا بالسكتة الدماغية يكون لديهم الرجفان الأذيني، كما أن مضاعفات حالات الرجفان الأذيني تمثل 40 في المائة من أسباب دخول حالات اضطرابات إيقاع نبض القلب إلى المستشفى لتلقي المعالجة الطبية. والإشكالية الطبية الأكبر حول صعوبة تشخيص الإصابة الرجفان الأذيني، واحتمالات عدم تلقي المعالجة الضرورية اللازمة، هي كل من حالات «الرجفان الأذيني دون أعراض» Asymptomatic AF، وحالات الرجفان الأذيني الغير دائمة Paroxysmal AF التي تظهر في رسم تخطيط القلب في أوقات، ثم تختفي في أوقات أخرى. وهو ما يوجه جهود أطباء نحو البحث عن وسائل أكثر دقة، وأسهل استخداماً، في تشخيص الإصابات بهذا النوع من اضطرابات إيقاع نبض القلب.
- تطبيقات ذكية لمتابعة مؤشرات صحة القلب يومياً
> ووفق نتائج التقارير الطبية الحديثة لرابطة القلب الأميركية، لا تزال أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفيات على مستوى العالم.
وتشمل تقنيات صحة القلب والأوعية الدموية جميع الأجهزة والإجراءات التي تُمكّن الأطباء من تبسيط تشخيص وعلاج أمراض القلب. ووفقاً لنتائج الكثير من الدراسات الإكلينيكية المختلفة، يمكن للوسائل الرقمية في متابعة مؤشرات أداء القلب والأوعية الدموية، والتي تستخدم تقنيات مستشعرات التحسس الضوئي، أن تُحسّن من نتائج معالجات المرضى، وأن استخدامها قد أدى إلى انخفاض بنسبة 23 في المائة في حالات إعادة الإدخال بالمستشفى.
وبشكل عام، تعتمد مستشعرات التحسس الضوئي Photoplethysmography (PPG) على توفير رسم تخطيطي ضوئي يتم الحصول عليه بصرياً كأداة لقياس التغيرات في الحجم داخل العضو بالجسم.
وضمن مجموعة من أمثلة التطبيقات الطبية لهذه التقنية، الاستخدام الطبي للكشف عن تغيرات حجم الدم المتدفق في عمق الأنسجة السطحية عبر الجلد. ويظل المثال الأكثر شيوعاً هو مقياس تأكسج الدم المتدفق عبر الجلد Pulse Oximeter، أي الجهاز الذي يقيس نسبة تشبع الدم بالأوكسجين O2 Saturation. وفيه يُراقب هذا المقياس نسبة تأكسج الدم في طبقة الأدمة الجلدية Dermis والأنسجة حولها Subcutaneous Tissue.
وهذا الجهاز يعمل على إنارة الجلد، ثم قياس التغيرات في امتصاص الضوء وفق تغيرات الحجم في المنطقة التي يلامسها ويسقط الضوء عليها. وللتوضيح، فإنه ومع كل دورة قلبية، أي مع ضخ كمية من الدم في كل نبضة للقلب، يندفع الدم عبر الشرايين الخارجة من القلب إلى أطراف الجسم، وصولاً إلى الشعيرات الدموية تحت الجلد. ورغم أن ضغط الدم ينخفض كثيراً في تلك المناطق الطرفية من الجسم في الجلد، مقارنة بمقداره العالي داخل شرايين الجسم الكبيرة حال خروجه مباشرة من القلب، إلا أن مقدار ذلك الضغط الدموي المنخفض هو الملائم والكافي لتوزيع الدم في الشعيرات الدموية بالجلد. وبملامسة جهاز مقياس تأكسج الدم للجلد، والضغط عليه برفق، ومع إلقاء هذا الجهاز للضوء باستخدام تقنية «الصمام الثنائي الباعث للضوء» LED، يقوم الجهاز بإجراء قياس ديناميكي متواصل لكمية الضوء المنقولة إليه بالانعكاس أو بالارتداد. ولذا؛ يرصد الجهاز مع كل دورة قلبية رسماً بيانياً ذا قمة وقاع، وتعكس القمة ارتفاع الضغط مع شدة تدفق الدم بانقباض القلب، ويعكس القاع هدوء تدفق الدم حال راحة القلب عن ضخ الدم. ولأن كمية وضغط الدم المتدفق من القلب في كل نبضة، ووصولاً إلى الجلد، يتأثر بعدد من العوامل كالتنفس مثلاً، فإنه يمكن قياس عدد مرات التنفس في الدقيقة باستخدام هذه التقنية الرقمية. ولذا؛ ومن خلال الكاميرا المدمجة بالهاتف المحمول، تتيح تطبيقات الهواتف الذكية Smartphone Applications التي تستخدم تقنية مستشعرات التحسس الضوئي قياس نسبة أوكسجين الدم، ومعدل التنفس، وتمييز إيقاع القلب دون استخدام أجهزة إضافية؛ مما يجعل التكنولوجيا أكثر سهولة وأرخص وبحساسية عالية.


مقالات ذات صلة

صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
TT

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

لا يمكن تجاهل أعراض أزمة ارتفاع ضغط الدم، مثل ألم الصدر، وعدم وضوح الرؤية، والارتباك، وضيق التنفس. ولكن ارتفاع ضغط الدم نفسه (تكون قوة خلايا الدم التي تندفع في الشرايين مرتفعة باستمرار) يصيب واحداً من كل 4 منا.

وتقول الدكتورة سيميا عزيز، الطبيبة العامة في «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية»، إن ارتفاع ضغط الدم «قاتل صامت»، ويمكن أن تسبب هذه الحالة كل شيء؛ من «زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، إلى الخرف الوعائي ومشكلات الكلى»، وفقاً لما ذكرته لصحيفة «تلغراف» البريطانية.

لهذا السبب ينصح الأطباء كل من تجاوز الأربعين من العمر بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل كل 5 سنوات. ولكن مع بعض العوامل، مثل زيادة الوزن السريعة أو الإجهاد، التي تزيد خطر الإصابة، من المهم معرفة العلامات التحذيرية بين الفحوصات.

وفيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

زيادة الوزن

لقد ثبت أن السمنة تسبب ما بين 65 و78 في المائة من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم الأساسي، حيث يكون ضغط الدم مرتفعاً بشكل خطر دون سبب واضح، ولا يكون ناتجاً بشكل مباشر عن حالة صحية أخرى، مثل انقطاع النفس في أثناء النوم أو مشكلة الغدة الدرقية.

لحسن الحظ، تقول الدكتورة عزيز: «يختفي خطر ارتفاع ضغط الدم الناجم عن زيادة الوزن بعد أن يفقد الشخص ما يكفي من وزنه والعودة إلى نطاقه الصحي».

التدخين

يتسبب أيضاً في زيادة خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم، حيث يجعل الشرايين ضيقة ومتصلبة.

وتقول الدكتورة عزيز: «نعلم أن النيكوتين الموجود في السجائر يرفع ضغط الدم، ويمكن أن يتلف جدران الأوعية الدموية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بالتزامن مع ارتفاع ضغط الدم».

وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين ما زالوا يدخنون هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وأشارت إلى أن «الإقلاع عن التدخين لا يزال وسيلة فعالة للحد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل عام».

أنت أكبر من 60 عاماً

تتصلب الشرايين في جسمك بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، حتى لدى أولئك الذين عاشوا دائماً أنماط حياة صحية للغاية.

ويعاني ما يصل إلى 60 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً من ارتفاع ضغط الدم، وهو رقم يرتفع إلى 65 في المائة لدى الرجال و75 في المائة لدى النساء فوق سن 70 عاماً.

وبينما لا يوجد كثير مما يمكنك فعله لمواجهة تقدمك في السن، لكن من المهم بالطبع أن تفحص ضغط دمك بانتظام. وتحذر الدكتورة عزيز: «من الشائع أن تشعر باللياقة والصحة ومع ذلك فلا يزال لديك ضغط دم مرتفع بشكل خطر. والطريقة الوحيدة التي يمكنك عبرها معرفة ذلك هي قياسه بشكل دائم».

تتناول الأطعمة المصنعة

سواء أكنت نحيفاً أم تعاني من زيادة الوزن؛ «فإذا كنت تتناول الأطعمة المصنعة، فإنها تزيد من علامات الالتهاب لديك، مما يسبب التهاباً منخفض الدرجة يؤثر على نظامك الأيضي بالكامل؛ بما في ذلك ضغط الدم»، كما تقول الدكتورة عزيز.

ربطت دراسات متعددة بين النظام الغذائي الغني بالأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع ضغط الدم. ووجدت إحدى الدراسات، التي شملت 10 آلاف امرأة أسترالية، أن أولئك الذين تناولوا أكبر قدر من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنحو 40 مرة.

ولعلاج هذا، توصي عزيز بتناول نظام غذائي «يحتوي كثيراً من البروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، بالإضافة إلى الفاكهة والخضراوات، ويفضل أن يكون منخفض الصوديوم»، كما تقول، فالنظام الغذائي الغني بالملح يمكن أن يزيد أيضاً من خطر ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

الكحول

تقول الدكتورة عزيز إن تناول الكحول «سبب معروف لارتفاع ضغط الدم».

ولحسن الحظ، يمكن خفض ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الشرب عندما يمتنع الشخص من تناول الكحول أو يقلل منه.

تشعر بالإغماء والدوار

تقول الدكتورة عزيز: «قد يشكو بعض الأفراد الذين يعانون من ارتفاع الضغط من الشعور بالدوار أو الإغماء». وبينما قد يكون من السهل عَدُّ هذا أمراً طبيعياً.

في بعض الحالات، فإنه يمكن أن تتضرر الأوعية الدموية الضيقة في أذنيك بسبب ارتفاع ضغط الدم، مما يتسبب في انخفاض تدفق الدم عبر تلك المناطق، ثم ضعف التوازن.

ومع ذلك، يمكن أن تكون الدوخة المفاجئة أيضاً علامة على نوبة قلبية أو سكتة دماغية. إذا كانت الدوخة مفاجئة أو جاءت مع ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، وشعور بالقلق أو الهلاك، فمن المهم الاتصال بسيارة إسعاف على الفور.

ألم الصدر

ألم الصدر أحد أعراض ارتفاع ضغط الدم الذي قد يتداخل مع أعراض النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

وتوضح عزيز: «يمكن أن يشير الضيق المستمر أو الضغط أو الشعور بالإجهاد في صدرك إلى ارتفاع ضغط الدم؛ لأن هذه أعراض الذبحة الصدرية، حيث يحدث انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب ألماً في الصدر».

ومع ذلك، يمكن أن يشير ألم الصدر الشديد والمفاجئ إلى نوبة قلبية تتطلب عناية طارئة.

لديك صداع مستمر

من السهل تجاهل الصداع بوصفه مرضاً بسيطاً، لكن بعض أنواع الصداع المستمر يمكن أن تشير إلى أن ضغط دمك مرتفع للغاية.

وتقول عزيز إن الصداع المتكرر، مع الألم المستمر النابض الذي يبدأ في أسفل الجمجمة، يمكن أن يشيرا إلى ارتفاع ضغط الدم.

قد يكون هذا النوع من الألم في رأسك مختلفاً تماماً عن الصداع أو الصداع النصفي.

طنين الأذن

لقد ارتبط طنين أو رنين الأذن بارتفاع ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى الأكبر سناً. يشير بعض الأبحاث إلى أن نحو 44 في المائة من جميع المصابين بطنين الأذن يعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم.

وتقول الدكتورة عزيز إن طنين الأذن الجديد أو الذي يحتوي صوتاً نابضاً، مثل ضربات قلبك، «يمكن أن يرتبط بمستويات ضغط دم مرتفعة للغاية».

رؤيتك ضبابية

إن الاضطرابات البصرية، أو ما يسمى «اعتلال الشبكية»، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة، «يمكن أن تحدث بسبب تلف الأوعية الدموية في العين بسبب ارتفاع ضغط الدم».

قد تشمل التغيرات الأخرى في الرؤية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم «العوامات» في العين، وهي بقع صغيرة تطفو عبر رؤية الشخص، وفي بعض الحالات فقدان الرؤية، الذي قد يكون مفاجئاً.

التغيرات المفاجئة في الرؤية هي علامة أخرى على أن أعراضك وصلت إلى مستوى الطوارئ وتحتاج إلى العلاج في المستشفى.

وهناك بعض النصائح التي تقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تخفضه إلى مستوى أقل؛ وهي:

- تناول نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي كمية قليلة من الملح والصوديوم (لا تزيد على 6 غرامات من الملح يومياً).

- مارس الرياضة بانتظام لمدة ساعتين ونصف على الأقل كل أسبوع.

- فكر في إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن.

- حد من تناول الكافيين بحيث لا يزيد على 4 أكواب من الشاي أو القهوة يومياً.

- اتخذ التدابير اللازمة لخفض مستويات التوتر لديك، مثل ممارسة تمارين التنفس، أو ممارسة تمارين التقوية، مثل اليوغا أو الـ«تاي تشي» وهو فن قتالي يعمل على تعزيز التنفس والاسترخاء والصحة عموماً.

- احصل على 7 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة.