وزير خارجية اليونان يعرض في بيروت تجربة بلاده للخروج من أزمتها الاقتصادية

الرئيس ميشال عون مستقبلاً وزير خارجية اليونان (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً وزير خارجية اليونان (دالاتي ونهرا)
TT

وزير خارجية اليونان يعرض في بيروت تجربة بلاده للخروج من أزمتها الاقتصادية

الرئيس ميشال عون مستقبلاً وزير خارجية اليونان (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً وزير خارجية اليونان (دالاتي ونهرا)

أبدى الرئيس اللبناني ميشال عون رغبة لبنان في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي مع اليونان وقبرص على نحو يعطي لهذا التعاون زخما إضافيا، لا سيما عند التقاء الدول الثلاث على خطط عمل موحدة وفق ظروف كل بلد.
وجاء تصريح عون خلال لقائه وزير الخارجية اليونانية نيكوس دندياس الذي التقى، أيضا، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب ووزير الخارجية ناصيف حتّي. وتأتي الزيارة قبل القمة الثلاثية بين لبنان واليونان وقبرص المزمع عقدها أواخر شهر مارس (آذار) المقبل.
وأكد الوزير اليوناني ضرورة التنسيق بين لبنان واليونان في مجالات عدة لتطوير العلاقات الثنائية، ولدعم لبنان في المحافل الإقليمية والدولية. وعرض الوزير دندياس لتجربة اليونان في الخروج من الأزمة الاقتصادية التي مرت بها قبل عشر سنوات والتي أمكن تجاوزها حيث بدأت اليونان تستعيد عافيتها الاقتصادية والمالية. ورحب بطرح الرئيس عون للتنسيق في البرامج السياحية بين لبنان واليونان وقبرص، معربا عن استعداد بلاده لتقديم كل الدعم للبنان.
وأبلغه عون أن ثمة مواضيع مشتركة بين لبنان واليونان وقبرص ما يجعل لقاء الدول الثلاث يعود بالخير والفائدة على شعوبها، شاكرا مشاركة اليونان في القوة البحرية التابعة للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» والتي تساهم في حفظ أمن المياه الإقليمية اللبنانية تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
من جهته، قال الوزير حتّي بعد لقائه نظيره اليوناني إن اللقاء تطرق أيضاً إلى قطاعي النفط والغاز في البلدين «ووجوب أن نتشارك في الخبرات والمعرفة لضمان استخراج أكبر كمية وبأقلّ كلفة ممكنة». وأشار إلى أن الحديث تناول أيضاً التطوّرات في المنطقة، و«هنالك اتفاق على ضرورة احترام وتفعيل قواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصِلة لتكون كلّها المرجع لتسوية أي صراع أو نزاع أو خلاف في المنطقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.