صندوق أبوظبي للتنمية يمول مشاريع اجتماعية وثقافية في أصيلة

بينها محطة نقل طرقي ومتحف وأكاديمية للفنون ومدرسة

جانب من حفل تدشين المحطة الطرقية في أصيلة
جانب من حفل تدشين المحطة الطرقية في أصيلة
TT

صندوق أبوظبي للتنمية يمول مشاريع اجتماعية وثقافية في أصيلة

جانب من حفل تدشين المحطة الطرقية في أصيلة
جانب من حفل تدشين المحطة الطرقية في أصيلة

يموّل صندوق أبوظبي للتنمية حالياً مشاريع تنموية في مدينة أصيلة المغربية، تضمنت إنشاء محطة للنقل الطرقي ومجمع تربوي وإبداعي نموذجي يتكون من مدرسة ابتدائية (مدرسة نشوى)، ومتحف للفنون وأكاديمية للفن والديزاين، بقيمة إجمالية تناهز 17 مليون دولار.
وافتُتحت أول من أمس، المحطة الطرقية الجديدة، التي تقع على بعد مسافة قصيرة من وسط المدينة، وبنيت على مساحة 15479 متراً مربعاً، لتحل بذلك محل محطة الحافلات التي خصص وعاؤها العقاري لبناء المدرسة الابتدائية والمتحف وأكاديمية للفن والديزاين.
وتميز افتتاح المحطة بحضور خليفة عبد الله القبيسي، نائب مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، وسعيد مهير الكتبي، القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الرباط، وفاطمة الحساني رئيسة جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، والحبيب العلمي كاتب عام (وكيل) جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، نيابة عن والي (محافظ) الجهة محمد مهيدية، ومحمد بن عيسى رئيس بلدية أصيلة وأمين عام مؤسسة منتدى أصيلة.
وتقع المحطة الجديدة على بعد مسافة قصيرة من وسط المدينة، وبنيت على مساحة 15479 متراً مربعاً.
وتتألف المحطة الطرقية الجديدة لأصيلة، من طابق أرضي وطابق أول، بتجهيزات حديثة، وفضاء للمراقبة الأمنية، بالإضافة إلى 10 أرصفة، و6 مكاتب تذاكر، وخدمة تخزين الأمتعة. كما تضم موقفين للسيارات تحت الأرض، ومصعداً كهربائياً، وممرات مجهزة تجهيزاً جيداً لتسهيل دخول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتوفر على 9 مكاتب إدارية، وقاعتين للصلاة (واحدة للرجال وأخرى للنساء)، بالإضافة إلى محلات تجارية بما في ذلك كافيتريا.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المشروع أهدته مؤسسة منتدى أصيلة لبلدية المدينة، التي ستتولى تسيير هذه المحطة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المشروع التنموي، الذي كلف 44 مليون درهم (4.7 مليون دولار) يعد ثمرة شراكة ثلاثية الأطراف، إذ موله صندوق أبوظبي للتنمية بمبلغ 34 مليون درهم (4 ملايين دولار)، وأسهمت فيه وكالة تنمية شمال المغرب بقيمة 10 ملايين درهم (1.05 مليون دولار)، فيما أسهمت مؤسسة منتدى أصيلة فيه عبر توفير الوعاء العقاري.
وعقب افتتاح المحطة، توجهت الوفود المشاركة في الحفل إلى مدرسة «نشوى» التي بنيت في موقع المحطة القديمة للحافلات بالمدينة، والتي تضم 18 فصلاً دراسياً، بالإضافة إلى مرافق وملحقة، والتي جرى افتتاحها أيضاً أول من أمس. كما زار المشاركون أيضاً ورش بناء متحف وأكاديمية الفن والديزاين، الذي ينتظر افتتاحه ربيع العام المقبل.
ودأبت أصيلة منذ عام 1978، على تنظيم مواسمها الثقافية الدولية، التي تشمل أيضاً مختلف أوراش الفنون التشكيلية بما فيها الرسم على جداريات المدينة العتيقة من قبل فنانين مغاربة وأجانب، لتصبح مع توالي السنين مدينة الفنون بامتياز.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».