خطوات تنفيذية لتحفيز الاستثمار الصناعي المصري تبدأ بتسهيل التراخيص وحل المعوقات

بعد إطلاق الدولة مبادرة بقيمة 50 مليار جنيه لتشجيع المصانع المتعثرة على العودة للعمل

جانب من منتدى المناطق الحرة ودورها في توفير العديد من العوائد الاقتصادية للمجتمع أمس (الشرق الأوسط)
جانب من منتدى المناطق الحرة ودورها في توفير العديد من العوائد الاقتصادية للمجتمع أمس (الشرق الأوسط)
TT

خطوات تنفيذية لتحفيز الاستثمار الصناعي المصري تبدأ بتسهيل التراخيص وحل المعوقات

جانب من منتدى المناطق الحرة ودورها في توفير العديد من العوائد الاقتصادية للمجتمع أمس (الشرق الأوسط)
جانب من منتدى المناطق الحرة ودورها في توفير العديد من العوائد الاقتصادية للمجتمع أمس (الشرق الأوسط)

في ضوء توجه الدولة للاهتمام بالقطاع الصناعي، وإطلاق مبادرة بقيمة 50 مليار جنيه لتشجيع المصانع المتعثرة على العودة للعمل، تسعى الهيئة العامة للاستثمار المصرية، لجذب استثمارات جديدة في القطاع، من خلال الاتفاق على 4 خطوات تنفيذية، أبرزها تسهيلات استخراج التراخيص، وحل أي معوقات بشكل سريع.
واتفق أمس رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، محمد عبد الوهاب، ورئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، مجدي غازي، على 4 خطوات، لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، وذلك في إطار متابعة نتائج زيارات المحافظات المختلفة التي تقوم بها هيئة الاستثمار، لبحث التحديات التي تواجه المستثمرين.
واتفقا على: «تيسير كافة إجراءات الاستثمار الصناعي، ووضع حلول سريعة للتحديات التي تواجه المستثمرين بالمناطق الصناعية، وزيادة ممثلي الهيئة العامة للتنمية الصناعية بمراكز خدمات المستثمرين التابعة لهيئة الاستثمار، وتفعيل كافة الخدمات التي يتم تقديمها للمستثمرين، وزيادة الخدمات المقدمة للمستثمرين بمركز خدمات المستثمرين بمحافظة المنيا، وتفعيل دور ممثلي التنمية الصناعية داخل المركز لسرعة إنجاز الخدمات المقدمة للمستثمرين بالمحافظة، وقيام رئيسي الهيئتين بعقد لقاءات مشتركة مع كافة المستثمرين في القطاع الصناعي لبحث الاستثمارات الجديدة، وحل التحديات التي قد تواجههم».
وبحث الطرفان أمس، وفق بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «وضع خطوات جادة لتيسير الإجراءات والتراخيص ذات الصلة بالاستثمار الصناعي، وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في عديد من المشروعات الصناعية في مختلف أنحاء الجمهورية، وذلك تماشياً مع توجيهات رئيس مجلس الوزراء نحو تذليل كافة التحديات التي تواجه المستثمرين، والعمل على ارتفاع معدلات نمو الاستثمارات الجديدة، والتوسع في المشروعات القائمة».
واستعرض الطرفان تطورات المرحلة الثانية من طرح أراضي الاستثمار الصناعي على البوابة الحكومية للخريطة الاستثمارية للمناطق الصناعية، والتي تشمل قطاعات الصناعات الكيماوية، والهندسية، والغذائية، والمعدنية، والدوائية، والغزل والنسيج.
وعقدت أمس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بالتعاون مع المنظمة العالمية للمناطق الحرة، منتدى حول المناطق الحرة، ودورها في توفير العديد من العوائد الاقتصادية للمجتمع؛ حيث اختتم فعاليات المنتدى المستشار محمد عبد الوهاب، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وذلك بحضور الدكتور سمير الحمروني، المدير التنفيذي للمنظمة العالمية للمناطق الحرة، وعلا القبرصي، نائبة الرئيس التنفيذي للهيئة، وعبد الله نائب المدير التنفيذي للمنظمة، وبمشاركة واسعة من ممثلي القطاع الخاص والمستثمرين في قطاع المناطق الحرة.
وأشار عبد الوهاب خلال المنتدى إلى أهمية مواصلة الجهود التي بدأتها الهيئة لتطوير البنية الأساسية للمناطق الحرة، وفقاً لأحدث المعايير المتبعة دولياً في إدارة المناطق الحرة، وضمان كفاءة تقديم الخدمات بها، وإنشاء منظومة التحول الرقمي داخل المناطق الحرة، وإنشاء نظام متكامل لميكنة الإجراءات داخلها، والبناء على ما تحقق من إنجازات لمواصلة الإصلاحات الاقتصادية التي تسهم في تحسين مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال لتعزيز الاستثمار الخاص، بما يساعد على توفير فرص عمل، وزيادة الإنتاجية، وتحسين مستوى المعيشة.
كما استعرض دور المناطق الحرة في المساهمة في تنويع القاعدة الإنتاجية والخدمية للاقتصاد المصري، وجذب مزيد من الاستثمارات المباشرة، وتوطين التكنولوجيا المتقدمة داخل مصر، فضلاً عن تنمية الصادرات الخارجية المصرية، وتعزيز الوضع التنافسي لها بالأسواق الخارجية، فضلاً عن توفير عديد من فرص العمل، ونقل الخبرات الفنية الأجنبية للعمالة الوطنية داخل تلك المناطق.
وجدير بالذكر أن عدد المشروعات العاملة بنظام المناطق الحرة بلغ نحو 1082 مشروعاً، بإجمالي رؤوس أموال بلغت 12.9 مليار دولار، وتجاوزت التكاليف الاستثمارية لتلك المشروعات 26.2 مليار دولار، وتوفر 194 ألف فرصة عمل مباشرة، فضلاً عن استحواذ الصادرات الخارجية للمناطق الحرة على نسبة 20 في المائة من إجمالي الصادرات الصناعية الخارجية غير البترولية للبلاد. وتقوم الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بإدارة 9 مناطق حرة عامة، في كل من: الإسكندرية، ومدينة نصر، والسويس، وبورسعيد، والإسماعيلية، ودمياط، وقفط، والمنطقة الحرة الإعلامية.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.