«القضايا الإنسانية» تحصد جوائز «أسوان لأفلام المرأة»

نقاد: الأعمال الفائزة أثبتت جدارتها درامياً وبصرياً

ناهد فريد شوقي ورئيس المهرجان ومحافظ أسوان أثناء تكريم بعض صانعات الأفلام
ناهد فريد شوقي ورئيس المهرجان ومحافظ أسوان أثناء تكريم بعض صانعات الأفلام
TT

«القضايا الإنسانية» تحصد جوائز «أسوان لأفلام المرأة»

ناهد فريد شوقي ورئيس المهرجان ومحافظ أسوان أثناء تكريم بعض صانعات الأفلام
ناهد فريد شوقي ورئيس المهرجان ومحافظ أسوان أثناء تكريم بعض صانعات الأفلام

حصدت الأفلام ذات الطابع الإنساني، جوائز مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، بعدما أثبتت جدارتها على المستوى الفني والدرامي والبصري، في الدورة الرابعة من المهرجان، وفق النقاد والمتابعين.
واستطاع فيلم «منزل آجا»، إنتاج مشترك بين 4 دول (كوسوفو، وألبانيا، وكرواتيا وفرنسا)، الفوز بـ4 جوائز مهمة، في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، (جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل ممثلة لروزافا كلاج، وجائزة أفضل مخرجة للينديتا زيتشيراي، بالإضافة إلى جائزة لجنة تحكيم النقاد كأفضل فيلم). ويتعرض الفيلم لتداعيات الحرب في منطقة البلقان من خلال مجموعة من النساء يقمن في منطقة جبلية نائية، تعرضن للاختطاف والاغتصاب، وتتعايش النسوة في تواطؤ مثير، بينما كان الرجل الوحيد الذي يشاركهن الحياة هو الطفل آجا، البالغ من العمر تسع سنوات، نجل إحدى النسوة اللاتي كن يخضن رحلة للبحث عن أبيه، لكنّه يعرف من خلال أحاديث النساء أنه وُلد سفاحاً.
وبسرد مشوق نجح فيلم «منزل آجا» في طرح هموم بطلاته وفي حصد جوائز مهرجان أسوان، وتقول بطلته روزافا كلاج التي حصلت على «جائزة سعاد حسني لأفضل ممثلة» لـ«الشرق الأوسط»: «سعيدة جداً بكل الجوائز التي حصدها الفيلم»، مشيرة إلى أنّ «الجائزة التي فازت بها تحمل اسم ممثلة شهيرة في مصر، لكنها لم يسبق لها مشاهدة أعمالها»، مؤكدة أنها «ستسعى لمشاهدتها للتعرف عليها وعلى السينما العربية».
ويرى نقاد مصريون من بينهم خيرية البشلاوي، أنّ «جوائز هذا العام ذهبت إلى أفلام تستحقها». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «في بعض المهرجانات يتحدث البعض عن ذهاب الجوائز لأفلام لا تستحقها، وحجبها عن أفلام مهمة، ذات قيمة فنية رائعة، لكن فيلم (منزل آجا) الذي تعامل مع أزمة بطلاته بشكل إنساني محكم ومميز، تمكن من إبراز معاناتهن كضحايا للحروب».
ووفق البشلاوي، فإنّ «فيلم (الحلم الكونفوشيوسي)، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الصيني، حمل كذلك رسالة مهمة وهي إدانة غياب الأخلاق، وسط الصراع المادي الذي فرض نفسه على المجتمعات».
ورغم أنّ الفيلم الهندي «زهرة بومباي» ينتمي إلى نوعية الرسوم المتحركة، فإنّ قصته الإنسانية، وطريقة تنفيذها، رائعة جداً، كما يمثل فيلم «تأتون من بعيد» تجربة مذهلة عن عائلة فلسطينية مزقتها الحروب السياسية، وذهب أفرادها إلى بلدان عدة، فاختلفت لغتهم وغاب تواصلهم، لكن المخرجة أمل رمسيس نجحت في لم شملهم. بحسب البشلاوي.
ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً لفيلم «أسماء الزهور» إخراج بهمن ناقوسي وإنتاج كل من بوليفيا والولايات المتحدة وكندا، وتنويهاً آخر لفيلم «ذئب بالولي الذهبي» من بوركينا فاسو وإخراج عائشة كلوي بورو.
وتقاسم الفيلمان المصريان الوثائقيان «احكيلي» للمخرجة ماريان خوري، و«تأتون من بعيد» إخراج أمل رمسيس، جائزتي أفضل فيلم في مسابقة اليورومتوسطى التي يمنحها الاتحاد الأوروبي، وشكلت لجنة تحكيمها من المنتجة التونسية درة بوشوشة، والناقد اللبناني إبراهيم العريس، والممثلتين المصرية رانيا يوسف والسورية جومانا مراد، وتنافس عليها 10 أفلام.
المخرجة المصرية أمل رمسيس، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن فيلمها «(تأتون من بعيد) استحوذ على جوائز عدة من مهرجانات دولية مختلفة». وكشفت أنه «بينما يحصد الفيلم جائزته في مدينة أسوان، فإنه يعرض في الليلة ذاتها في مدينة القدس بفلسطين، وهذا نجاح آخر يسعدني».
وأضافت: «فوجئت بردود فعل الجمهور الأسواني، وبأسئلتهم العميقة حول الفيلم، التي لم توجه لي في أي مهرجان من قبل، لذلك أنا سعيدة جداً بوصول رسالة الفيلم إليهم بهذه الدرجة من الوعي».
ويتعرض فيلم «تأتون من بعيد» لقصة غير عادية لعائلة فلسطينية تشردت بسبب الاضطرابات والحروب، وتفرق أفرادها بين عدة دول ولم يعودوا يتحدثون لغة واحدة منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، مروراً بنكبة فلسطين، والحرب الأهلية اللبنانية، ويتضمن الفيلم توثيق هذه الحروب وانعكاساتها على الأسرة التي تفرق شمل أفرادها، وقد صُوّر بين إسبانيا وروسيا ولبنان.
فيما حصل الفيلم المغربي «آدم» من إخراج مريم توزاني على جائزة أفضل فيلم عربي يطرح قضايا المرأة، وهي جائزة استحدثها المهرجان في دورته الأخيرة، وشارك في الاستفتاء عدد كبير من النقاد العرب.
وفى مسابقة الأفلام القصيرة حصل الفيلم المصري «تستاهل يا قلبي» إخراج لمياء إدريس على تنويه خاص من لجنة التحكيم التي ضمت الفنانة بشرى، والناقد الإيطالي ماسيمو ليتشي، والمخرجة النيجيرية ميلدريد أوكو، كما منحت تنويهاً آخر للفيلم البرازيلي «من أجلنا نحن المنعزلون» في حين فاز الفيلم اللبناني البلجيكي «باسيفيك» بجائزة أفضل فيلم.


مقالات ذات صلة

«مهرجان الإبل»: تأهب لانطلاق ماراثون هجن السيدات

رياضة سعودية السباق سيقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات (واس)

«مهرجان الإبل»: تأهب لانطلاق ماراثون هجن السيدات

تشهد سباقات الهجن على «ميدان الملك عبد العزيز» بالصياهد في الرياض، الجمعة المقبل، ماراثوناً نسائياً يُقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».